1296437
1296437
عمان اليوم

قاعدة بيانات خليجية موحدة لمحطات الزلازل تساعد على الاستجابة السريعة لخط الطوارئ

03 أبريل 2018
03 أبريل 2018

هزات أرضية عديدة خلال السنوات العشر الأخيرة والمنطقة تعزز منظومة الرصد -

تحقيق: نوح بن ياسر المعمري -

[email protected] -

73 سنة مرت على حدوث الزلزال بصدع مكران في بحر العرب، مخلفا وراءه العديد من الوفيات والخسائر، حيث وصلت قوته في شهر نوفمبر 1945م 8 درجات على مقياس ريختر، في الآونة الأخيرة شعر سكان الخليج العربي قبل 15 سنة بهزة أرضية وصلت 5.1 بمقياس ريختر، مما استدعى تعزيز محطات رصد الزلازل والرفع من كفاءة الأجهزة والكادر الوطني العامل بالمحطات، تكررت سيناريوهات عديدة من الاهتزازات تفاوتت بين هزات شُعر بها وأخرى لا. في 2007 حدثت هزة أخرى في جبال زاجروس أثرت على محافظات سلطنة عمان ومناطق الساحل الشرقي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لم تسفر عن وقوع خسائر أو أضرار عدا تشققات بسيطة في بعض المنازل وانقطاع التيار الكهربائي لفترة قصيرة، في عام 2013 هزة جديدة ولكن هذه المرة رقعتها أكبر، وشعر بها العديد من سكان الخليج العربي وخاصة المناطق القريبة من صدع مكران.

أكثر من 250 محطة

نتفاخر بها و هو مدرب للاستجابة السريعة، حيث وصل عدد المحطات أكثر من 250 محطة لرصد موزعة على مختلف دول الخليج العربي.

وللاقتراب أكثر في معرفة مدى أهمية إنشاء المحطة الواحدة لرصد الهزات الأرضية في منطقة الخليج ومدى الاستعداد وكفاءة الأجهزة في رصد الهزات الأرضية وما قد ينتج عنها من أمواج تسونامي لا قدر الله، وهل وجود قاعدة البيانات الموحدة بالدول الخليج اصبح أمر ملحا وضروريا مع تزايد أعداد الهزات الأرضية ومخاطر نشاط صدع مكران وما قد يسببه من أمواج تسونامي.

أشار الخبراء والمسؤولون عن رصد الزلازل في منطقة الخليج العربي إلى أن المنطقة تجاورها العديد من صدوع الزلزالية كصدع مكران وجبال زاجروس وغيرها، وأن منظومة محطات الرصد تعمل بالمحيط التي هي فيها، موضحين أن غرفة العمليات الموحدة وقاعدة البيانات المشتركة وكادر العمل الواحد غاب عن منطقة الخليج لرصد الزلازل، وهي محطة ضرورية لرفع كفاءة العمل المشترك، ولسرعة قراءة المؤشرات والاستجابة السريعة وبثها للمحطات الخليجية الأخرى، وإن كانت بعض الدول في منطقة الخليج سعت لربط المحطات بعضها ببعض إلا أن وجود قاعدة بيانات مشتركة اصبح أمرا ضروريا، وسوف يعزز من عمل المنظومة، ويساعد على إعطاء قراءة أكثر دقة وأسرع من عمل المراكز على حدة.

زيادة محطات الرصد

أشار الدكتور عيسى الحسين مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس إلى أن هنالك رغبة من مراكز رصد الزلازل في الخليج لإنشاء محطة واحدة ذات كادر موحد لرصد الزلزال، إلا أن المخاطر الزلزالية وتوسع الرقعة السكانية وقرب دولة من أخرى للصدوع، يبقي الأفضلية في أن يكون كل مركز بقراءاته حتى تكون جميع المراكز جاهزة ذات كوادر علمية متدربة وكفاءة الأجهزة المستخدمة والبرامج نفسها لتجمع في مكان واحد.

وأضاف مدير مركز رصد الزلازل بالجامعة: إن عدد محطات رصد الزلازل حاليا 20 محطة رصد موزعة على مختلف محافظات السلطنة، وهنالك محطة أخرى لمنظمة الأمم المتحدة وهي تعرف بمحطة الحضر الشامل للتجارب النووية، ليصل عددها إلى 21 محطة رصد الزلازل تبث للمركز على مدار الساعة، وتنوي السلطنة زيادة عدد المحطات في الفترة القادمة.

مشيدا بكفاءة الكادر الوطني العامل في مجال الرصد، للتعامل مع مثل هذه الحالات، وقال: استطاعوا إنتاج العديد من البحوث العلمية والمشروعات المختلفة ويشهد له أقرانه في المراكز العلمية المتخصصة المختلفة، وكان للفريق الوطني مشاركات عالمية مختلفة في مجال البحوث والمشروعات.

