1297148
1297148
العرب والعالم

جوتيريش: اليمن في وضع كارثي و18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

03 أبريل 2018
03 أبريل 2018

«اليونيسيف» تدين مقتل أطفال في الحديدة وتعتبره أكثر الهجمات دموية -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومع دخول الصراع عامه الرابع يحتاج أكثر من 22 مليون شخص أي ثلاثة أرباع السكان إلى المساعدة والحماية، فيما يموت طفل تحت سن الخامسة كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها.

ويعاني أكثر من 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي أي الجوع، ولا يعلم 8.4 مليون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة. هذه صورة الوضع في اليمن التي سلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الضوء عليها أمس في افتتاح المؤتمر الثاني رفيع المستوى في جنيف؛ لإعلان التعهدات لتمويل الاستجابة الإنسانية في اليمن.

وقال: يتعرض المدنيون للهجمات العشوائية والتفجيرات والقناصة والعبوات غير المنفجرة وتبادل إطلاق النار والاختطاف والاغتصاب والاعتقال التعسفي.

كل 10 دقائق يموت طفل تحت سن الخامسة نتيجة أسباب يمكن تلافيها نحو 3 ملايين طفل تحت سن الخامسة وامرأة حامل ومرضعة، يعانون من سوء التغذية الحاد»، وفي المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة والحكومة السويسرية قال الأمين العام أنطونيو جوتيريش: إن وضع اليمن اليوم كارثي، ولكنه شدد على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي للحيلولة دون أن يصبح اليمن مأساة طويلة الأمد. وتأمل الأمم المتحدة حشد الدعم في المؤتمر لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي تنفذها مع شركائها في اليمن لمساعدة أكثر من 13 مليون شخص بأنحاء اليمن. وتقدر ميزانية تلك الخطة بـ2.96 مليار دولار، وتصل العمليات الإنسانية إلى أكثر من 7 ملايين شخص كل شهر.

وبفضل جهود الإغاثة تم احتواء تفشي وباء الكوليرا وخطر المجاعة، وإن كان الكثيرون يعانون من الجوع، وقد جمع المؤتمر العام الماضي 1.1 مليار دولار للعمل الإنساني في اليمن، وأشار الأمين العام إلى المساهمة المقدمة من حكومتي السعودية ودولة الإمارات بقيمة 930 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، وتعهدهما بحشد 500 مليون دولار إضافية من دول المنطقة، مكررا شكره للدولتين، وقال: إن مانحين آخرين قد ساهموا بنحو 293 مليون دولار.

وبهذا تكون خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي قد تلقت 40% من التمويل اللازم إلا أن نطاق المعاناة يتطلب التمويل الكامل والعاجل للخطة، وحث الأمين العام الجميع على فعل كل ما يمكن لأن الشعب اليمني يحتاج الدعم ويستحقه.

من جانبه قال نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبد الملك المخلافي: إن الحل الأمثل لإنهاء الأزمة الإنسانية يتمثل بالعودة إلى طاولة الحوار وإنهاء الحرب وتحقيق السلام المستدام وفقا للمرجعيات الثلاث التي أجمع عليها اليمنيون، بمن فيهم العناصر التي انقلبت على الدولة، ويدعمها المجتمع الدولي، والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216.

ودعا المخلافي في كلمة الحكومة التي ألقاها أمس بجنيف في الاجتماع الخاص بتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018م إلى «تنفيذ مبدأ لا مركزية العمل الإغاثي، وذلك من خلال تقسيم اليمن إلى خمسة مراكز توزع من خلالها الإغاثة وفقا للقرب الجغرافي للمناطق المحتاجة والاستفادة من الطاقات الاستيعابية للموانئ والمطارات في معظم المحافظات، ونحن في الحكومة الشرعية جاهزون للتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والمانحين في كل ما يضمن سلاسة العمل الإغاثي»، وأضاف: قامت الجماعات المسلحة خلال العام الماضي بحجز ومنع دخول أكثر من 65 سفينة إغاثية وأكثر من 580 شاحنة وتفجير أربع شاحنات غذائية إضافة إلى نهب الآلاف من السلال الغذائية وتصريفها في السوق السوداء.

كما فاقمت الإجراءات التعسفية على البنوك ومداهمة ونهب عدد من البنوك وشركات الصرافة من مخاطر انهيار النظام البنكي»، وعلى صعيد الغارتين على الحديدة قال المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالاري: إن الأمم المتحدة تحققت من مقتل العديد من الأطفال خلال هجوم على مدينة الحديدة الساحلية الواقعة غرب اليمن، وقد أبلغ عن فقدان آخرين إذ لا تزال عملية انتشال الجرحى والقتلى من تحت الأنقاض جارية.

واعتبر كابالاري في بيان صحفي أن «هذا الهجوم هو أحد أكثر الهجمات دموية على الأطفال منذ تصاعد النزاع في اليمن في مارس 2015»، وقتل 14 شخصا وأصيب 12 آخرون بينهم نساء وأطفال في حصيلة أولية جراء غارتين لطيران التحالف العربي استهدفتا أمس الأول مخيم النازحين بمديرية الحالي في محافظة الحديدة.

وأضاف كابالاري «لم يحترم أي من أطراف هذه الحرب الوحشية المبدأ الأساسي لحماية الأطفال ولو لثانية واحدة، حيث يستمر الأطفال في الوقوع ضحايا للهجمات العشوائية وغير المتناسبة»، ودعت «اليونيسيف» جميع أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم لاتخاذ إجراءات فورية وإلى الالتزام بواجبهم القانوني لحماية الأطفال وإبعادهم عن الأذى.

وشددت على أنه «لا يمكن على الإطلاق القبول بأي مبرر لهذا التجاهل الفاضح لحقوق الأطفال وللقانون الإنساني الدولي». على الصعيد السياسي اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في مقر بعثة مجلس التعاون في جنيف مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، وذلك على هامش أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لدعم خطة الاستجابة لإغاثة اليمن.

وأفاد بيان صحفي صادر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون أنه «جرى خلال الاجتماع بحث آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، والمساعي التي يبذلها المبعوث الأممي لإعادة إحياء المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع في اليمن وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216». ميدانياً: صرح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أن قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت إطلاق صاروخ باليستي أطلقه مسلحو جماعة «أنصار الله» من داخل الأراضي اليمنية في محافظة صعدة، أمس الأول.

وذكر المتحدث في بيان أن الصاروخ «كان باتجاه ظهران الجنوب، وتم إطلاقه بطريقة متعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وكان سقوطه داخل الأراضي اليمنية على مسافة 1.75 كلم من الحدود الجنوبية للمملكة». إلى ذلك أعلن الجيش الوطني «الموالي للشرعية» أن مدفعيته قصفت تجمعات لـ«أنصار الله» في جبل «الجميمة» القريب من ضريح مؤسس الجماعة حسين الحوثي بمران في محافظة صعدة «شمال اليمن». كما تمكنت قوات الجيش، من تحرير مواقع جديدة في مديرية «برط» شمال محافظة الجوف «شمال اليمن». وقال مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة إن قوات الجيش شنت فجراً هجوماً واسعا على مواقع المسلحين المتبقية في مديرية برط، وتمكنت من تحرير عدد من المواقع أهمها «جبل الشعير» الاستراتيجي الواقع بين محافظتي الجوف وصعدة.

في غضون ذلك حققت قوات الجيش تقدماً جديداً بمديرية القبيطة شمال محافظة لحج «جنوب اليمن»، حيث تمكنت من تحرير مواقع استراتيجية جديدة بعد معارك عنيفة ضد المسلحين.