1299266
1299266
العرب والعالم

شهيدان برصاص الاحتلال في غزة.. والمبعوث الأممي يدعو تل أبيب لضبط النفس

05 أبريل 2018
05 أبريل 2018

ليبرمان يتوعد الفلسطينيين بـ«الحزم» قبل تظاهرات اليوم -

غزة - (وكالات): استشهد شاب فلسطيني في قصف إسرائيلي جوي قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في ساعة مبكرة من صباح امس، بينما توفي فلسطيني آخر متأثرا بجروح أصيب بها برصاص اسرائيلي خلال مظاهرات الجمعة الماضي.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة إن الشاب مجاهد نبيل الخضري (23 عاما) استشهد في قصف إسرائيلي امس. وأضاف ان «شادي الكاشف (34 عاما) وهو أصم استشهد متأثرا بجروح أصيب بها» الجمعة الماضي.

وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ يوم 30 مارس الذي كان الأكثر دموية منذ حرب 2014 التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة الى عشرين.

وحذرت اسرائيل من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها الى جنودها في 30 مارس بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة بعد أسبوع دموي قتل فيه الجيش الإسرائيلي عشرين فلسطينيا.

ويأتي ذلك بينما يستعد الفلسطينيون لجولة جديدة من حركتهم الاحتجاجية على طول الحدود بين غزة واسرائيل. وقام الشبان الفلسطينيون بجمع عدد كبير من إطارات السيارات لإشعالها خلال تظاهرات الجمعة التي اطلقوا عليها اسم «جمعة الكاوتشوك (الاطارات)». كما قاموا بجمع مرايا للتشويش على القناصين الإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود.

وعشية هذه التظاهرات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان «إذا كانت هناك استفزازات، سيكون هناك رد فعل من أقسى نوع كما حدث الأسبوع الفائت»، وأضاف للإذاعة الإسرائيلية العامة «لا نعتزم تغيير قواعد الاشتباك». والجمعة الماضي أدت تظاهرة لعشرات الآلاف على حدود غزة الى اشتباكات دامية مع القوات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 18 فلسطينيا.

وبدأ الفلسطينيون الجمعة الماضي في «يوم الأرض» حركة احتجاج تحت عنوان «مسيرة العودة» يفترض أن تستمر ستة أسابيع حتى ذكرى النكبة في 14 مايو للمطالبة بتفعيل حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.

وقال ليبرمان «نحن لا نواجه تظاهرة بل عملية إرهابية. عمليا كل الذين يشاركون فيها يتلقون راتبا من حماس او (حركة) الجهاد الإسلامي».

ودافع الجيش الإسرائيلي عن جنوده مؤكدا انهم اضطروا الى إطلاق النار على متظاهرين كانوا يلقون الحجارة وقنابل المولوتوف والإطارات المشتعلة باتجاه الجنود، وأضاف ان بعضهم حاول تحطيم السياج واختراق الحدود ودخول الأراضي الإسرائيلية.

كما قال الجيش الاسرائيلي ان عشرة من القتلى الفلسطينيين لديهم «ماض إرهابي» في حماس او غيرها من الفصائل. من جهتها، أكدت قيادة حماس ان التظاهرات تشكل نجاحا كبيرا وإعادة غزة الى مركز اهتمام العالم.

وقال المتحدث باسم لجنة التنسيق لفعاليات مسيرة العودة اسعد ابو شرخ «لا يوجد فلسطيني سعيد بسقوط شهداء وجرحى، لكن اعتقد انه نجاح كبير، هذه الاحتجاجات السلمية وحدت جميع الفلسطينيين تحت شعار واحد وعلم واحد».

ومنذ الإعلان عن الاحتجاجات اكد المنظمون أنها ستكون سلمية. والتزمت أغلبية المتظاهرين بالمشاركة في نشاطات ثقافية واجتماعية، لكن عددا قليلا منهم اقترب من السياج الحدودي.

وسيتظاهر آلاف الفلسطينيين مجددا اليوم في خمس نقاط على طول الحدود بين غزة واسرائيل. ويسعى المنظمون هذا الاسبوع الى اعتماد اجراءات جديدة لمنع المتظاهرين من الاقتراب من السياج الفاصل وإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين لا يترددون بالرد بإطلاق الرصاص الحي.

وقال المتحدث باسم لجنة التنسيق لفعاليات مسيرة العودة ان بين هذه الاجراءات منع المتظاهرين من الاقتراب من الحدود من بينها أبعاد الخيام الى مسافة أبعد، وأضاف «لا اعتقد انه سيكون هناك مجزرة جديدة، أتمنى ان لا يحدث ذلك».

وتابع ابو شرخ «اعتقد انه كان خطأ»، وأضاف «لم يكن يفترض ان يقترب الناس اكثر من السياج الفاصل، لكننا لم نتوقع ان يطلق الإسرائيليون الرصاص» .

لكن رغم معارضة المنظمين انتشرت دعوات على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لحث المتظاهرين على إشعال الإطارات. ومن المرجح ان تكون الأعداد المشاركة في المسيرة غدا اقل مما كانت عليه الجمعة الماضي عندما شارك فيها عشرات آلاف الفلسطينيين.

وتجمع مئات الفلسطينيين مساء امس الأول بالقرب من الحدود الشرقية لمدينة غزة بينما كان بعضهم يرقص الدبكة الفلسطينية بالقرب من الخيم التي اقامها منظمو الاحتجاجات. وهتف عشرات الأطفال «عالقدس رايحين، شهداء بالملايين».

وعلى بعد اقل من السياج الفاصل يرشق عشرات الفتيان الحجارة على الجنود والقناصين الإسرائيليين المنبطحين على تلة رملية على الجانب الآخر من الحدود.

من جهته، حث مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إسرائيل امس على التحلي «بأقصى درجات ضبط النفس»، ودعا الفلسطينيين إلى «تجنب الاحتكاك» خلال الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وعبر ملادينوف عن قلقه قبيل زيادة متوقعة في عدد المحتجين الفلسطينيين اليوم. وقال ملادينوف، وهو منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، «أتابع بقلق الاستعدادت المستمرة والكلمات الداعية لمسيرة العودة الكبرى المقررة اليوم في غزة».

وأضاف «على القوات الإسرائيلية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعلى الفلسطينيين تجنب الاحتكاك عند السياج الحدودي بغزة، ويجب السماح بتنظيم مظاهرات واحتجاجات بأسلوب سلمي. وينبغي عدم تعريض المدنيين، خاصة الأطفال، للخطر عمدا أو استهدافهم بأي شكل».