1292640
1292640
العرب والعالم

روسيا ترد بالمثل على دول الاتحاد الأوروبي في قضية الجاسوس السابق

30 مارس 2018
30 مارس 2018

بعد طردها 60 دبلوماسيا أمريكيا -

موسكو - (وكالات) - طردت روسيا أمس دبلوماسيين هولنديين وأمهلت بريطانيا شهرا واحدا لخفض عدد دبلوماسييها في البلاد في اطار رد بالمثل على دول الاتحاد الأوروبي بعد حملة منسقة من بريطانيا وحلفائها اثر تسميم جاسوس روسي سابق بغاز الأعصاب.

وفي وقت سابق استدعت روسيا سفراء دول عدة بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا لإبلاغهم باتخاذ تدابير رد.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس ان روسيا ستطرد أربعة دبلوماسيين المان ردا على قرار برلين طرد أربعة افراد من البعثة الروسية في ألمانيا. وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس في بيان ان «قرار موسكو ليس مفاجئا».

وأضاف الوزير الاشتراكي الديمقراطي «لم نتخذ قرارنا بطرد دبلوماسيين روس بالصدفة»، موضحا انه «إشارة سياسية ضرورية وفي محلها» تضامنا مع لندن وبسبب عدم تعاون موسكو في توضيح قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال.

وقالت السفيرة الهولندية رينيه جونز بوس انها ابلغت بطرد دبلوماسيين اثنين.

ونقلت وكالة تاس عنها قولها «سيغادر اثنان من زملائي موسكو. لكننا سنبقى نحن هنا (السفارة)».

كما أمهلت الخارجية الروسية بريطانيا شهرا لخفض عدد دبلوماسييها في روسيا تماما كعدد الدبلوماسيين الروس في بريطانيا. وفي الإجمال طرد اكثر من 150 دبلوماسيا روسيا من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول الحلف الأطلسي ودول اخرى في تحرك منسق ضد موسكو بعد اتهامها بأنها وراء تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في هجوم بغاز الأعصاب في مدينة سالزبري في الرابع من مارس.

وقال صحفي من فرانس برس ان السفراء وصلوا في وقت سابق الى الخارجية الروسية. وقالت الوزارة في بيان «سيسلم السفراء رسالة احتجاج وسيبلغون بتدابير الرد التي اتخذتها موسكو».

ولم تكشف الوزارة ماهية هذه الخطوات لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الخميس ان موسكو سترد «بالمثل». وقال الكرملين أمس ان موسكو ليست من اطلق حربا دبلوماسية على الغرب.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لم تطلق روسيا اي حرب دبلوماسية. روسيا لم تبادر اطلاقا الى تبادل العقوبات».

وأضاف «روسيا أرغمت على اتخاذ تدابير للرد على أعمال واشنطن العدائية وغير الشرعية» مضيفا ان موسكو ترغب في اقامة «علاقات جيدة» وتبقى منفتحة للحوار.

«أنباء سارة»

وأعلن اشخاص في سان بطرسبرغ انهم يؤيدون الخطوة.

وقال فيكتور غلوشكو (60 عاما) «انها أنباء سارة».

وأضاف «لن تسوء العلاقات لأنها لم تكن جيدة أصلا ويمكننا الاستغناء عنهم».

وفي واشنطن قالت الخارجية الأمريكية الخميس ان الخطوة الروسية غير مبررة وإن الولايات المتحدة «تحتفظ بحق الرد».

وقالت المتحدثة هيذر ناورت في تعليق على طرد الدبلوماسيين «من الواضح من القائمة التي تلقيناها بأن اتحاد روسيا غير مهتم بالتحاور في مسائل تهم البلدين».

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز ان طرد روسيا لدبلوماسيين أمريكيين يدل على «تدهور اكبر» للعلاقات بين البلدين.

يوليا سكريبال «تتحسن بسرعة»

والخميس أعلن المستشفى حيث يعالج سكريبال وابنته يوليا (33 عاما) ان الأخيرة «تتحسن بسرعة ولم تعد في حال الخطر» في حين ان والدها سيرغي (66 عاما) لا يزال في حالة خطيرة لكن مستقرة. وقالت بريطانيا ان روسيا تقف وراء عملية التسميم باستخدام غاز نوفيشوك للأعصاب الذي طور في الاتحاد السوفييتي لكن روسيا نفت بقوة ذلك.

