1293724
1293724
المنوعات

ثلاثيني مصري يصنع لوحات ذهبية بسنابل القمح

31 مارس 2018
31 مارس 2018

القاهرة - «الأناضول»: تتراص سنابل القمح الذهبية، على يد ثلاثيني مصري، لترسم مناظر طبيعية على لوحات فنية تجتذب عشاق الإبداع بمصر، وتسر ناظريهم. فبمهارة وحرفية عالية، يصنع «محمود السيد»، لوحات زخرفية باستخدام سنابل القمح الجافة، التي يميل معظمها للون الذهبي اللافت للأنظار.

وقبل أعوام قليلة، كان «السيد» يعمل بائع حلوى في محافظة قنا (جنوب)، قبل أن تنفض الصدفة التراب عن موهبته، بمقابلة صحفي عرض عليه احتراف الرسم وعرض اللوحات في القاهرة.

وفي أبريل من كل عام، ينتظر «السيد» موسم حصاد القمح في مصر، ليجمع أدوات صناعة لوحاته بمقاييس خاصة ويجهزها للرسم.

ويقول السيد للأناضول: «أجمع أنوعا وأشكالا معينة من سنابل القمح، وأجهزها عبر تعريضها لدرجات حرارة عالية داخل أفران الطين، لتكون جاهزة للاستخدام دون إضافة ألون صناعية».

ويضيف: «يستغرق رسم اللوحة الواحدة بين 10 و15 يومًا، إذ تحتاج كثيرا من الجهد والتركيز في العمل». ومؤخرًا أقام الشاب المصري معرضًا للوحاته الفنية بمتحف طه حسين بالقاهرة (حكومي)، عرض خلاله 23 لوحة رسمها بسنابل القمح الجافة، يقول: إنها لاقت إعجاب الجمهور والفنانين.

«سنابل قمح، وشفرة حادة، وقارورة صمغ (مادة لاصقة)».. هي الأدوات التي يستخدمها محمود في صناعة لوحاته الفنية المأخوذة من آيات قرآنية أو مناظر طبيعية مستوحاة من البيئة المصرية.

ويقول الثلاثيني المصري: «قبل البدء في تكوين اللوحات أنظف سنابل القمح باستخدام شفرة حادة ثم أضعها داخل الفرن لعدة ساعات طويلة، فأحصل على اللون الذهبي المميز».

ويضيف: «أخرجها من الفرن بعد الحصول على اللون الذي أريده سواء اللون الأصفر أو الذهبي أو الأسود الذهبي، ثم أضع عليها أحجارا ثقيلة لتثبيت المستقيم منها دون انحناءات». ويستكمل السيد قائلا: «عقب رسم الصورة أو تخطيط الكلمات المراد زخرفتها على اللوحات، ألصق سنابل القمح بمادة صمغية، وأضع فوقها ثقلًا لمدة 3 أيام حتى يتم التثبيت جيدًا». ويوضح أنه «في المرحلة الأخيرة يجري تغليف اللوحة الفنية عن طريق وضعها في برواز (إطار خشبي) مخصص لها، لحمايتها من تأثير عوامل الطقس المختلفة». ويعتبر «السيد» أن لوحاته الفنية باتت تجتذب مختلف شرائح عمرية مختلفة بدءًا من الأطفال وحتى الشيوخ، لا سيما وأنها مصنوعة من مواد طبيعية ولها ألوان زاهية.

وعن تطلعاته المستقبلية، يقول: «أحلم بإنشاء مدرسة لتعليم الشباب والأطفال الرسم باستخدام سنابل القمح، وأتمنى تنظيم معارض فنية كبيرة في كل دول العالم». ويعد المصريون منذ القدم «القمح» مصدرًا للخير والرخاء، كونه الرئيسي في صناعة الخبز الذي يعتمد غذاء معظم المواطنين عليه.

كما يعد أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، حيث تستهلك مصر حوالي 16 مليون طن قمح سنويًا، يتم استيراد معظمه، لا سيما من روسيا ورومانيا وأوكرانيا، وفق تصريحات لمسؤولي التموين.