1295776
1295776
عمان اليوم

ملتقى يبحث تجويد العمل الإداري وتكوين منظومة تواصل وتبادل للتجارب في الإدارة المدرسية الفعّالة

02 أبريل 2018
02 أبريل 2018

د. راوية البوسعيدية: نسعى لإيجاد مخرجات مؤهلة للانخراط في مؤسسات التعليم العالي -

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية -

قالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي خلال افتتاح الملتقى الثاني لإدارات المدارس للعام الدراسي 2017/‏‏‏2018 أمس: إن الملتقى يستهدف تزويد المشاركين بأسس واتجاهات المعرفة التربوية الحديثة للارتقاء بالعمل المدرسي، والسعي إلى تجويد العمل الإداري من خلال الارتقاء بأداء مديري المدارس، وتبادل الخبرات والتجارب المحلية بينهم، وإتاحة الفرصة لإدارات المدارس والتربويين من تكوين منظومة اتصال وتواصل وتبادل للتجارب في مجال الإدارة المدرسية الفعالة، موضحة أن التطور المستمر في تنمية قدرات الإدارات التعليمية لرفع نسبة التحصيل الدراسي وتجويد أداء المدارس يعمل على إيجاد مخرجات تعليمية مؤهلة تأهيلا جيدا للانخراط في مؤسسات التعليم العالي؛ فهناك تكامل بين الوحدتين التعليميتين تصب مصلحته في بناء الطالب العماني المؤهل لقيادة التنمية في البلد.

تناقل التجارب

من جهته، أوضح سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، أهمية إقامة هذا الملتقى، فقال: «إن إدارات المدارس هي الفئة الأكثر تأثيرًا على مجريات العمل داخل المدرسة، على سبيل المثال ما يتعلق بقضايا التحصيل الدراسي، والإنماء المهني للمعلمين، وسلوك الطلبة، ووجب إيجاد ملتقيات مستمرة لهم، وهذا ما وعت إليه باكرًا وزارة التربية والتعليم، وتستأنفه بشكل دوري كل عامين، ويهدف الملتقى إلى تناقل التجارب بين إدارات المدارس، وتدارس التحديات، وتوقع الآفاق المستقبلية القادمة في قضايا التعليم، ومسائل ربط التعليم بالتقانة».

المعرض التقني

وعلى هامش افتتاح الملتقى تمّ تدشين المعرض التقني، الذي يهدف إلى نشر الثقافة التقنية في مجال الإدارة المدرسية، وإكساب المشاركين عدد من المهارات اللازمة في التعامل مع مهارات القرن الحادي والعشرين، وتوظيف التقانة الحديثة في الارتقاء بالتحصيل الدراسي للطلبة، والسعي نحو تجويد العملية التعليمية باستخدام التقانة الحديثة، وتضمن المعرض على مجموعة من الأركان أبرزها: مجسم الترحيب، ومجسم السلام السلطاني، وضمّ عددا من المبادرات، منها: مبادرة تطبيق فلاح، ومبادرة الواقع المعزز، وبصمة الوجه، والتقانة الذكية، وتطبيق خياراتي، والمختبر الذكي، والتقييم الإلكتروني لذوي الإعاقة السمعية، وروبوت الختام.

امتلاك قدرات إبداعية

وأكد الدكتور بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة بدأت بتطبيق مناهج جامعة كامبردج في العلوم والرياضيات على طلاب الحلقة الأولى من التعليم الأساسي اعتبارا من العام الدراسي الحالي 2017/‏‏‏2018 م وهو المشروع الذي سيتم تطبيقه تدريجيا ليشمل كافة الصفوف على السنوات الأربع المقبلة، وتأتي هذه المبادرة استجابة لتوصيات الدراسات العلمية والتقييمية التي نفذتها الوزارة، وتعد تناغم مخطط مع تطلعات الاقتصاد العماني في امتلاك قدرات بشرية إبداعية وابتكارية.

