1297765
1297765
الاقتصادية

43.4 % نسبة ارتفاع عدد زوار الجبل الأخضر بنهاية العام الماضي

04 أبريل 2018
04 أبريل 2018

إقبال سياحي كبير مع بدء موسم الورود -

استقبل الجبل الأخضر موسم الورود الذي تتفتح فيه براعم الزهور بزيادة في الإقبال السياحي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وذلك دلالة على نجاح عمليات الترويج خاصة في دول مجلس التعاون والدول الأوروبية.

وتشير إحصاءات عام 2017 إلى أن الجبل الأخضر استقبل خلال أشهر مارس وأبريل ومايو 34 ألفا و559 زائرا كما أن عدد زوار الجبل الأخضر سجل قفزة نوعية بنهاية عام 2017 إذ بلغ نحو 233 ألفا و12 زائرا بارتفاع نسبته 43.4% مقارنة بعام 2016 الذي بلغ عدد الزوار فيه 162 ألفا و499 زائرا.

وقال حمود بن خالد بن صالح القمشوعي مدير إدارة السياحة بمحافظة الداخلية: إن الجبل الأخضر يشتهر بمقومات سياحية عديدة يأتي في مقدمتها المناخ الاستثنائي حيث تعتدل درجات الحرارة في فصل الصيف وتنخفض إلى ما دون الصفر في بعض المواسم الشتوية، وهذا بدوره يساهم في إيجاد بيئة ملائمة لتعدد المنتجات الزراعية وزيادة محصولها. وأضاف: إن من أهم الأشجار التي يحرص أبناء الجبل الأخضر على زراعتها هي أشجار الورد التي ارتبطت هي الأخرى بالجبل الأخضر لما تتميز به من جودة ووفرة، حيث أصبحت صناعة ماء الورد مهنة يمتهنها الكثير من أبناء الجبل الأخضر لما تشكله من عائد مادي لهم. بالتالي أصبح هذا الموسم من المقومات السياحية التي يحرص زوار الجبل الأخضر على الاطلاع والتعرف عن قرب على آلية تصنيع ماء الورد بشقيه التقليدي والحديث.

برامج سياحية

وقال مدير إدارة السياحة بمحافظة الداخلية: إن موسم قطف الورد في الجبل الأخضر يشكل نقطة جذب ولا يختلف موسم عن آخر، حيث إن زوار الجبل الأخضر حسب الإحصائيات السنوية في تزايد مستمر وهذا يعزى لما يتميز به الجبل الأخضر من مقومات فريدة ومميزة تأتي في مقدمتها المواسم الزراعية التي يدخل من ضمنها موسم قطف الورد في الجبل الأخضر.

وحول البرامج التي يمكن توفيرها للسائح خلال موسم الورد قال القمشوعي: إن للسائح فرصة في التجول في بعض المسارات الزراعية التي تتخلل قرى الجبل الأخضر، بالتالي تتاح الفرصة له للاطلاع على أشجار الورد ومشاهدة الأهالي وهم يقومون في الصباح الباكر بقطف الورد، كما أن هنالك بعض المصانع التقليدية التي يمكن للسائح وبعد التنسيق مع مالكيها الاطلاع عليها ومشاهدة الطريقة القديمة التي تستخدم في صناعة تقطير ماء الورد.

تعزيز الإقبال السياحي

كما أشار مـدير إدارة السياحة بمحافظة الداخلية إلى أن الوزارة سعت خلال الفترة الماضية لتشجيع الاستثمار في الجبل الأخضر، وذلك من خلال جذب المشاريع التي تساهم في تعزيز الإقبال السياحي على الجبل الأخضر، كالمنتجعات السياحية والفنادق والاستراحات ونزل الضيافة، والتي مما لا شك فيه بأنها تساهم في تعزيز الحركة السياحية بالجبل الأخضر وتعظيم استفادة المجتمع المحلي من نشاط الحركة السياحية.

ومن جــانب آخر فان كتيب الجبل الأخضر السياحي والذي تقوم الوزارة بطباعته وتوزيعــه يتضمن ذكرا للمواسم الزراعية في الجبل الأخضر ومن بينها موسم قطف الورد بالجبل الأخضر وما ترتبط به من صناعة. بالإضافة إلى أن مركز الخدمات السياحية على طريق الجبل الأخضر هو الآخر يقدم للزائر نبذة من خلال الصور والشرح للزائر عن الجبل الأخضر وحثه على الاطلاع على هذا الموسم المميز. كذلك فإن الوزارة تعمل ومن خلال موقعها الإلكتروني وحسابتها على مواقع التواصل الاجتماعي على التعريف بالمقومات السياحية للجبل الأخضر.

نسب أشغال مرتفعة

من جانبه قال فراس راشد مدير المبيعات والتسويق بمنتجع انانتارا الجبل الأخضر: إن الإقبال على الجبل الأخضر منذ بداية شهر مارس عال جدا كما أن هناك زيادة كبيرة مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي وذلك بسبب عملية التسويق والترويج للمقومات السياحية للجبل الأخضر في دول مجلس التعاون وأيضا في أوروبا حيث تتراوح نسبة الأشغال منذ بداية شهر مارس وحتى منتصف شهر أبريل من 80% إلى 100% وخلال الأسبوعين الماضيين تراوحت بين 90% و100%، كما أن هناك إقبالا ملحوظا من الدول الأوروبية خاصة ألمانيا والمملكة المتحدة وسويسرا وفرنسا وإيطاليا كذلك هناك إقبال من دول مجلس التعاون وأيضا من المقيمين بالسلطنة خاصة خلال فترة نهاية الأسبوع.

