صحافة

القبرصية: الذكاء المطلوب لدى استخدام الإنترنت

31 مارس 2018
31 مارس 2018

كتبت جريدة «فيليليفتيروس» القبرصية، أن مستخدمي «فيس بوك» والمعلنين عبر هذه الوسيلة الرقمية، لا يزالون في حالة من الغضب الشديد المتصاعد، بعد سرقة ملايين البيانات الشخصية، على الرغم من أنَّ مؤسس فيس بوك اعتذر علناً وابدى أسفه عن سرقة أكثر من خمسين مليون بيان شخصي لمستخدمي فيس بوك، من قِبَل مؤسسة «كامبريدج أناليتيكا». هذه المعلومات المسروقة، استُخدمت بشكل أخصّ كي تبثَّ عبرها إعلانات شخصية ملفَّقة أثناء الحملة الإنتخابية الأمريكية. الجريدة القبرصية تعتبر أنَّ مستخدمي فيس بوك ليسوا ضحايا، لأنَّ الأمر يتعلَّق بكل بساطة، بواجباتهم الشخصية. فهل المواطن العادي هو الضحية؟ أليس هو المسؤول الأول عما يحدث معه أو يحصل له بسبب الأنترنت و وسائل التواصل الإجتماعي؟ ألا يتحمَّل مستخدم الفيس بوك على الأقل، قسما من المسؤولية في عملية سرقة بياناته الشخصية عبر الأنترنت؟ أليس هو من نشرها بملء إرادته؟ ومهما كانت المواد المنشورة عبر فيس بوك، أكانت تتعلق بما يأكله أو يصوِّره أو يقوم به المستخدم لوسيلة التواصل فيس بوك أوغيرها، اليس المستخدم هو المسؤول الأول والأخير عن نشرها؟ اليس هو الذي يطلب رأي الآخرين بما ينشره من صور و تعليقات؟ تتابع الجريدة وتلاحظ أنَّ المستغرب اليوم والمستهجن، هو أن يطالب العديد من المشاهير والناس، بإقفال الحسابات الخاصة عبر فيس بوك، والإنتقال بها كي تُنشَر عبر مواقع مماثلة تُعتَبَرُ أكثر أماناً.

المشكلة هنا ليست في وجود وسائل تواصل أخرى، بل هي بالطبع في طريقة استخدام هذه الوسائل. بحسب اليومية القبرصية، هذه القضية الفضيحة يجب أن تجعل مستخدمي الأنترنت يتصرفون بذكاء و بحكمة. لكن طالما أن العديدين يستخدمون هذه الوسائل بخفَّة، فإنَّ المشاكل الناجمة عن الخصوصية سوف تستمر إلى ما لا نهاية. فكلَّ ما يُنشر عبر الأنترنت ولو لمرة واحدة، ولو لفترة قصيرة، لن يُمحى أبداً ويمكن أن يظهر من جديد في أية لحظة وفي أي مكان من العالم حيث تنوجد الرقمية والمعلوماتية والأنترنت. على مستخدمي الأنترنت أن يدركوا أن وسائل التواصل الإجتماعي ليست أمكنة حسيَّة هادئة تحلو فيها الجلسات و يحلو فيها التبادل الودي بين الأصدقاء، و لا يمكن أن يحل العالم الإفتراضي مكان العالم الواقعي الملموس. المطلوب هو استخدام ذكاء مستخدم الأنترنت. بهذا ختمت تحليلها جريدة «فيليليفتيروس» القبرصية.