hamda
hamda
أعمدة

أحلامي

01 أبريل 2018
01 أبريل 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

فاجأني أحد الحضور في أمسية (القادة يقرأون) التي أقيمت على هامش معرض مسقط الدولي للكتاب بسؤال عما إذا كنت قد حققت كل أحلامي؟ تفاجأت جدا من السؤال وأظن أن مفاجأتي ظهرت جلية من إجابتي: إن أحلامي قد بدأت الآن وجدت نفسي أقول، لقد سبق وأن كتبت قبل سنوات مقالا بعنوان (الحياة تبدأ بعد الأربعين) التي صغت فيها ردا مسبقا على هذا السؤال، لا شك أنني عشت حياة استثنائية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وحققت فيها (المستحيل بعينه)، كل أحلامي التي كنت أخفيها في صدري الصغير خوفا من سخرية من حولي أو اتهامي بالجنون، لأنها كانت أحلاما فعلا مجنونة بلغة عصري ومفهوم أهل قريتي الصغيرة.

لكن الأحلام الحقيقية بدأت بها الآن، بعد أن تعلمت أن (المستحيل) وهم كبير اختار البعض منا أن يعيش فيه، إنني كل يوم وأنا أبدأ في وضع قائمة (الامتنان) ضمن روتين صباحي بدأته منذ عقد ونيف، تتضمن عشر نعم حباني الله بها ذلك اليوم، دائما وأبدا ما أبدأ القائمة بشكر المولى أن اختارني من بين بلايين البشر الذين مروا على هذا الكوكب لأولد في هذا العصر وفي هذه البقعة من العالم بالذات، وعلى كل يوم جديد يمن به المولى علي لأبدأ فيه من جديد أعوض ما فات، وأصحح مساري، وأحقق ما لم أستطع تحقيقه، في حياة مليئة بالاحتمالات.

من حسن حظي أن منحني الله روحا حالمة، ومخيلة طفلة تتقن الحلم، طفلة مسكونة بالدهشة على الدوام، طفلة فضولية لا تفتأ تبحث عن إجابات، في عالمي الأحلام لا تتوقف، هي فقط تتشكل بأشكال وصور مختلفة كل يوم، إن توقفي عن الحلم يعني أن أتوقف عن الحياة بكل بساطة، اليوم أنا محظوظة لأنني أملك الخبرة والمعرفة التي تؤهلني لأن أحلم بشكل مختلف، لدي تجربة طويلة علمتني أنني فعلا أستطيع أن أكون ما أريد، تعلمت (أن الله سبحانه إذا أراد شيئا هيأ له الأسباب - ابن الأثير)، وأن الله سبحانه قد سخر لنا السماوات والأرض وما بينهما، إذن الاحتمالات أمامي لانهائية فلم التوقف عن الحلم.

لقد أصبحت أحلامي أكبر، وأوسع، فلم أعد أحلم لنفسي، فأحلامي باتت تشمل البشرية جمعاء، التي أعتبرها أسرتي الكبيرة التي أشملها في صلواتي وأمنياتي، لأنني وصلت إلى قناعة بأن أسرتي فعلا هي أكبر بكثير مما صور لي، إن التوقف عن الحلم يعني التوقف عن الحياة كما أسلفت، ما زال أمامي الكثير جدا لأحققه على جميع الأصعدة.