مرايا

ريتشارد برانسون.. من فاشل دراسيا إلى واحد من أغنياء العالم

04 أبريل 2018
04 أبريل 2018

وُلِدَ ريتشارد برانسون في 18 يوليو، 1950، في مقاطعة سِري جنوب لندن، بإنجلترا، عانى برانسون من صعوبة شديدة في مواصلة دراسته، مما جعله يترك المدرسة الثانوية عند بلوغه السادسة عشر، وأدى هذا القرار إلى سعيه لإنشاء أولى شركاته تسجيلات فيرجن . بدأت مشاريعه الاستثمارية في مجال صناعة الموسيقى، ثُمَّ توسَّعت إلى عدة مجالات أخرى حتى صار برانسون مليارديرًا. تمتلك مجموعة شركاته فيرجن جروب أكثر من 400 شركة، من ضمنها أحدث شركاته للسياحة عبر الفضاء فيرجن جالاكتيك . كما اشتهر برانسون بحبه للمغامرات وبإنجازاته الرياضية، ومن ضمنها عبوره للمحيطات باستخدام المنطاد الهوائي.

وُلِدَ ريتشارد تشارلز نيكولاس برانسون في 18 يوليو، 1950، في مقاطعة سِري جنوب لندن، بإنجلترا. عَمِلَ والده إدوارد جيمس برانسون مُحَاميًا، وعَمِلَت والدته إيف برانسون مضيفة جويَّة. عانى ريتشارد من مرض عسر القراءة، ووجد صعوبة شديدة في مواصلة دراسته. وكاد أن يُخْفِق في مدرسته الإعدادية ، والتي دَرَسَ بها حتى الثالثة عشرة من عُمْرِه. ثُمَّ انتقل إلى مدرسة ستو الداخلية في باكينجهامشاير بإنجلترا.

استمر برانسون في معاناته مع الدراسة، حتى تركها عند بلوغه السادسة عشرة من عُمْرِه، ليُنْشئ مجلة Student الشبابية في عام 1966. نَشَرَ برانسون أوَّل 50 ألف نسخة من المجلة بالمجان، بعد أن غطى التكاليف من خلال الدعاية

وفي عام 1969، انتقل برانسون للعيش في لندن، وحينها أتته فكرة إنشاء شركة فيرجن لتوزيع التسجيلات من خلال البريد؛ حتى يتمكَّن من تمويل مجلته الخاصة.

كان أداء الشركة متواضعًا، لكن مكاسبها كانت كافية لجعله يتوسَّع بمشروعه التجاري، فأضاف له محلا للتسجيلات بشارع أوكسفورد في لندن. ومع نجاح هذا المحل، تمكَّن برانسون من بناء ستوديو للتسجيلات بأوكسفوردشاير في عام 1972

في عام 1973، حققت أولى إصدارات فيرجن للمطرب الإنجليزي مايك أولدفيلد نجاحًا ساحقًا. وتربعت على قمة قوائم الغناء الإنجليزية لمدة 247 أسبوعًامُستغلاً هذا النجاح، وقَّع برانسون عقودًا مع فرق موسيقية أخرى، مما ساهم في جعل تسجيلات فيرجن واحدة من أفضل 6 شركات للتسجيلات على مستوى العالم.

استمر برانسون في توسعة نشاطاته التجارية، ففي عام 1980 أنشأ شركة Voyager Group للسياحة، ثُمَّ خطوط فيرجن أتلانتك الجويَّة في عام 1984، وتابعها بسلسلة من محلات فيرجن ميجاستورز . ولكن النجاح لم يكن حليفًا لبرانسون دائمًا، ففي عام 1992، عانت فيرجن من أزمة مالية كادت تُعرضها للإفلاس. وفي وقتٍ لاحق من هذا العام، تم بيع فيرجن إلى شركة THORN EMI بمبلغ مليار دولار.

تحطَّم قلب برانسون من هذه الخسارة، حتى قيل إنَّه بكى بعد توقيعه على عقد البيع، ولكنَّه أصرَّ على البقاء في مجال صناعة الموسيقى. وفي عام 1993، أنشأ محطة فيرجن الإذاعية ، وبعد مرور عدة سنوات أنشأ شركة أخرى للتسجيلات تُدْعَى V2 في عام 1996.

