العرب والعالم

طالبان تحول أنظارها إلى «فراه» بعد ضغط الجيش عليها في «هلمند»

30 مارس 2018
30 مارس 2018

لشكركاه (أفغانستان) - (رويترز) : خلال الأسبوع الماضي أسقطت القوات الجوية الأفغانية أول صاروخ موجه بالليزر على مجمع لحركة طالبان في إقليم فراه بغرب البلاد الذي شهد تزايد حدة القتال منذ بداية العام.

كانت الضربة تطورا مهما بالنسبة للقوات الجوية وسلطت الضوء على تنامي أهمية الإقليم الذي ظهر فيه مئات من مقاتلي حركة طالبان منذ كثفت القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة عملياتها في إقليم هلمند المجاور.

وخلال الشهر الأخير وجه مقاتلو حركة طالبان عدة ضربات لقوات الحكومة.

ويقول مسؤولون في المنطقة إن الحركة تلقت مساعدة من إيران التي تقتسم حدودا طويلة مع الإقليم.

وفي أحد الأسابيع الأخيرة قتل 180 من أفراد الجيش والشرطة وأصيب المئات حسبما أفاد مسؤول أمني كبير طلب عدم نشر اسمه.

وأضاف المسؤول أن عدد القتلى من قوات الأمن في الإقليم قد يصل إلى 250 أسبوعيا.

واستقال حاكم الإقليم من منصبه في يناير وألقى باللوم على التدخل السياسي بينما قال مدنيون إن الوضع ازداد سوءا.

وقال عبد الله وهو صاحب متجر في مدينة فراه «لا نعرف السبب وراء تصعيد العنف لكن أستطيع القول إن الناس مذعورون وإن سكان المدينة لم ينعموا بنوم هادئ منذ شهور بسبب القتال». ويقول عبد الله إنه يجد صعوبة الآن في دفع إيجار متجره.

وأضاف «هناك كثيرون في الوضع نفسه.آلاف الشبان عاطلون عن العمل ويضطرون إما للانضمام لطالبان أو عبور الحدود إلى إيران بحثا عن لقمة العيش».

وتسلط المشكلة الضوء على تحديات أكبر تواجه حكومة كابول وحلفاءها الأمريكيين الذين أعلنوا العام الماضي استراتيجية لإجبار طالبان على الجلوس إلى مائدة المفاوضات من خلال مزيج من الضربات الجوية وزيادة المساعدات للقوات الأفغانية.

وبدأت القوات الأفغانية هذا الشهر عملية جديدة تحمل اسم (مايواند 12)، بدعم من القوات الجوية الأمريكية وبمساعدة من مستشارين أمريكيين، لاستهداف طالبان في منطقتي مارجاه وناد علي في إقليم هلمند وهما بؤرتان ساخنتان.

ومع تصاعد وتيرة العمليات في هلمند أقر مسؤولون غربيون بأن الضغط أجبر المتشددين على التوجه إلى فراه.

لكن المسؤولين يقولون إن تركيز المتشددين على مناطق بعيدة عن ساحات القتال السابقة حيث كانوا يشكلون تهديدا للحكومة يظهر المشاكل التي يعانون منها.

وقال الكابتن توم جريسباك من البحرية الأمريكية والمتحدث باسم عملية الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني «هجمات طالبان في هذه المناطق النائية تمثل خفضا لسقف الطموح بعد فشلها في السيطرة على عاصمة أي إقليم في 2017».

وبدأت الطائرات الأمريكية في الآونة الأخيرة قصف أماكن إنتاج المخدرات في إقليم هلمند لكن زعماء محليين ومسؤولين يقولون إن طالبان ستقاتل باستماتة كي لا تخسر السيطرة على ممرات التهريب التي تدر عليها ملايين الدولارات.

وقال مسؤول أمن أفغاني :هناك مسار لتهريب الأفيون والهيروين من هلمند إلى فراه ثم إلى إيران وستحارب طالبان والمهربون دوما لحمايته.