1293862
1293862
مرايا

تحب رسم البهجة على وجوه الناس سهير العامرية: الإنسان الإيجابي هو المستفيد من ماضيه والمتفــائل بمستقبله

04 أبريل 2018
04 أبريل 2018

حوار- محمد بن خميس الحسني -

للصحة النفسية أدوار فاعلة عديدة في خدمة المجتمع، بما تسهم به بشكل دائم ومستمر في تحقيق نتائج إيجابية خاصة في وقتنا هذا، نظراً لكثرة ضغوطات الحياة اليومية ومتغيرات الظروف لدى الفرد التي يعيشها، حيث تخلق الظروف في بعض الأحيان مشكلات نفسية تحتاج لعلاج فوري من قبل الأخصائيين النفسيين، وللوقوف على الدور الذي تقدمه الصحة النفسية تحدثنا سهير العامرية أخصائية الصحة النفسية.

وسهير العامرية حاصلة على بكالوريوس في علم النفس ومدرب دولي، وتعمل حاليا كأخصائية نفسية بوزارة التربية والتعليم ، ولديها العديد من الاعمال التطوعية والخيرية.

كما أنها حاصلة على الكثير من الشهادات التقديرية داخل السلطنة وخارجها، كما شاركت في الكثير من المؤتمرات داخل السلطنة وخارجها، ومثلت سلطنة عمان في عدد من المحافل الدولية، وقدمت الكثير من المحاضرات والبرامج الاذاعية والتلفازية، وقدمت فيها اوراقا ومحاضرات توعوية وتثقيفية في عدد من مجالات علم النفس والعمل التطوعي.

الصحة النفسية

- ما هو سبب اختيارك لمجال الصحة النفسية؟

شغفي وحبي لمجال الصحة النفسية وكذلك حبي لمساعدة الآخرين كان وراء اختياري لهذا المجال، حيث وجدت نفسي أميل للصحة النفسية، لذا قمت على الفور أثناء بداية مشواري الدراسي والتعليمي بتغيير تخصصي من إدارة الأعمال الى علم النفس.

ومن خلال مشوار الدراسة تدربت في مستشفى جامعة السلطان قابوس، وايضا في بعض مراكز التأهيل في معظم محافظات السلطنة، وتدربت كذلك في مستشفى المسرة بولاية العامرات.

وبعد التخرج التحقت في وظيفة أخصائية نفسية بوزارة التربية والتعليم، وكانت هناك نقلة نوعية في مجالي الوظيفي، وذلك لارتباط الوظيفة بالتخصص، مما أعطى لها دافعا نحو التميز والإبداع في مجال العمل، وفي نفس الفترة كنت أعمل بشكل مؤقت في مستشفى المسرة لعلاج بعض المرضى في مجال الصحة النفسية، وايضا إعطاؤهم النصائح الطبية في الحفاظ على صحتهم، وبعد ذلك اكتسبت الخبرة.

- كونك تدربت في العديد من المؤسسات كمستشفى جامعة السلطان قابوس ومستشفى المسرة، هل هناك فرق بين تعيينك في المدرسة على خلاف ما تدربت عليه؟

نعم يختلف نوعاً ما ولكن ليس كثيراً، فأنا أعمل أخصائية نفسية في المدرسة، ودوري هو مساعدة الطالبات وتوجيهن وإرشادهن نحو الطريق الصحيح، كون المدرسة هي البيئة الثانية للطالبة، وأعالج كذلك بعض المشكلات التي تمر بها بعض الطالبات من ضغوط نفسية قد تكون بسبب الدراسة أو الأسرة، وأتعرف في البداية على المشكلة ونوعها وأسبابها لإيجاد العلاج المناسب لها وفق ما يتناسب مع طبيعة كل حالة.

- ما دور الإخصائي النفسي في المجتمع ؟

درست تخصص علم النفس لأنني أهوى هذا التخصص وأردت التعمق فيه، بالأخص علم نفس الاطفال من ذوي الاعاقة، ولدي الكثير من التجارب ايام دراستي الجامعية، حيث كنت أرتاد بعضا من المدارس، وذلك بسبب حبي لرسم البهجة على وجه الاطفال والناس.

وتردف قائلة: درست علم النفس لفهم الدّافع النّفسي الذي يحرّك الفرد والمجتمع في جميع الأعمار، ومعرفة عوامل القوّة والضّعف لدى شخصية الفرد وتقييم سلوكه وضبطه ومحاولة تعديله وتصحيح مساره، وقد تعلقت كثيراً بمجال الصحة النفسية، وذلك من اجل الناس أن يتعايشوا في بيئة سليمة خالية من الاضطرابات النفسية.

وتؤكد سهير العامرية: ‏«الإنسان الإيجابي» هو السعيد المستفيد من ماضيه، والمتحمس لحاضره، والمتفائل بمستقبله، ومن تجمعت هذه الصفات فيه جمع صفات الناجحين. ولا انسى التحفيز الذاتي والمعنوي من عائلتي وعلى رأسهم أمي في الاستمرار بالعطاء رغم الظروف .

علاقة مترابطة

- هل هناك علاقة بين علم النفس والعمل التطوعي؟

أكد المتخصصون في مجال الطب النفسي منذ قديم الأزل أهمية ممارسة العمل التطوعي في حياة الأفراد، كونه عاملا أساسيا في علاج العديد من الأمراض النفسية والاضطرابات والانحرافات السلوكية لدى الشباب والمراهقين.

لذا أبادر دائما في المشاركة والانخراط في الأعمال التطوعية من خلال التعاون مع الفرق التطوعية والمجتمعية في السلطنة، فأنا ناشطة في هذا المجال وبالذات في مجال الصحة النفسية، وكانت لدي بصمات عمل في تغيير سلوك الفرد في العمل التطوعي لمساعدة الآخرين.

كما أقوم بإلقاء العديد من المحاضرات فيما يتعلق بالصحة النفسية في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة والعديد كذلك من فرق العمل التطوعية، حيث أقدم وأنظم الكثير من الحلقات والمحاضرات في فريق سيكولوجية الشباب، وفريق الشبكة العمانية للمتطوعين (تعاون)، وجمعية المسنين، وأطفال التوحد، ومراكز الادمان، وكان لي دور مع فريق (نحن معاك) في عيادة همسات السكون وغيره من الفرق .

- ما هي الهوايات المفضلة لديك؟

أعشق القراءة، حيث إن القراءة تأتي بالمعرفة، والمعرفة تساعد على إيجاد حلول لتغيير الفرد وسلوكه، وأهوى العمل التطوعي والتعاون مع الناس، وأحس بسعادة وشعور مريح لما له من أثر طيب وملموس في نشر ثقافة الاخوة بين الناس، ونشر حب العمل التطوعي وتعزيز فعل الخير بين الناس والمجتمع، وفتح لغة جديدة تسمى لغة الخير والعطاء والبذل لمساعدة الآخرين وتحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي بين الناس والمجتمع .

ماهي طموحاتك ؟

للمرأة العمانية طموح بلا حدود، وفي مجال الصحة النفسية ورغم وجود مستشفى خاص للصحة النفسية كمستشفى المسرة، الذي يتوفر فيه جميع وسائل سبل الراحة من بيئة مريحة للمرضى النفسيين وغيرها، إلا أنني أطمح أن تكون هناك مراكز أخرى متخصصة للصحة النفسية في مختلف أرجاء السلطنة.