العرب والعالم

اتفاق على إجـلاء مقاتلـين ومدنيين مـن دوما فـي الغـوطة الشرقـية

01 أبريل 2018
01 أبريل 2018

أمريكا تعزز وجودها العسكري في منبج -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

توصل فصيل (جيش الإسلام) وروسيا إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما يمهد للجيش السوري استعادة كامل المنطقة.

ولم يصدر أي تعليق لجيش الإسلام حول الاتفاق الذي أعلنه الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الانسان.

ويأتي الاتفاق غداة إعلان الجيش السوري مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما، مؤكداً سيطرته على «جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية» إثر انتهاء ثاني عملية إجلاء من المنطقة التي شكلت منذ عام 2012 معقلاً للفصائل المعارضة قرب العاصمة.

ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها احدى بوابات دمشق، وتُعد خسارتها ضربة قاصمة للفصائل المعارضة التي هدد تواجدها في هذه المنطقة أمن دمشق طوال سنوات.

وأفاد المرصد السوري أمس عن التوصل الى «اتفاق نهائي» بين روسيا وفصيل جيش الإسلام في مدينة دوما يقضي «بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سوريا، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إليها» في خطوة أولى قبل دخول المؤسسات الحكومية.

وأكد التلفزيون الرسمي «التوصل لاتفاق يقضي بخروج الإرهابيين من دوما» إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، كما ينص على «تسوية أوضاع المتبقين، وعودة جميع مؤسسات الدولة وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة».

وتركزت المفاوضات مؤخراً على وجهة جيش الإسلام لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وكانت القوات النظامية عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام. ولطالما كرر قادة جيش الإسلام رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم الى أي منطقة أخرى.

وانتهت أمس الأول عملية إجلاء مقاتلي فيلق الرحمن ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى ثمانية أيام. وكان تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا.

وباتت القوات النظامية بذلك تسيطر على 95 % من مساحة الغوطة الشرقية إثر الهجوم العنيف الذي تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري.

ويأتي التوصل الى الاتفاق حول دوما بالتزامن مع تنفيذ عملية إجلاء جزئي من المدينة تتضمن إخراج مئات الأشخاص بينهم «نشطاء وأطباء وجرحى فضلاً عن عائلات مقاتلين من فصيل فيلق الرحمن» إلى محافظة إدلب، وفق المرصد.

وتعرض جيش الإسلام لضغوط داخلية من سكان دوما الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري. في المقابل، يفضل آخرون البقاء.

وخلال سنوات النزاع، الذي تسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص، شهدت مناطق عدة عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية العام 2016.

وخرج من الغوطة الشرقية حتى الآن أكثر من 150 ألف شخص من منازلهم عبر الممرات «الأمنة» التي حددتها قوات النظامية عند مداخل الغوطة الشرقية باتجاه مناطق سيطرتها، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وشهدت دوما التي يقيم فيها عشرات الآلاف تدفق نازحين منها بشكل يومي الى مناطق سيطرة القوات الحكومية التي تنقلهم الى مراكز ايواء في ريف دمشق.

ولطالما شكل وجود الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لقذائف أوقعت مئات الضحايا.

وفي بيانها أمس الأول، اعتبرت قيادة الجيش السوري أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق «إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها بعدما عانى السكان المدنيون فيها من جرائم الإرهابيين على مدى سنوات عدة».

وأضافت أن «الانتصار في الغوطة الشرقية ، يوجه ضربة قاصمة للمشروع الإرهابي تجاه سوريا».

وأعلنت قاعدة حميميم العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، أمس أن وجود تنظيم «داعش» في جنوب دمشق يُعتبر مؤقتاً، وسيتم القضاء عليه قريباً.

وأوضحت قاعدة حميميم في تصريح نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه سيتم القضاء على تنظيم «داعش» بجنوب دمشق في أقرب وقت ممكن مالم يتمكن السكان المحليون من طردهم.

وكانت قاعدة حيمميم أعلنت في وقت سابق انها تسعى إلى إجراء عمليات عسكرية وسياسية في محيط العاصمة دمشق وريفها بهدف إنهاء التواجد المسلح غير الشرعي بشكل كامل. ويتواجد تنظيم «داعش» بالإضافة إلى تنظيمات مسلحة أخرى في جنوب دمشق في مناطق يحاصرها الجيش السوري وفصائل فلسطينية.

وكان المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أعلن في مارس الماضي، أن مناطق جنوب دمشق والقلمون الشرقي في ريف دمشق ستكون المحطة المقبلة بعد الغوطة الشرقية.

وتواردت منذ ايام أنباء عن تحضيرات تجرى للتوصل إلى اتفاق مصالحة بين فصائل المعارضة وأبرزها «جيش الأبابيل»، و»ألوية الفرقان»، و»ألوية سيف الشام»، و»الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، و»فرقة دمشق»، وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، وغيرها.. والجيش الحكومي في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق، بوساطة روسية.

ونفت وكالة (سانا) الرسمية، الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن شن غارات للطيران الإسرائيلي على مواقع للجيش النظامي شمال محافظة درعا .

وأضافت الوكالة، أن كل المعلومات تؤكد «عدم حدوث أي هجوم إسرائيلي في المحافظة وأنه بالعودة إلى الوسائل الإعلامية التي تناقلت الخبر تبين أنها نفسها التي عادة ما تروج لفبركات الهجوم الكيماوي» .

في سياق آخر، عززت الولايات المتحدة الأمريكية من وجودها العسكري في مدينة منبج بريف حلب، والخاضعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، رغم التهديدات التركية بشن هجوم ضد الأكراد في المنطقة, ما لم ينسحبوا منها.

وأوضح عضو العلاقات العامة ضمن التحالف الدولي والمتحدث باسم القوات الأمريكية الجنرال توماس فياله، في بيان، نشره موقع (صوت أمريكا) أن «التعزيزات الجديدة إجراء وقائي لضمان أمن جنود التحالف بالمنطقة».