1297103
1297103
العرب والعالم

الأمم المتحدة تحقق في مقتل مدنيين إثر غارة جوية نفذها الطيران الأفغاني بقندوز

03 أبريل 2018
03 أبريل 2018

خلفت 100 ضحية معظمهم من الأطفال -

قندوز، (أفغانستان)- (أ ف ب) : أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها تحقق في «تقارير مقلقة» عن خسائر فادحة في صفوف المدنيين إثر غارة جوية للطيران الأفغاني أمس الأول ضد مدرسة قرآنية في ولاية قندوز بشمال شرق أفغانستان، يقول مسؤولون أفغان إنها خلّفت على الأقل مائة ضحية بين قتيل وجريح بينهم عدد كبير من الأطفال.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان أمس في بيان مقتضب: إن «فريق حقوق الإنسان على الأرض يجمع الحقائق.

نذكر كافة الأطراف بالالتزام بحماية المدنيين من أثر النزاع المسلح».

وقال شهود ومصادر أمنية: إن قياديين بارزين في حركة طالبان كانوا يحضرون مع مئات آخرين حفل تخرج للطلاب في المدرسة القرآنية في بلدة داشتي ارشي التي تسيطر عليها طالبان، عند وقوع الغارة.

وقتل 59 شخصا على الأقل من بينهم قادة في الحركة الجهادية، على ما أفادت مصادر أمنية أفغانية وكالة فرانس برس.

وأشارت المصادر إلى أن معظم الضحايا المدنيين من الأطفال.

وقدّم المسؤولون الحكوميون في كابول وقندوز أرقاما متضاربة عن حصيلة القتلى، فيما نفى البعض سقوط ضحايا أو استهداف مدرسة من الأساس.

ويعرف عن المسؤولين الأفغان التقليل من حصيلة القتلى المدنيين.

وقال الشاهد عبدالله خليل لفرانس برس في مستشفى المدينة «أحصيت 35 جثة»، فيما أوضح مسؤولون في وزارة الصحة أن 57 جريحا نقلوا إلى نفس المستشفى.

وتابع: «وصلت إلى الموقع فور وقوع الغارة.. كان المكان أشبه بمحل جزار.

الدماء تغطي كل مكان، الأرض تتناثر عليها الأشلاء، رؤوس أرجل وأجزاء أخرى».

وأوضح رجل يدعى يوسف، كان متواجدًا في الاحتفال عندما وقعت الغارة لفرانس برس أنه رأى «الدماء والأشلاء البشرية في مكان».

وبسبب الافتقاد للمستشفيات في المنطقة، اضطر الأهالي لنقل الجرحى لأكثر من 50 كلم لتلقي العلاج.

وفي مستشفى المدينة، تمدد فتية تلف ضمادات أذرعهم وأرجلهم على الأسّرة وفي الممرات الضيقة.

وبث التلفزيون الأفغاني مقاطع لأهالي مكلومين يقفون خارج المستشفى ويصيحون «عار عليكم».

لكن الجيش الأفغاني لا يزال مصمما على أن قتلى الهجوم من صفوف طالبان وليسوا مدنيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية محمد ردمانيش أمس الأول: «قتل ما لا يقل عن عشرين عنصرًا من طالبان بينهم قائد الوحدة الحمراء (وحدة النخبة) في المنطقة إضافة إلى عنصر كبير في مجلس شورى كويتا» مؤكدًا سقوط عدد مماثل من الجرحى.

من جهته، أبلغ قائد الشرطة في قندوز الجنرال عبدالحميد حميدي أمس فرانس برس مقتل «72 من الأعداء» في غارة جوية.

وأضاف: إن خمسة مدنيين آخرين قتلوا وأصيب 52 آخرون، لكنه نفى أن يكون الأمر متعلقا باستهداف مدرسة قرآنية أو مسجد.

وأكدت طالبان في بيان الهجوم على المدرسة القرآنية لكنها نفت عقد أي لقاء لعناصرها فيها.

وقالت: إن نحو 150 شخصا، معظمهم من الأطفال، سقطوا بين قتلى وجرحى جراء الغارة.

ويقول مسؤولون أمنيون: إن قادة طالبان يلتقون في المدارس لتفادي الضربات الجوية.

وقال قيادي كبير في حركة طالبان تحدث إلى فرانس برس أمس من مكان غير معلوم في باكستان: إن المدرسة كان يديرها علماء إسلاميون متعاطفون مع طالبان لكنها كانت مفتوحة للعامة.

وأوضح أن نحو 2000 شخص كانوا بالمدرسة من بينهم 750 طالبا، لحضور حفل التخرج، لكنه أصر أن أيًّا من كبار قادة طالبان لم يكونوا بالمدرسة.

وقدّر القيادي مقتل 400 شخص وإصابة عدد آخر غير معلوم.

لكن يعرف عن طالبان المبالغة في أعداد الضحايا.

والحصول على معلومات دقيقة مسألة صعبة ومعقدة بسبب سيطرة طالبان على المنطقة.

والاتصالات مقطوعة في المنطقة منذ بعد ظهر أمس الأول بناء على أوامر الحركة الجهادية، على ما قال سكان.

وزادت القوات الأمريكية والأفغانية من الهجمات الجوية والبرية ضد متمردي طالبان و«داعش»، في مسعى لكسب الحرب المستمرة منذ 16 عاما.

وتمرد حركة طالبان مستمر في أفغانستان منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة نهاية عام 2014، وتمكنت الحركة من استعادة السيطرة على مناطق واسعة وإنزال ضربات مؤلمة بقوات الأمن الأفغانية المحاصرة.

وتتنازع عدة مجموعات متمردة الأراضي الأفغانية منها حركة طالبان وتنظيم داعش.