tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار : تقنية كريسبر وبشر حسب الطلب!!

02 أبريل 2018
02 أبريل 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

تقنية «كريسبر» (CRISPR) هي تقنية للتعديل الجيني تتيح تعديل الحمض النووي للكائن الحي، ولسهولتها الشديدة فبإمكان أي أحد أن يقوم بها في مختبره الخاص، مما أوجد مخاوف كبيرة جدا؛ لأنها تتيح التلاعب في خريطة الجينات البشرية، خاصة أنها رخيصة التكلفة، وسهلة الاستعمال، وتتيح تعديل الجينات من خلال «مقص» جيني يضاهي في عمله برنامجا حاسوبيا لمعالجة النصوص المكتوبة.

أتى هذا الاكتشاف من قبل اليابانيين عام 1987، عندما راقبوا صراعا بين فيروس وبكتيريا، وكيف تتصرف البكتيريا بتقنية المقص الجيني كي تقضي على الفيروس المهاجم. ثم اكتشف العلماء أن هذه الطريقة يمكن تطبيقها مع أي جزء معين أو محدد من أي حمض نووي. ومنذ ذلك الحين تم القيام بالكثير من التجارب المعملية والجينية الوراثية. يقول العلماء إنه من خلالها يستطيع المختصون إصلاح الجينات المعطلة وقطعها واستبدالها بجينات سليمة أو معدلة، حيث يتم قطع الجين المعطل أو استئصال الجزء المعطل منه، وإدخال جين معدل عوضًا عنه. التقنية محل مناقشة بين الأخصائيين ورجال القانون والسياسيين بشأن الأخلاقيات، وحق الإنسان في التدخل لتغيير المخلوقات والكائنات عبر التلاعب بخارطتها الجينية، فتغيير الخارطة الجينية كان الحلم الذي عمل عليه الكثيرون منذ اكتشاف الجينوم البشري، أي هندسة الجينات كما يشاؤون، فالتقنية يمكن استخدامها مع النباتات والحيوانات والإنسان بسهولة شديدة، وإجراء التغييرات المطلوبة في جيناتها. نعم هي مفيدة جدًا في التخلص من الأمراض الجينية والوراثية للكائنات، لكن هل بعض البشر سيكتفون بهذا التوجه الإنساني الأخلاقي؟ أم سيتجهون لصناعة بشر حسب الطلب، فقد كان حلما يراودهم مدى التاريخ البشري، وما قصة فرانكشتاين المسخ إلا صدى لهذا الحلم القديم المتجدد.