وأضاف فراس راشد: إنه حاليا في موسم الزهور يقدم المنتجع برنامجا مهما يتمثل في زيارة معامل ماء الورد حيث يذهب السياح بمرافقة مرشد سياحي من أهالي الجبل الأخضر يتم اطلاع السياح على مراحل صناعة ماء الورد، كما أن هناك العديد من الأنشطة التي يمارسها السائح في الجبل الأخضر مثل تسلق الجبال بمرحلتيه المبتدئة والمتقدمة ويوفر منتجع انانتارا الجبل الأخضر هذا النشاط كونه مقاما على حافة الجبل كما أن هناك ما يسمى المشي عبر التاريخ من خلال زيارة القرى الضاربة في عمق التاريخ بالجبل الأخضر والتعرف على عادات وتقاليد أهالي الجبل الأخضر والاستمتاع بكرم الضيافة العماني الأصيل. كما أن هناك بعض الأنشطة التي تمارس بسيارات الدفع الرباعي في منطقة الجبل الأخضر ومشاهدة النجوم والعشاء على حافة الجبل والرماية بالسهم وأنشطة في مختلف المتنزهات المجهزة.

استخراج ماء الورد

وحول ماء الورد الذي يعد أحد أهم أسرار الجبل الأخضر فإن الجبل الأخضر يتحول في مطلع ربيعه إلى خلية عمل لتفجير ينابيع من ماء الورد الجبلي الشهير باستخدام طرق متعددة منها التقليدية والحديثة لتقطير ماء الورد. ففي صباح بدء أزهار الورد بالتفتح يتجه أهالي الجبل الأخضر أفرادا وأسرا وجماعات لقطف أزهار الورد الجميلة بطريقة لا يجيدها إلا خبير توارث هذه الحرفة عن أجداده منذ القدم ليتم جمع الأزهار في القفير ونقلها إلى المكان المخصص لإجراء عملية التقطير. وقد مرت هذه الصناعة بعدة مراحل وتجارب إلى أن استقرت على الطريقة الحالية وهي الطريقة التقليدية المعتمدة على الحرق.

ويقول عادل بن ناصر العمري أحد العاملين في هذه الصناعة إنه مع بدء تزهير الورد يبدأ موسم القطاف في أول شهر أبريل حيث يتم القطاف في الصباح الباكر لقطف الزهور المتفتحة وملء السلال بها وبعد ذلك يتم نقلها إلى مكان عصير الورد المعروف بالديهجان لتبدأ مرحلة التقطير في مرجل صغير يعمل بالحطب، وتعلوه أوان فخارية خاصة لغلي الورد واستخلاص مائه العذب بطريقة التقطير البطيء.

وحول آراء بعض السياح عن تجربتهم بين ربوع الجبل الأخضر تقول آن اس التي أقامت ليلتين في منتجع اليلا إنها استمتعت بمناطق في الهواء الطلق التي تطل على الجبال والمنحدرات الرائعة التي تتيح مزيجا من الاسترخاء والرفاهية الطبيعة.

ويقول جيمس ار اس بي من المملكة المتحدة: إن الجبل الأخضر مكان رائع، مع فرصة لبعض جولات المشي في الجبال وحالة الطقس في فبراير كانت رائعة، كما يقول أحمد ربيع من دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أقام في منتجع اناتارا: إن المكان ممتاز وخدمة أكثر من ممتازة من جميع الفئات مع الابتسامة الودودة المرحبة. يمتاز بالهدوء والسكينة والاسترخاء على مدار اليوم وهو مكان لمن يريد التأمل والاسترخاء.

أنشطة والتزامات

ومن ضمن الأنشطة التي بإمكان السائح ممارستها في الجبل الأخضر  رياضة تسلق الجبال والمشي عبر التاريخ من خلال زيارة القرى الضاربة في عمق التاريخ بالجبل الأخضر وزيارة معامل تقطير الورد للتعرف على مراحل صناعة ماء الورد، ويعتبر الجبل الأخضر فرصة رائعة للتخييم والتمتع بمشاهدة النجوم والتجول خلال المسارات الجيولوجية المعدة خصيصا لهذا الأمر. وللاستمتاع بتجربة متفردة بين ربوع الجبل الأخضر هناك جملة من الإرشادات التي يجب على الزوار الالتزام بها وهي الحرص على استخدام سيارات الدفع الرباعي من أجل سلامتك، والتعاون للحفاظ على بيئتنا الجميلة برمي المخلفات في أماكنها المخصصة، واترك المكان أفضل مما كان، وعدم رمي المخلفات في البرك المائية والأودية والأفلاج التي تعتبر مصادر مهمة لري المزروعات، وارتداء الملابس المحتشمة مطلب حضاري ودليل على احترامك لعادات وتقاليد المجتمع، والحرص على عدم التقاط صور للأفراد والأسر إلا بعد استئذانهم، وأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة في مسارات الجبل نظرا لوجود المنعطفات والالتواءات الحادة. وتجنب الدخول والتخييم في مزارع الأهالي وعدم قطف الثمار كونها تعد مصدر رزق لهم.