وأوضح الخروصي أن الوزارة تبدأ في تطبيق الاختبارات الوطنية التي تعد مكونا مهما في قياس كفاءة النظام التعليمي في السلطنة، واعتماد خطط وأولويات التطوير التربوي، والعمل جاري في تنفيذ مشروع تقويم الأداء المدرسي الذي يمثل تطورًا نوعيًا في إجراءات حوكمة أداء التعليم المدرسي بالسلطنة، مضيفا: إن الجهود جارية في بناء رؤية عمان 2040 وتستدعي من الجميع المشاركة بالأفكار والآراء من خلال الفعاليات والأنشطة التي ينفذها مكتب مشروع عمان 2040 حيث تشهد هذه المرحلة الزمنية من خطة بناء الرؤية تنفيذ فعاليات وبرامج نقاشية في كافة المحافظات وتستهدف مشاركة جميع مكونات المجتمع أفراد ومؤسسات.

الذكاء الصناعي

وقدم الدكتور عامر بن عوض الرواس الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة تصنيع تكنولوجيا النفط والغاز ورقة عمل بعنوان «التعليم وأثره في تعزيز التنافسية الاقتصادية»، واستعرض دور الروبوتات في تغيير قواعد اللعبة، وأن 38% من الوظائف بالعالم تواجه خطر الإحلال بالروبوتات خلال 15 سنة قادمة، وسوف يحل الذكاء الصناعي محل الوظائف الروتينية، وعلى العاملين فيها التركيز على الجوانب المتصلة بالإدراك والإبداع والعاطفة، مشيرًا إلى دور مدير المدرسة بالمدرسة، وتوفير البيئة المدرسية المناسبة والمحافظة عليها، وتوفير كل الاحتياجات لإنشاء مجتمع ملهم، وتفاعل المعلمين فيما بينهم، وتقبلهم لتطبيق أفضل الممارسات، والمتابعة اليومية لنبض المدرسة، وتحدث أيضا عن التزامنية واللاتزامنية، وأثرها في تلقين المعلومة للإنسان، وأنظمة التدريس الذكية، وتنمية هذه المهارات لدى الطلبة بما يتفق مع متطلبات القرن 21.

من جهته، قال موسى بن علي الهنائي مدير عام مديرية التربية والتعليم بمحافظة البريمي «يهيئ ملتقى إدارات المدارس الثاني الالتقاء والتبادل المثمر للمعارف والخبرات في المجال الإداري والتربوي، ويعزز القناعات والاتجاهات الإيجابية بآليات وممارسات فاعلة لتجويد عمل إدارات المدارس، واستعراض التجارب والتطبيقات المجيدة المحلية والخليجية والدولية في مجالات عمل الإدارة المدرسية».

عرض مرئي

وتضمنت فعاليات الملتقى عرضا مرئيا بعنوان «المدرسة وصناعة المستقبل» تناول دور المدرسة في التنمية والتطوير، وأهمية مراعاة التغيرات التي تحيط بالمتعلم التي تتمثل في الثورة التكنولوجية، والعولمة، والتغير المتسارع في بيئات العمل، وناقش العرض المرئي أهمية تطوير برامج المدرسة تُعنى بمهارات التفكير العليا، وطرائق العمل، وإتقان أدوات العمل، وثقافة التعايش المشترك.

الجلسات العامة

واشتمل الملتقى تقديم ثلاث أوراق عمل عامة بمشاركة من مختلف المؤسسات، وشارك الادعاء العام بورقة عمل عن أدوار الإدارة المدرسية في ضوء القوانين الجزائية قدمها محمد بن علي المرزوقي، وشاركت هيئة تقنية المعلومات بورقة عمل عن «المواطنة السيبرانية» قدمها خالد بن راشد العمراني، أما الجمعية العمانية لتقنيات التعليم شاركت بورقة عمل بعنوان «مدير المدرسة في ضوء التحول الرقمي» قدمتها زينب بنت سعيد الشيذانية.