وحول وجود قاعدة البيانات الموحدة لمنطقة الخليج في رصد الزلازل وأمواج تسونامي قال الحسين: إن مركز الزلازل في جامعة السلطان قابوس مرتبط بالمركز المختص ببلدية دبي وأبوظبي والارتباط مع المراكز في البحرين وقطر والكويت، والعمل على الربط مع المملكة العربية السعودية، وهنالك ربط مع محطتين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي طور توقيع مذكرة تفاهم مع جمهورية باكستان.

6 دقائق للتحذير من الأمواج

وقال بدر بن علي الرمحي مدير مركز التنبؤات الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني في السلطنة : إن نظام الإنذار المبكر الذي دشن مؤخرا في السلطنة يوفر معلومات سريعة عن أمواج تسونامي، مشيرا إلى أنه في عام 2004 حدث زلزال في جزيرة سومطرة أثر على معظم الدول المطلة على المحيط الهندي وكانت عمان لها نصيب، وأخذت الأمواج مدة 7 ساعات حتى تصل السلطنة ووصلت بارتفاع مترين إلى 3 أمتار أثرت على سواحل محافظتي ظفار والوسطى بصورة أكبر، والتأثير على محافظات مسقط وشمال وجنوب الشرقية بصورة أقل، ولم تحدث خسائر مادية أو بشرية.

وأضاف: إن السلطنة قادرة على إصدار أول إنذار لحدوث أمواج تسونامي خلال مدة 6 دقائق، مقارنة بـ7 دقائق تأخذها عدد من الدول المطلة على (صدع مكران).

ويبعد الصدع عن سواحلنا ما يقارب 300كم كما أن المؤشرات تشير إلى أن مدة وصول الأمواج في حالة حدوث زلزال أقل من نصف ساعة. موضحا أن السلطنة عملت ما يقارب 3000 سيناريو محتمل لتسونامي وهي مخزنة في قاعدة البيانات بالإضافة إلى برنامج آخر يستخدم في محاكاة أمواج تسونامي.

وقال الرمحي: إن آخر زلزال في أخدود مكران كان بقوة 8.3 في عام 1945 والذي تسبب في وفاة أكثر من 4000 شخص في باكستان كما تأثرت ولاية صور بأمواج تجاوز ارتفاعها 3 أمتار.

وحول الأجهزة قال الرمحي: إن هنالك 21 محطة رصد للزلازل بالتعاون مع المركز الوطني لرصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس، والأجهزة 10 محطات رصد فوق مستوى بحر بالتعاون مع البحرية السلطانية العمانية ومركز الأمن البحري، وتم رصد 21 محطة ل جيبي اس مع القوات المسلحة. وكذلك تم إنشاء 5 رادارات بحرية بطول ساحل عمان تصل مدى التغطية لكل منها إلى 250 كيلومترًا وأن عملية الربط إلى المركز عن طريق شبكتين منفصلتين من الخطوط رئيسي/‏‏‏‏احتياطي، كما تعتزم الهيئة العامة للطيران المدني في زيادة عدد محطات الرادارات البحرية لتصل إلى 10 رادارات.

كما تترأس السلطنة الفريق المعني بدول المطلة على صدع مكران، والذي يضم السلطنة والهند وإيران وباكستان، وتم اختيار السلطنة بحكم تطور الأرصاد الجوية فيها، والأجهزة المستخدمة. وهي مؤهلة بأن تكون مركزًا إقليميًا بالأجهزة المستخدمة والكادر الوطني العامل في الأرصاد.

ضرورة وجود غرفة العمليات

وأوضح الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد العمري رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض ورئيس تحرير المجلة العربية للعلوم الجيولوجية إلى ضرورة وجود غرفة العمليات لرصد الزلازل في منطقة الخليج العربي. متحدثا بأنه تمت مقابلة الأمانة العامة للمجلس التعاون الخليجي لتحدث حول وجود منظومة خليجية موحدة لزلازل تستقبل البيانات بسرعة ودقة عالية وترسلها لجميع المراكز الخليجية.

مشيرا إلى أن الكود الزلزالي الخليجي يشير إلى أن المباني في المنطقة تتحمل هزات تصل درجتها 6 درجات على مقياس ريختر، وتتفاوت حول القرب والبعد من منطقة الزلزال.

وأضاف: إن مؤتمرات الخليجية المعنية بالزلازل تسعى لربط محطات الخليج ببعضها.

وأوضح أن هنالك أكثر من 150 محطة موزعة على مختلف مناطق السعودية كتوزيع متماثل ولها مقدرة على العمل في المحيط المحلي والدولي.

