صحافة

القدس: تهديدات فريدمان مرفوضة وتشكل إفلاسا سياسيا وأخلاقيا

30 مارس 2018
30 مارس 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: تهديدات فريدمان مرفوضة وتشكل إفلاسا سياسيا وأخلاقيا، جاء فيه: التهديدات التي أطلقها السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان ضد الرئيس محمود عباس بإيجاد بديل له في حال مواصلته رفض الإملاءات والشروط الأمريكية والتي هي أيضا إسرائيلية، هي تهديدات تنم عن إفلاس سياسي وأخلاقي وتبجح وغطرسة لم يعرفها العالم حتى الآن إلا من خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتحدى هو وإدارته ومبعوثوه وسفيره في إسرائيل الإرادة الدولية وقرارات ومواثيق الأمم المتحدة وكذلك الأعراف الدبلوماسية العالمية.

فتهديد فريدمان هو تهديد مردود عليه وأجوف وخال من أي آداب ولباقة معروفة عالميا، فأولا إذا كنت حقا تمثل الولايات المتحدة الأمريكية، لدى إسرائيل فإن من أولى واجباتك عدم السكن في المستوطنات التي يُجمع العالم بأنها غير شرعية ويجب إزالتها، والتي كان آخرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334.

فسكنك في إحدى المستوطنات هو دليل على أنك إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، وأنك تسيء إلى الشعب الأميركي، لأنك بتصرفاتك وتصريحاتك وتهديداتك تؤكد أنك إسرائيلي يميني ومتطرف لا فرق بينك وبين المتطرفين اليهود والمستوطنين الذين يعملون كل ما في وسعهم من أجل تصفية حقوق شعبنا الوطنية. ولكن هيهات لهم أن ينجحوا في ذلك، فشعبنا لن يقبل بأقل من دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما أن شعبنا وقيادتنا وجميع فصائل العمل الوطني والإسلامي لا يمكنها أن تسمح لك أو لغيرك بالتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية، فشعبنا وحده وفصائله هي التي تقرر من سيكون الرئيس والقيادة وليس أنت وغيرك كما تدعي.

وهنا لا بد من التأكيد لك بأن أصغر طفل فلسطيني لا يمكنه أن يقبل بأي تدخل خارجي في الشأن الداخلي الفلسطيني، فهو شأن فلسطيني بامتياز.

كما لا بد من التأكيد بأن أي فلسطيني لا يمكنه أن يحل محل القيادة الشرعية الفلسطينية، ويبدو أنك لم تتعلم من تجارب شعبنا وشعوب العالم، فقد حاول الاحتلال الإسرائيلي الذي تمثله وتتساوق معه أكثر من مرة وعلى مدى عقود من الزمن إيجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنه فشل في ذلك، الأمر الذي دعاه إلى الاعتراف بالمنظمة بأنها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

فتهديداتك بإيجاد بديل، هي تهديدات فارغة المضمون والأهداف لأن الاحتلال سبقك في ذلك ولم ينجح، بل اضطر لاحقا إلى الاعتراف بالقيادة الفلسطينية وكذلك الأمر لجولدا مائير التي أنكرت وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني واضطر قادة إسرائيل لاحقا إلى الاعتراف بشعبنا، الذي أثبت أنه شعب حي ويستحق الحياة وأنه لا يمكنه التخلي عن حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

والأجدر بك أن تقف إلى جانب الحق والعدل وتعمل من أجل تحقيق السلام والأمن الدوليين، وليس توتير الأوضاع والعمل على تفجيرها، لأن أي انفجار قادم بفعل سياساتك أنت وإدارتك سيكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على المنطقة بل وأيضا على العالم بأسره وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.