العرب والعالم

خلفيات احتجاجات غزة

06 أبريل 2018
06 أبريل 2018

غزة - (أ ف ب): تجددت المواجهات أمس بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة موقعة 3 شهداء بعد أسبوع من استشهاد نحو 20 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014.

ماذا حدث قبل أسبوع؟ تجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين قرب الحدود الجمعة الماضي في خمسة مواقع رئيسية في قطاع غزة للبدء فيما أطلقوا عليه «مسيرة العودة». وكانت تلك من أكبر الاحتجاجات التي شهدتها السنوات الأخيرة وقال منظموها إنها ستكون سلمية. وفيما أقام غالبية المحتجين فعاليات اجتماعية مثل حفلات زفاف أو رقص أو إقامة صلاة الجمعة، إلا أن أعدادا قليلة منهم اقتربت من السياج الحدودي لرشق القوات الإسرائيلية بالحجارة. وأطلق الجيش الرصاص الحي واستشهد نحو عشرين فلسطينيا وأصاب المئات بجروح، ما أدى الى اتهامه باستخدام القوة المفرطة. وتعهدت إسرائيل منع أي تخريب للسياج الفاصل والتصدي لمحاولات التسلل. وتحدثت عن محاولة إطلاق نار على الجنود.

وتتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع الفقير وخاضت ثلاث حروب ضدها منذ 2008، باستخدام الاحتجاجات كغطاء لاستخدام العنف.

«مطالب الاحتجاجات»

تطالب الاحتجاجات بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى الأراضي التي أجبروا على الخروج منها خلال حرب 1948. وتدعم الأمم المتحدة ذلك في أحد قراراتها الذي لم ينفذ مطلقا، بينما يعيش نحو خمسة ملايين لاجئ في الضفة الغربية المحتلة وغزة والدول المجاورة لإسرائيل. تعتبر هذه قضية أساسية بالنسبة للفلسطينيين الذين لا يزال العديد منهم يحتفظون بمفاتيح منازل عائلاتهم. ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات حتى منتصف مايو المقبل وهو الموعد الذي حددته واشنطن لنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس. وأثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل عقب احتلالها في 1967 عاصمة دولتهم المستقبلية.

اتهمت إسرائيل حماس بأنها وراء الاحتجاجات إلا أن منظمي الاحتجاجات يرفضون ذلك ويقولون إن المسيرات نُظمت بشكل مستقل وأن حماس واحدة من عدة جماعات مشاركة فيها. وشارك قادة من حماس في أول احتجاج في 30 مارس الماضي.

يرى محللون أن الاحتجاجات سببها حالة اليأس المتزايدة في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي صارم منذ عقد. كما أغلقت مصر حدودها مع القطاع في السنوات الأخيرة لفترات طويلة لأسباب قالت إنها أمنية. وضاعفت حكومة الرئيس محمود عباس المعترف بها دوليا الاجراءات ضد القطاع لمعاقبة حركة حماس، بحسب محللين. والنتيجة هي ركود الاقتصاد في القطاع وبطالة بنسبة تقترب من 40% خصوصا في أوساط الشباب. ويتحدث المحتجون ان سبب مشاركتهم هي غياب فرص العمل في غزة، وأعرب بعضهم عن استعداده للموت. تقول إسرائيل كذلك إن حماس تمجد الموت وتشجع الشباب الغاضبين على «الشهادة». وتدفع الحركة لعائلات القتلى مبلغ 3000 دولار حسب زعمها. واقترب شباب من الحدود في عدة مواقع ورشقوا الحجارة، ويخشى من وقوع قتلى كذلك. دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والاتحاد الأوروبي وعدد من الجهات الأخرى الى إجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان عمليات القتل «تتم عن قصد» وغير قانونية، بينما حض جوتيريش إسرائيل على ممارسة «ضبط النفس».

ورفضت إسرائيل الدعوات لإجراء تحقيق وأصرت على اتباع سياستها بإطلاق النار في قطاع غزة.