المنوعات

مقال :يوم الأرض

30 مارس 2018
30 مارس 2018

هشام أبو يزن -

أكثر من نصف قرن ونحن ساجدون على بلاط الدم نلملم أشلاء أطفالنا عن طرقاتها ونسقي زيتونها من دمائنا المراقة على أعتابها؛ ليسجل التاريخ عنا أروع وأضخم ملحمة تاريخية سطرها شعب على وجه الأرض، شعب ادخل نضاله إلى مقررات معاجم كل لغات الدنيا ليغير بذلك تاريخا وحضارة، ويدخل ثقافة نضالية في كل بقاع الأرض. إنها رسالة الحرية ورسالة شعب رفض وما زال يرفض الذل والبطش والهوان، إنها الأرض التي ترفض الدخلاء والتي كلما تأصلوا فيها لفظتهم خارج رحمها كطعام فاسد تلقي به داخل جوفها.

سنين عديدة تلك التي مرت وما زال الأمل يظلل الجفون المتأهبة رفعة وعزة، تلك الخطوط التي ارتسمت فوق الجباه السمر التي ما زالت تقبض على حفنة التراب المقدس تجوب تلك الديدان الدخيلة التي تنخر في بنيانها والتي تأكل الأخضر واليابس معا تلك التي انتشرت بين جنباتها تحصد ما زرعنا تستولي على زيتونها وعلى زهر ليموننا وحتى على رائحة البرتقال في يافا وتغتال ورد الدحنون من جبالها وتبصق سمها في عيون صغارها ..

ففي مثل هذا اليوم صدرت في أوائل عام 1975م عن مجلس وزراء الكيان الإسرائيلي خطة لتهويد الجليل ومصادرة 20 ألف دنم من أرضنا الفلسطينية فكانت هذه الخطوط الأولى من وصايا نظرية الاستيطان والتوسع والتي حددها آنذاك بن غوريون بقوله «الاستيطان نفسه هو الذي يقرر إذا كان علينا ان ندافع عن الجليل أم لا» . وتدحرجت كرة الثلج لتقضم من أرض فلسطين إلى أن وصلت إلى جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس ..

في هذا الشهر ذكريات كثيرة الألم، ومعركة الكرامة ، ويوم الأرض ، فالأرض هي العزة والكرامة وتأتينا اليوم صرخة مدوية لأقصى جريح ينادى ويستصرخ الأمة ، فهل من مجيب؟

نحن سنتحمل قدرنا رغم الجراح المثقلة التي نعيشها في فلسطين ، مثل طائر الفنيق الذي ينهض كل يوم من تحت الركام وكلنا أمل وإرادة بأننا سنقيم بإذن الله دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وسنصلي معكم بالمسجد الأقصى المبارك إن شاء الله .