1298523
1298523
العرب والعالم

واشنطن : قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا اتخذ وسيعلن «قريبا»

04 أبريل 2018
04 أبريل 2018

دول غربية تتوعد بمحاسبة «المسؤولين» عن الهجوم الكيماوي في خان شيخون -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

اتخذت الإدارة الأمريكية قرارها حول مستقبل الانتشار العسكري الأمريكي في سوريا وسيعلن «قريبا»، كما قال أمس رئيس الاستخبارات الأمريكية دان كوتس.

وبحسب تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) فقد اصدر الرئيس الامريكي دونالد ترامب توجيهات للقادة العسكريين للبدء في الاستعداد للانسحاب من سوريا، الا أنه لم يحدد موعدا لذلك.

وصرح كوتس أن ترامب شارك في البيت الابيض أمس الأول في «مناقشات مهمة» مع فريقه للأمن القومي حول التزام الولايات المتحدة في سوريا. وتابع كوتس خلال فطور مع صحفيي وزارة الدفاع «سيصدر بيان قريبا حول القرار الذي تم اتخاذه».

وأعلن الرئيس ترامب أمس الأول رغبته في «خروج» القوات الأمريكية من سوريا، فيما كان كبار المسؤولين الأمريكيين يؤكدون ضرورة البقاء في سوريا على المدى الطويل.

وقال ترامب «لقد كانت مهمتنا الأساسية بالنسبة لسوريا هي التخلص من (داعش) ، وقد أنجزنا هذه المهمة تقريبا».

وأضاف «سنتخذ قراراً في وقت سريع بالتشاور مع آخرين في المنطقة حول ما سنفعله».

لكن في الوقت الذي كان ترامب يدلي بتصريحاته في مؤتمر صحفي مشترك مع قادة دول البلطيق، أشار الجنرال جو فوتيل، قائد القيادة العسكرية الوسطى إلى آراء مختلفة.

وألمح الجنرال إلى أن على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً على المدى الطويل في سوريا خصوصا في استقرار المناطق التي تم تحريرها من التنظيم المتطرف.

وأكد بريت ماكغورك، مبعوث الولايات المتحدة إلى التحالف ضد (داعش)، على أن القتال ضد المتطرفين لم ينته بعد.

في الأثناء ، توعدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس بمحاسبة «المسؤولين» بعد عام من الهجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون المنسوب الى الحكومة السورية .

ودان وزراء خارجية هذه البلدان روسيا لعدم تجريدها حليفها السوري من ترسانته من الاسلحة الكيماوية. وأعلن وزراء الخارجية البريطاني بوريس جونسون، والفرنسي جان ايف لودريان، والالماني هايكو ماس ومساعد وزير الخارجية الأمريكي جون ساليفان في بيان مشترك «ندين استخدام الأسلحة الكيماوية من أي كان وفي أي مكان».

وأفاد البيان «نتعهد محاسبة كل المسؤولين. لن تتوقف جهودنا من اجل تحقيق العدالة لضحايا هذه الهجمات البغيضة في سوريا».

وفي الرابع من أبريل العام 2017، استهدفت غارة جوية عند الساعة السابعة (04,00 ت ج) خان شيخون في محافظة ادلب الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل مقاتلة.

وأفاد تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة بأن سكان البلدة عانوا من أعراض مماثلة لتلك التي تظهر لدى ضحايا هجوم كيماوي، وقضى اكثر من ثمانين منهم.

ونفى الرئيس السوري بشار الأسد إصدار أمر بالهجوم فيما دافعت روسيا عن دمشق امام الأمم المتحدة.

وقال بيان وزراء الخارجية إن «روسيا تعهدت في 2013 بضمان تخلي سوريا عن اسلحتها الكيماوية. ومذّاك خلص محققون دوليون مكلفون من قبل مجلس الامن في الامم المتحدة الى مسؤولية دمشق عن استخدام الغاز السام في اربع هجمات مختلفة».

وأضافوا «بدلا من تنفيذ تعهدها، كان رد فعل روسيا استخدام حق النقض في مجلس الأمن لوقف التحقيق».

وتابع البيان «اي استخدام من هذا النوع يشكل انتهاكا واضحا لمعاهدة حظر الاسلحة الكيماوية ويقوض بشكل خطير النظام الدولي».

في غضون ذلك، أعلن رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، أن عملية إجلاء المسلحين عن الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ستنتهي في غضون أيام.