مبانٍ خالية من الزلازل

المهندسة إيمان أحمد الخطيبي الفلاسي رئيسة قسم المسح الجيوديسي والبحري ببلدية دبي أشارت إلى التعاون القائم بين بلدية دبي وجامعة السلطان قابوس منذ 2005م، مشيرة إلى تأسيس العديد من المحطات الرصد في إمارة دبي، وتطبيق أجهزة تعني بأن تكون مباني دبي خالية من الزلازل كتطبيقات ذكية على المباني المرتفعة أكثر من 120 دورا.

وحول مخاطر أمواج تسونامي أشارت الفلاسي إلى أنه تم تركيب سنسرات تخدم مخاطر تسونامي بالإضافة إلى محطات الإنذار المبكر في إمارة دبي، وهي تعنى بالمسح البحري، والزلازل والكوارث وغيرها من الظواهر الطبيعية وهي مربوطة بالجهات أمنية، مشيرا إلى أن هنالك 55 محطة للإنذار المبكر، موزعة على المناطق الريفية والحضرية والبحرية.

وحول الربط الخليجي قالت الفلاسي: هنالك ربط مع الجامعة السلطان قابوس ومع الكويت والسعودية ومركز الإرصاد بأمارة أبوظبي، وأشارت إلى توسع في عدد محطات الرصد في الإمارة حيث سيتم تركيب من 5 إلى 10 محطات جديدة.

محمد عادل العفيفي مهندس الزلازل في مركز الإرصاد الوطني الإماراتي بإمارة أبوظبي أشار إلى أهمية توحيد البيانات والمعلومات، فكلما توحدت أغطت نتائج ومؤشرات أفضل للتصدي لأي مخاطر من الزلازل أو أمواج تسونامي.

وأن هنالك العديد من محطات رصد الزلازل منها 19 محطة موزعة على مختلف الدولة ومحطة في مملكة البحرين، مشيرا إلى سرعة كفاءة المحطات والمقدرة على الاستجابة في حالة حصول أمواج أو الزلزال لا قدر الله، مشيرا العفيفي إلى أن الزلزال الذي حدث في عام 2014م، على حدود إيران وباكستان كان بقوة 7.8 على مقياس ريختر وتأثرت فيه دولة الإمارات وغيرها من الدول الخليج بشكل طفيف، لأن المسافة على بعد 1000كم تقريبا عن العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وأوضح أن كفاءة المباني العالية في تحمل الهزات تخضع لمواصفات معينة، كما أن الأجهزة ذات كفاءة عالية لبث المعلومات والبيانات.

الأبحاث العلمية

أما الدكتور عبدالله العنزي المشرف على الشبكة الوطنية لرصد الزلازل بدولة الكويت قال: نطمح لأن تكون لنا شبكة رصد الزلازل خليجية موحدة وقاعدة بيانات مشتركة للزلازل تتم الاستفادة منها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي واستخدامها في الأبحاث العلمية، ونطمح أكثر إلى ضرورة الاعتماد على مخرجات البحث العلمي والتطوير التقني والمعلوماتي للحد من مخاطر الزلازل ومساهمة أكثر بين المؤسسات التنفيذية والجهات الأكاديمية والبحثية.

وأضاف: إن هنالك عددا من محطات الرصد في دولة الكويت إلا أنه لا توجد محطات لرصد أمواج تسونامي، مشيرا إلى أنه تم وضح العديد من سينايورهات فيما إذا حدث زلزال بصدع مكران ومدى تأثيره على دولة الكويت، ففي حالة حصل زلزال بقوة 7 أو 8 فإنه لا يصل التأثير، ولكن إذا وصلت قوته 9 بمقياس ريختر فإنه سوف يؤثر على الدولة. كما أشار إلى وجود العديد من المنشآت المهمة على السواحل في منطقة الخليج وهذا ما ينطبق على دولة الكويت فهنالك منشآت نفطية ومحطات تحلية المياه ومحطات الكهرباء، والمنتجعات والمنشآت الكبيرة، وأن سيناريوهات أظهرت الاستعداد لأي أمواج قد تحدث في المنطقة.

مشيرا إلى أن الملتقى الخليجي السنوي للزلازل يعزز من تبادل الخبرات والمعلومات والبيانات للوصول إلى توصيات تحقق أهدافها المرجوة، وخرج الملتقى بنتائج جيدة من حيث إنشاء عدد من المحطات الجديدة منها في إمارة أبوظبي ودولة قطر.

وأشار إلى أهمية البحث العلمي في الزلازل منها اهتمام جامعة السلطان قابوس واهتمام الإمارات العربية المتحدة أيضا، موضحا أن الملتقى خرج بأهمية كبيرة في ربط المراكز ببعضها البعض.