صحافة

تطورات الحرب الديبلوماسية

02 أبريل 2018
02 أبريل 2018

ما زالت هوة الخلاف تتسع بين بريطانيا وأوروبا من جانب وروسيا من جانب آخر، إثر تسميم الجاسوس الروسي السابق سكريبال وابنته في سالزبيري، واتهام بريطانيا لموسكو بالوقوف وراء الحادث، حيث أعلنت أمريكا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس، بينما هددت روسيا بالرد بالمثل، فيما أشادت بريطانيا بموقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

صحيفة «التايمز» قالت في افتتاحيتها إن التاريخ سيسجل تضامن الغرب في غضبه ضد روسيا. وأضافت ان موجة طرد الديبلوماسيين الروس لم يشهدها العالم حتى في أحلك فترات الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي وحلفائهم، منذ منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات. وتعد هذه أكبر جولة من عمليات الطرد بين روسيا وأمريكا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. وقالت الصحيفة انه في الوقت الذي أشادت فيه لندن بموجة التضامن الغربي، التي اعتبرها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بأنها «رد استثنائي» لحلفاء بلاده ضد روسيا، وانها «أكبر موجة طرد للعملاء الروس في التاريخ»، رأت موسكو ان هذا الرد الجماعي بمثابة «استفزاز» لها حيث استنكرت بشدة قرار العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي ودول الناتو طرد دبلوماسيين روس».

وكتب جوليان بورجس من واشنطن، وباتريك وينتور من لندن تقريرا لصحيفة «الغارديان» بعنوان «أمريكا وأوروبا تطرد ديبلوماسيين روس تضامنا من المملكة المتحدة»، ذكر فيه أسماء الدول التي قامت بطرد الديبلوماسيين الروس وعدد الديبلوماسيين المطرودين. فبعد أن طردت بريطانيا 23 ديبلوماسيا روسيا في وقت مبكر من هذا الشهر، توالى إعلان عدد من الدول تضامنها مع بريطانيا بطردها ديبلوماسيين روس على النحو التالي: الولايات المتحدة: 60 ديبلوماسيا، فرنسا 4، ألمانيا 4 ، بولندا 4، جمهورية التشيك 3، ليتوانيا 3، الدنمارك 2، هولندا 2، إيطاليا 2، إسبانيا 2، استونيا 1، كرواتيا 1، فنلندا 1، المجر 1، لاتفيا 1، رومانيا 1، السويد 1، أوكرانيا 13، كندا 4 ، ألبانيا 2، مقدونيا 1، النرويج 1، استراليا 2.

صحيفة «آي» من جانبها أشارت الى رد الفعل الروسي، في تقرير نشرته بعنوان «روسيا تحذر الغرب بأنها سترد بقوة»، قالت فيه ان الكرملين سيتخذ خطوات انتقامية تجاه ما اسمته «الاستفزاز الغربي» من أمريكا وأوروبا بطرد أكثر من مائة ديبلوماسي روسي ردا على هجوم سالزبيري. مشيرة الى بيان الخارجية الروسية الذي اتهمت فيه الدول المتضامنة مع بريطانيا بأنها اتبعت حليفتها «بشكل أعمى». وأضاف البيان أن روسيا «لا علاقة لها بالهجوم على سكريبال وأن بريطانيا اتخذت قراراتها بشكل منحاز.

ورحبت تريزا ماي في كلمة لها أمام البرلمان بتضامن أكثر من 23 دولة مع بريطانيا، حيث قالت: «إنها تقدر القرارات التي اتخذتها الدول الصديقة والحليفة»، مشيرة الى أنها «أكبر عملية إبعاد جماعية لديبلوماسيين روس في التاريخ». واعتبرت أن هذه الخطوة هي رسالة قوية لروسيا بأن الغرب لن يتسامح مع «محاولاتها المتكررة لانتهاك القانون الدولي وعرقلة قيم الغرب».

وذكرت الصحيفة في تقرير آخر أن يوليا، ابنة الجاسوس سيرجي سكريبال تماثلت للشفاء، وأنها «واعية وتتحدث»، بعد أن كانت في حالة حرجة منذ تسممها في 4 مارس، بينما لا يزال والدها في حالة حرجة بالمستشفى. وأن السلطات الروسية تصر على استجواب يوليا بعد إعلان تعافيها بشكل جيد. وقالت صحيفة «ديلي ميرور» ان يوليا قادرة الآن على مساعدة الشرطة في تحقيقاتها.

وحول العلاقة بين روسيا والغرب ذكرت «ديلي ميرور» أن الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريس، دعا إلى تواصل أكبر بين روسيا والغرب، محذرا من أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تتدهور وتسير نحو الحرب الباردة. فيما نشرت صحيفة «ديلي اكسبريس» على صفحتها الأولى صورة صاروخ روسي، قالت أن الرئيس بوتين قد اختبر هذا الصاروخ الجديد الذي يقول إنه يمكن أن يحمل 12 رأسا نوويا تصل إلى ستة آلاف ميل، والذي أطلق عليه اسم الشيطان 2.