وبعد عملية التسميم ردت بريطانيا بإعلانها طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتعليق العلاقات الدبلوماسية الرفيعة المستوى مع موسكو وعدم إرسال أفراد من الأسرة الملكية لحضور كأس العام لكرة القدم 2018 الذي تستضيفه روسيا.

وردت روسيا بإغلاق القنصلية البريطانية في سان بطرسبورغ والمركز الثقافي البريطاني. وكانت روسيا طردت 60 دبلوماسيا أمريكيا أمس الأول وأمرت السفير الأمريكي بإغلاق القنصلية في مدينة سان بطرسبرج الروسية ردا على أكبر عملية طرد لدبلوماسيين منذ الحرب الباردة. وذكر البيت الأبيض أن قرار روسيا أدى إلى مزيد من التدهور في العلاقات الأمريكية الروسية. وقال البيت الأبيض في بيان «رد روسيا كان متوقعا والولايات المتحدة ستتعامل معه». وعلى الرغم من أن هذا الرد يماثل تماما خطوات اتخذتها حكومات غربية ضد دبلوماسيين روس إلا أنه يظهر على ما يبدو أن موسكو لا تسعى إلى تصعيد المواجهة بشأن تسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب في مدينة انجليزية.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية أفادت بأنها قد ترد على «تحرك روسيا المؤسف» مما يثير احتمال تصاعد حدة الأزمة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر ناورت للصحفيين «من الواضح من القائمة التي وصلتنا أن الاتحاد الروسي ليس مهتما بالحوار بشأن القضايا التي تهم بلدينا ... نحتفظ بحق الرد ونبحث خياراتنا».

وأحجمت المتحدثة عن إعلان أي تفاصيل بشأن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية.

وأنحت بريطانيا باللائمة على روسيا في عملية تسميم سكريبال وابنته وأيدتها عشرات من الدول الغربية التي أمرت دبلوماسيين روس بالمغادرة.

وقالت ناورت «الولايات المتحدة اتخذت قرار طرد الجواسيس الروس بالتنسيق مع دول عديدة».

وتنفي موسكو أي دور لها في هذه العملية.

والتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما يبدو بالقواعد الدبلوماسية المتبعة بهذا الرد المتماثل.

ويواجه بوتين اقتصادا متباطئا واستعراضا غير معتاد للوحدة الأوروبية ضم دولا كانت صديقة بشكل تقليدي لموسكو.

وتم استدعاء السفير جون هانتسمان إلى مقر وزارة الخارجية الروسية وإبلاغه بضرورة مغادرة 60 دبلوماسيا من البعثات الأمريكية روسيا خلال أسبوع مثلما طردت الولايات المتحدة 60 روسيا.

وتم إبلاغ هانتسمان أيضا خلال اجتماع مع سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي بأن القنصلية الأمريكية في سان بطرسبرج ستُغلق كرد انتقامي لإغلاق الولايات المتحدة للقنصلية الروسية في مدينة سياتل الأمريكية.

وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي «بالنسبة للدول الأخرى كل شيء سيكون أيضا متماثلا فيما يتعلق بعدد الأشخاص الذين سيغادرون روسيا من بعثاتها الدبلوماسية».

وعثر على سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا في الرابع من مارس الجاري فاقدي الوعي على مقعد خارج مركز للتسوق في مدينة سالزبري.

وطردت بريطانيا، على أثر تحميلها روسيا مسؤولية الهجوم، 23 روسيا قالت إنهم جواسيس يعملون تحت غطاء دبلوماسي.

وردت روسيا التي تنفي تنفيذ الهجوم بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا.

وتسبب الهجوم على سكريبال، وهو عميل مخابرات عسكرية روسية سابق كشف هوية العشرات من العملاء الروس لجهاز المخابرات البريطاني (إم.آي6)، في تدهور العلاقات بين موسكو والغرب إلى مستوى متدن جديد في عهد ما بعد الحرب الباردة.