1291523
1291523
الرئيسية

المشغولات الفضية .. واجهة جمالية تزدان بها الأسواق الشعبية في صلالة

30 مارس 2018
30 مارس 2018

حازت على مكانة كبيرة في المجتمع كونها مثلت علامة للزينة والأناقة -

كتب: عامر الرواس -

أهم ما يلفت انتباه السائح في ولاية صلالة عند تجواله في الأسواق الشعبية صناعة الفضيات التي تعرض في واجهة المحلات والتي تتميز بالأصالة والرقي، وتعكس شخصية وثقافة وخصوصية الشعب العماني، وتشمل هذه المعروضات الفضية ما تقتنيه النساء من زينة في مختلف ولايات المحافظة كذلك ما يستخدمه الرجال من أسلحة بالإضافة إلى الأواني المنزلية والمباخر الفضية التي تتميز بها المحافظة، ويحرص السياح والزائرون للمحافظة على شراء المشغولات الفضية رغبة في معرفة خصوصية وهوية المجتمع العماني، وقد كان هناك أسر تمتهن هذه الصناعة وتتميز بها، وكل منهم يضفي عليها ذوقه وفنه وإبداعه، وكانت الدخل ومصدر الرزق الوحيد لهذه الأسر؛ ولذلك أبدعوا فيها وتميزوا، وما زالت خير شاهد على حرفية ومهارة أولئك الصناع.

ومن أهم المشغولات الفضية التي تتميز بها محافظة ظفار (الخرقه) قطعة تضع على الرأس يتوج به رأس المرأة المتزوجة و(الشكة) وتوضع على جبين الشابة غير المتزوجة، وهذا الذي يفرق المرأة المتزوجة عن غير المتزوجة في المناسبات المختلفة، والعفاكيل التي تعصب في نهاية ضفائر الشعر، والشراص التي توضع في جوانب الرأس، والحريزات وخواتم أصابع الأيدي، ولكل أصبع خاتم مميز، وله اسم مختلف عن الآخر، وخواتم لأصابع القدمين لها نفس الخصائص، والأقرط التي تزين الأذن وتسمى بالمعاجل والتراكي، وما تلبسه المرأة في عنقها من رهينة عبارة عن عملات فضية منقوشة ومصممة بأشكال جميلة. كذلك هناك المرية والحروز وغيرها من القلادات التي تزين صدر المرأة، وهناك الأساور المختلفة من بناجر وصقلات وغيرها من الحلي الذي يزين معصم المرأة، وقد احتلت الصناعات الفضية في ظفار مكانة كبيره في المجتمع؛ لما تتسم به من مظاهر الزينة والأناقة، كما أنها عملة ثمينة قابلة للتداول في المعاملات بين الأفراد في المجتمع قبل ظهور العملات النقدية الحديثة، ونظرا لسهولة الفضة وبساطة تطويعها فقد انتشرت صناعتها بشكل واسع منذ القدم في كل من مدن وقرى ظفار، وعلى وجه الخصوص صلالة ـ طاقة ـ مرباط ـ سدح ـ رخيوت رغم وجود المعادن النفيسة الأخرى.

وكانت الأدوات التي تستخدم في تلك الصناعات في غاية البساطة، ومن أهمها الكانون شبيه بالشواية يوضع عليها الجمر لإذابة الفضة والملقاط والمنفاخ والأملاح والرمل، وكلها مواد متوفرة في البيئة ومصنوعة محليا.

وهنا يتم صهر الفضة في معامل خاصة متواضعة، وذلك بجعلها في بوتقة على النار شديدة الحرارة من الفحم المحلي، ويتم بواسطة تسليط اللهاب (الكير) عليها، حيث تتحول إلى شرائح وسبائك، ويتم قطعها وفقا للحاجة ونوعية الحلي المطلوبة. بعد ذلك تظهر التصميمات المختلفة كالترصيع بالفصوص المحفورة بالنقوش وأسلاك فضية مشبوكة، وهنا تغرز بأشكال معينة من حبيبات المرجان البارزة الجميلة، ويتم لحمها حسب الطراز المطلوب.

وتدخل حبيبات المرجان الطبيعي في الزينة لرصها صفوفا بين الحلي المختلفة مثل الرهينة سواء من الذهب أو الفضة وكذلك الأساور مما يضيف ميزة جمالية؛ لتعكس زينة وبهاء على روعة الحلي نفسها، حيث تزين حواشي الصناعات الفضية بزخارف ونقوش بديعة في غاية الزينة والجمال من خلال تشكيلات فنية مختلفة على شكل خطوط ورموز أو في شكل أزهار.

وبواسطة هذه الإمكانيات البسيطة تمكن الصناع العمانيون من إخراج مشغولات رائعة الجمال. من جانب آخر تأتي صناعة الخناجر والسيوف التي تمثل شعار المواطن العماني، وتعتبر جزءا لا يتجزأ منه، حيث تعتبر الزي الرسمي له في مختلف المناسبات العامة والخاصة.

وهناك العديد من الخناجر التي تشتهر بصناعتها المحافظة شأنها شأن معظم الولايات العمانية التي تشتهر بصناعتها، وتختلف أسعارها حسب قيمة رأس الخنجر، فهناك القرن (الستيفاني) الذي يصل قيمته إلى نحو1000 ريال، ويستجلب من سواحل أفريقيا، ويؤخذ من حيوان وحيد القرن، ونتيجة لمنع صيد وحيد القرن تم التعويض عنه صناعيا بالقرن الأمريكي وأصبحت قيمته أغلى من قرن الفيل (العاج)؛ لأن العاج قابل للكسر والتفتت بينما الآخر صلب ومتين.

وعلى الرغم من دخول الأيادي الأجنبية في امتهان هذه المهنة في محافظة ظفار إلا أنها ما زالت تحافظ على هويتها العمانية الأصيلة، كما يوجد هناك العديد من الخناجر التي تباع كهدايا تذكارية ورخيصة الثمن يمكن لمعظم السياح شراؤها كتذكارات تذكره برحلته إلى صلالة أرض الطبيعة والضباب.