الاقتصادية

النفط ينخفض 45 سنتا بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين

06 أبريل 2018
06 أبريل 2018

روسيا: اتفاق التعاون مع أوبك قد يكون لأجل غير مسمى -

عواصم- (وكالات) - انخفضت أسعار النفط امس الجمعة بعد أن جدد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين المخاوف من نشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال ترامب امس الأول إنه أمر مسؤولي التجارة في الولايات المتحدة بدراسة فرض رسوم جمركية إضافية بقيمة 100 مليار دولار على الواردات من الصين في تصعيد للتوتر مع بكين. انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يونيو 45 سنتا أو ما يعادل 0.66 بالمائة إلى 67.88 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مايو 41 سنتا أو ما يعادل 0.65 بالمائة إلى 63.13 دولار للبرميل. وفي الوقت الذي ينتاب فيه القلق أسواق النفط بفعل الحرب التجارية التي تعتمل بين الولايات المتحدة والصين، فإن المراقبين لا يتوقعون أن يسجل الخام انخفاضات كبيرة في ظل مؤشرات على تقلص الإمدادات. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط انخفضت 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي بالمقارنة مع توقعات المحللين بزيادة قدرها 246 ألف برميل. في الوقت ذاته قالت السعودية امس الأول إنها سترفع السعر بالبيع الرسمي لنفطها في مايو للزبائن الآسيويين.

وفي موسكو قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: إن ترتيبا ستتعاون بموجبه موسكو مع أوبك قد يصبح لأجل غير مسمى حين ينقضي في نهاية العام الاتفاق الحالي الذي يهدف لكبح إنتاج النفط.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار آخرون على رأسهم روسيا على كبح الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2018 بهدف تقليص مخزونات النفط. وينتاب القلق العديد من أطراف السوق بشأن ما سيحدث لسوق النفط حين ينتهي أجل الاتفاق. وقال نوفاك للصحفيين: «قد يكون اتفاقا لأجل غير مسمى» في إشارة إلى التعاون المستقبلي مع أوبك فور أن ينقضي الاتفاق الحالي.

كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد قال لرويترز الشهر الماضي: إن موسكو والرياض تدرسان اتفاقا لتمديد تحالف قصير الأمد لخفض إنتاج النفط بدأ في يناير 2017 بعد انهيار أسعار الخام. وكرر نوفاك اقتراحه بإنشاء منظمة مشتركة مع أوبك لتسهيل الجهود المشتركة في سوق النفط العالمية. وقال نوفاك: «قد تكون هذه منظمة دولية في جوهرها على نحو ما، ربما تجتمع مرة كل نصف سنة وتبحث الوضع في سوق النفط، وتضم دول أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة». أضاف: أن من الممكن أيضا انضمام منتجي نفط كبار آخرين للمنظمة، لكنه لم يشر إلى أن الولايات المتحدة قد تكون من بين المنضمين للمنظمة. وقد يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة النفطي 11 مليون برميل يوميا في أواخر 2018 بسبب طفرة إنتاج النفط الصخري مما يجعلها أكبر منتج في العالم. ويعد ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي، الذي يؤثر سلبا على أسعار الخام، مصدر قلق لأوبك وروسيا.

وقال نوفاك: إنه يتوقع حضور وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري وكذلك نظيره السعودي خالد الفالح المنتدى السنوي الاقتصادي الروسي الذي من المقرر أن يعقد في مدينة سان بطرسبرج. ومن المقرر انعقاد الاجتماع الوزاري القادم بين أوبك والمنتجين المستقلين في يونيو في فيينا.

وقال نوفاك: إن إجراء تعديلات على اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي، مثل تعديل حصص إنتاج الخام، قد يكون على مائدة مباحثات المشاركين في الاجتماع.

تقلص البقعة النفطية

وفي العاصمة الأندونيسية جاكرتا ذكرت وزيرة البيئة والغابات الأندونيسية سيتي نوربايا بكار أن بقعة نفطية ضخمة من خط أنابيب مكسور تحت البحر، قبالة سواحل جزيرة بورنيو «تقلصت بشكل كبير» بعد جهود تنظيف جرت هذا الأسبوع. وأضافت نوربايا في بيان مساء امس الأول أنه «مازالت (هناك) بقعة نفطية، لكن حجمها تقلص بشكل كبير». غير أنه مازال من الممكن رؤية بقع من النفط السميك في العديد من الأماكن، حسب الوزيرة.

وأقرت شركة «بيرتامينا» الحكومية للطاقة أن البقعة النفطية التي تم اكتشافها أولا يوم السبت الماضي، جاءت من خط أنابيب بحري تابع لها والذي ألحقت بها أضرار بسبب «قوة خارجية». وذكرت وزارة الطاقة والموارد المعدنية أمس الأول أنه يشتبه أن ناقلة فحم اشتعلت فيها النار يوم السبت الماضي تسببت في الإضرار بخط الأنابيب. وقال المدير العام للنفط والغاز بالوزارة ديوكو سيسوانتو: «يشتبه أن الأنبوب تم سحبه من قبل السفينة التي اشتعل فيها النار».

وأضاف: «يحظر وضع مرساة في المنطقة، لكن نظرا لأن المنطقة كانت مظلمة في ذلك الوقت، وضعوا مرساة». وتوفي خمسة صيادين في الحرائق التي نشبت في أعقاب التسرب النفطي. ونفذت شركة «بيرتامينا» وشركات نفط أخرى تعمل في المنطقة عملية التنظيف. لكن التسرب النفطي امتد إلى مضيق «ماكاسار» بين جزيرتي بورنيو وسولاويسي، طبقا لما ذكره سوتوبو نوجروهو المتحدث باسم الهيئة الوطنية للتعامل مع الكوارث.

وذكرت الهيئة امس الأول أن التسرب النفطي أضر بحوالي 13 ألف هكتار من المياه و60 كيلومترا من الشاطئ، مما أثار مخاوف بشأن تداعياته على الأنظمة البيئية البحرية.