واليوم تمتلك مجموعة شركات فيرجن جروب أكثر من 400 شركة في أكثر من 30 دولة حول العالم، من ضمنها: المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وجنوب أفريقيا ودول أخرى بآسيا وأوروبا. توسَّعت مشاريع برانسون التجارية لتشمل شركة للقطارات، وأماكن ترفيهية، وشركة اتصالات، وشركة فيرجن جالاكتيك للسياحة عبر الفضاء.

وقد اشتهر برانسون أيضًا بإنجازاته الرياضية، ومن أهمها تحطيمه للأرقام القياسية عندما عَبَر المحيط الأطلنطي بزورق I في عام 1986، وأوَّل عبور للأطلنطي بالمنطاد الهوائي في عام 1987، وعبور للمحيط الهادي بالمنطاد في عام 1991

في عام 1999، تم تقليده وسام الفروسية الشرفية بسبب إسهاماته في ريادة الأعمال، وفي عام 2017 احتل المرتبة 324 على قائمة فوربس لأغنياء العالم، بثروة تُقَدَّر بخمسة مليارات دولار.

في السنوات الأخيرة، انْصب تركيز الملياردير المُغَامِر برانسون على الاستثمار في مجال السياحة عبر الفضاء. أجرى برانسون شراكة مع شركة Scaled Composites لإنشاء شركة لبناء مركبات الفضاء، والتي تعمل حاليًا على تطوير طائرة فضائية. وفي أبريل من عام 2013، حقق المشروع نجاحًا غير مسبوق مع تجربته لإطلاق طائرة SpaceShipTwo الفضائية. ابْتَهَج برانسون بشدة بسبب نجاح التجربة الأولى لطائرته الفضائية، وصَرَّح لقناة NBC News الإخبارية قائلاً: “إننا في غاية السعادة لنجاح الطائرة في اختراق حاجز الصوت في أوَّل رحلة لها، ولسير جميع الأمور على ما يرام” كان من المتوقع انتهاء المرحلة التجريبية للطائرة الفضائية مع نهاية عام 2013، ولكن في 31 أكتوبر، 2014، تحطمت الطائرة في رحلة تجريبية بعد إقلاعها مباشرةً، مما أسفَر عن مَقتل طيَّار وإصابة الآخر.

وفي 19 فبراير، 2016، تم إطلاق نسخة ثانية من الطائرة الفضائية SpaceShipTwo باسم VSS Unity، ولا تزال الطائرة قيد التجربة.

في عام 1993، تلقى برانسون درجة الدكتوراة الفخرية في التكنولوجيا من جامعة لوبورو. وتلقى وساما في عام 1999 عن كتابه “خدمات المشاريع”. وفي عام 2000، تلقى برانسون جائزة توني جانس لإنجازاته في مجال النقل الجوي التجاري. ويرعى برانسون العديد من الجمعيات الخيرية، بما في ذلك الإنقاذ الدولية والسجناء في الخارج، وهي مؤسسة خيرية مسجلة لدعم البريطانيين الذين احتجزوا خارج المملكة المتحدة. وظهر ريتشارد برانسون في رقم 85 في قائمة عام 2002 “أعظم 100 من البريطانيين” (برعاية هيئة الإذاعة البريطانية والتصويت من قبل الجمهور). وكان ريتشارد في عام 2007 في استطلاع مجلة تايم “المائة الأكثر تأثيرا في العالم”. وفي ديسمبر 2007، قدم أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون لبرانسون جائزة رابطة مراسلي الأمم المتحدة لدعمه لأسباب بيئية وإنسانية.

هكذا هي حياة ريتشارد برانسون الذي بدأ من الصفر ولم يكمل دراسته والآن هو من أنجح الشخصيات في العالم، فليس هناك مستحيل ولكن الإصرار والبحث داخل الذات يجعلنا نكتشف أننا نستطيع أيضا أن نقدم بصمتنا الخاصة في هذه الحياة.