أوراق العمل

وتوزعت أوراق العمل على أربع جلسات مختلفة ومتزامنة منها ورقة الدكتورة أماني سيد فرغلي سليم من «دور الأنشطة التربوية اللاصفية في الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي» التي أوصت فيها إلى أهمية إسناد الإذاعة المدرسية والرحلات المدرسية لمشرفين متخصصين لربطها بالمنهج، مؤكدة ضرورة تزويد المكتبات بالكتب الحديثة التي تناسب المراحل العمرية لطلاب كل مدرسة، وزيادة التوعية بأهمية الأنشطة اللاصفية في تنمية التحصيل الدراسي لدى المتعلم من خلال ندوات ومحاضرات، الاهتمام بالمواضيع التي تتناولها الإذاعة المدرسية والمسارح المدرسية وربطها بالمواد الدراسية المختلفة، وضرورة اهتمام المعلمين بتفعيل مسرحة المناهج، والاهتمام بالطلاب المجيدين في الأنشطة اللاصفية وتكريمهم بعد كل إجادة؛ ليكون حافزا لهم في استمرار تقدمهم.

وقدم ربيع بن المر الذهلي وأحمد بن محمد الخروصي ورقة عمل حول «رضا أولياء أمور الطلبة بمدارس محافظة جنوب الباطنة عن ملتقيات التحصيل الدراسي من وجهة نظرهم»، وأوصى الباحثان بعدة توصيات أبرزها توعية أولياء الأمور بأهمية ملتقيات التحصيل الدراسي للتعرف على أحوال ومستوى تحصيل وسلوكيات أبنائهم الطلاب، وتوضيح الأضرار الناجمة من عدم الحضور والتي تنعكس سلبا على أبنائهم، وتوجيه المدارس إلى ضرورة تقديم دعوات الحضور لأولياء الأمور قبل فترة كافية ليتسنى لولي الأمر تنظيم جدول أعماله، والتأكيد على التعاون البناء بين ولي الأمر والمدرسة، وضرورة تفعيل آليات التواصل بينهما بكافة الأشكال للارتقاء بمستوى الطلاب.

وأوصت أنيسة بنت محمد الكيومية مديرة مدرسة أم القرى للتعليم الأساسي من 1-9 بمحافظة شمال الباطنة إلى ضرورة القيام بدراسات وبحوث بشكل أعمق حول جاهزية المؤسسات المجتمعية لتطبيق قانون الطفل العماني، وإعادة تجديد المباني المدرسية بحيث تتناسب واحتياجات موظفيها، وكذلك طلبة الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة، ودراسة احتياجات الطلبة الموهوبين وتلبيتها في المدارس من ناحية المبنى، وإعادة النظر في عقود استئجار الحافلات المدرسية بحيث تُلبي حقوق الطفل من أمن وراحة، بالإضافة إلى مراعاة المناهج للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جهته تحدث عامر بن مسلم كشوب مدير مدرسة ظفار للتعليم الأساسي من 10 – 12 قائلا: «دور أولياء الأمور في تحسين الأداء المدرسي، ومن خلال هذا الملتقى نسعى إلى التطوير المهني وتوظيف الاتجاهات الحديثة في التطوير المهني «بحث الدرس، المجتمعات المهنية، التدريب الإلكتروني» للارتقاء بأداء العاملين في المدرسة، والاستفادة من نتائج وتوصيات الدراسات البحثية في تطوير العمل المدرسي، مؤكدًا دور التقانة لخدمة المنهج الدراسي، وتوجيه الإبداع والابتكار للنهوض بالمستويات التحصيلية للطلبة.

حضر حفل افتتاح فعاليات الملتقى الثاني لإدارات المدارس «شراكة وتجويد» معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، والمكرمون أعضاء مجلس الدولة، وأعضاء مجلس الشورى، وأصحاب السعادة وكلاء الوزارة والمستشارون، وعدد من مديري عموم ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات.