أفكار وآراء

مشاريع الأمن الغذائي تشق طريقها

31 مارس 2018
31 مارس 2018

سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي -

قضية الأمن الغذائي من القضايا المهمة والحساسة فهي لا تقل أهمية عن القضايا الأخرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقديما قيل (من لا يملك قوته لا يملك قراره) وتكمن أهمية الأمن الغذائي في كونها تركز على توفير الغذاء الصحي السليم لأفراد المجتمع من أجل ضمان العيش الكريم للمواطن وبالتالي استمرار عجلة التنمية.

ومن هنا فإن الجهود تتسارع حاليا في السلطنة من أجل تأمين الغذاء وضمان توفره في كل الأوقات وكما هو معلوم فإن الأمن الغذائي يرتكز على ثلاثة عناصر مهمة وهي الوفرة والمقدرة على الوصول إليه وأخيرا سلامته أي انه ينبغي أن يكون الغذاء متوفرا في جميع الأوقات وتحت كل الظروف بحيث يستطيع المستهلك الوصول إليه كما انه ينبغي أن يكون الغذاء آمنا صحيا.

وتلاحظون خلال الفترة الأخيرة تسارع الإعلان عن مشاريع وطنية مهمة للغاية تركز جلها على تأمين توفر الغذاء للمواطنين والمقيمين فمنذ إنشاء الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة وهي الذراع الاستثماري الحكومي في مجال الأمن الغذائي والتي بدأت في ممارسة نشاطها منذ قرابة 4 سنوات وبعد اعتماد استراتيجيها تم الإعلان عن عدد من المشاريع الحيوية المهمة.

المشاريع المعلن عنها سوف ترفع من نسب الاكتفاء الذاتي من بعض السلع والمنتجات الغذائية وتوفر فرص عمل للشباب العماني وتنمي المناطق التي ستقام فيها ومن أبرز المشاريع التي بدأت فعلا على أرض الواقع وبدأت تظهر معالمها مشروع شركة مزون للألبان والتي تقام في ولاية السنينة بمحافظة البريمي هذا المشروع سوف يوجد صناعة متقدمة في الألبان وسيوفر ألبانا طازجة وعدد من المنتجات ذات القيمة الغذائية والجودة العالية.

المشروع الثاني شركة النماء للدواجن والجاري إنشاؤها بولاية عبري بمحافظة الظاهرة التي سوف ترفع الاكتفاء الذاتي من خلال إنتاج 60 ألف طن من اللحوم البيضاء كما أنها سوف توفر فرص عمل للشباب العماني، أما المشروع الثالث فهو شركة البشائر للحوم والجاري تنفيذه في ولاية ثمريت بمحافظة ظفار التي من المؤمل أن تضمن توفير لحوم حمراء طازجة إضافة إلى رفع نسب الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل، وكما أنها ستساهم في تنظيم سوق المواشي في السلطنة.

أما المشروع الرابع فهو شركة المروج للألبان هذه المشروع له طبيعة خاصة وله بعد اجتماعي واقتصادي ويهدف للاستفادة من الألبان التي يوفرها صغار المنتجين في السهل والجبل بمحافظة ظفار من خلال شراء الحليب منهم والقيام بتصنيعه وبيعه للمستهلك وبالتالي سوف يساهم في رفع دخل المربين وتنظيم القطيع ولأول مرة سوف يتم تصنيع حليب الإبل .

الأسبوع الماضي تم الإعلان عن مشروعين مهمين للغاية ومرتبطان بالأمن الغذائي الأول متخصص في إنتاج الصويا حيث يتم استيراد حبوب الصويا من مصادرها الأصلية ومن ثم القيام بطحنها وعصرها ، إذ يتم فصل الزيوت والمادة البروتينية العلفية، ويستفاد من وجبة الصويا البروتينية في صناعة أعلاف الدواجن والتي تستهلك بكميات كبيرة في السلطنة ودول المنطقة، ومع تنامي إنتاج الدواجن في السلطنة قررت الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة القيام بعمل دراسة جدوى اقتصادية وفنية متخصصة، وأثبتت الدراسات أهمية إطلاق هذا المشروع الذي سيكون مكملا لسلسلة إنتاج الغذاء وإحلال الواردات العلفية.

كما تم الإعلان عن إنشاء الشركة العمانية لتصنيع وتعبئة التمور والتي من المؤمل أن يكون لها دور هام في تطوير صناعة التمور في السلطنة حيث يترقب المنتجون وأصحاب مزارع النخيل هذا المشروع منذ فترة طويلة خاصة أن هناك مشكلة كبيرة فيما يتعلق بتسويق الإنتاج ومن المؤمل إنشاء مصنع لإنتاج التمور ومخازن وأماكن للتجميع في مختلف مناطق الإنتاج.

هناك أيضا مشاريع ومبادرات أخرى لها علاقة بالأمن الغذائي سوف يعلن عنها خلال الأشهر القادمة في قطاع الثروة السمكية والزراعة إضافة إلى أن القطاع الخاص أصبح الآن مبادرا ومتشجعا في إقامة مشاريع زراعية وغذائية عندما وجد أن الظروف والمناخ الاستثماري مناسب ومهيأ للاستثمار.

البعض لا يزال يشكك في مدى المقدرة على تنفيذ هذه المشاريع الكبيرة فعندما نتابع ردود الأفعال والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي نجد أن بعضها ما زالت غير واثقة من مقدرة المعنيين على تنفيذ هذه الحزمة من المشاريع وينسبون ذلك إلى تجارب سابقة تم الإعلان عنها ولم تنفذ والبعض منها كانت قائمة ومن ثم لم تستمر إلا أننا نقول إن لكل تجربة ظروفها الخاصة ولأننا قريبين من الحدث وتشرفنا بالمساهمة فيه ولو بشيء بسيط فإننا نستطيع القول إننا نسير في الاتجاه الصحيح بإذن الله تعالى وبهمة وعزيمة المخلصين في هذا الوطن الغالي وخلال العام القادم بإذن الله سوف يصبح الحلم حقيقة وسنرى في أسواقنا منتجات عمانية تضمن الأمن الغذائي للسلطنة.