وقال رودسكوي، في مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي امس: «يجري حاليا إجلاء المسلحين عن دوما وهي آخر معقل لهم في الغوطة الشرقية، وفي غضون بضعة أيام يجب استكمال العملية الإنسانية في الغوطة الشرقية».

واعتبر رودسكوي أن الولايات المتحدة تخطط لتقسيم سوريا، والتأسيس لحرب جديدة في سوريا ، وأضاف: «اتخذت واشنطن مسارا جديدا لتقسيم سوريا. هم يبذلون الآن كامل إمكانياتهم لإشعال صراع سيتحول عاجلا أم آجلا إلى حرب جديدة، يقاتل فيها الكل ضد الكل».

وفيما يتعلق بتنظيم «داعش» الإرهابي، قال رودسكوي، إن «النتائج الرئيسية للعمليات الروسية التي أسفرت عن دحر داعش في سوريا، وألحقت به أضرارا فادحة، هيأت الظروف المناسبة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، وإطلاق التسوية السلمية، واستعادة المؤسسات الحكومية دورها في الأراضي المحررة».

وتابع: «الجيش السوري وبدعم من القوات الجوية الفضائية الروسية، قضى على نحو 65 ألف مسلح، وتم تطهير أكثر من 6.5 ألف هكتار من الأراضي السورية، وأكثر من 1.5 ألف كيلومتر من الطرق».

من جهته ، أكد العماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع السوري أن وجود أي قوات عسكرية أجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.

وقال الشوا في كلمة سوريا خلال المؤتمر : إن القضاء على الإرهاب في سوريا شكل ضربة للمشاريع الغربية المرسومة للمنطقة ومهد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه عسكريا الطريق نحو إنجاز حل سلمي يقرره السوريون بأنفسهم وقدم المسار السياسي مساراً بديلاً لأن الميدان هو الذي يحدد توجهات القرارات السياسية المحلية والإقليمية والدولية.

ميدانيا، استهدف الطيران الحربي السوري صباح امس مواقع الميليشيات الارهابية في كنصفرة والزيارة والهبيط والنقير ومحيط جسر الشغور بريف ادلب.

كما نفذ سلاح الجو الحربي عدة ضربات جوية على مواقع تنظيم «جبهة النصرة» في محيط خان شيخون حيث استهدف مقرات تابعة للتنظيم ادى الى مقتل وجرحى عدد من عناصر التنظيم.

وفي السياق ذاته، وصلت إلى مخيم الوافدين /‏‏20 حافلة/‏‏  لنقل الدفعة الثالثة من مسلحي (جيش الإسلام) وعائلاتهم من مدينة دوما بالغوطة الشرقية باتجاه جرابلس.

وقالت مصادر إعلامية إنّ جناحاً كبيراً في جماعة جيش الإسلام بقيادة أبو همام البويضاني يعارض خروج المسلحين من دوما بالغوطة الشرقية ويعرقل تطبيق الاتفاق الروسي مع الجماعة.

وبحسب «الميادين» فإنّ الجانب الروسي وجه «إنذاراً أخيراً» للمسلحين بضرورة حسم موقفهم وتحديد أعداد الحافلات والمسلحين الخارجين من المدينة، وأنّه سيكون هناك «قرار آخر» في حال عدم الاستجابة.

من جهة ثانية أعلن مصدر عسكري إنّه تمّ الإفراج عن 5 نساء مخطوفات من قبل جيش الإسلام كجزء من الاتفاق الذي ينص على الإفراج عن جميع المخطوفين في دوما، حيث أنّ الإفراج عن المخطوفين كان الشرط الأساسي لموافقة الدولة السورية على خروج المسلحين وعائلاتهم إلى جرابلس.

وفي سياق المفاوضات، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى اجتماعات أستانا ألكسندر لافرينتييف، امس، أنه من المخطط أن تجري الجولة التاسعة من هذه الاجتماعات منتصف شهر مايو القادم.

وكانت العاصمة الكازاخية أستانا استضافت ثمانية اجتماعات حول سوريا كان آخرها في الـ21 والـ22 من شهر ديسمبر الماضي وأكدت في مجملها على وحدة وسيادة سوريا ومواصلة مكافحة الإرهاب وتثبيت وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر إضافة إلى الالتزام بالحل السياسي للأزمة في سوريا.