1292150
1292150
العرب والعالم

تجهيز المخيمات للاجئين الفلسطينيين قرب حدود غزة استعدادا لـ «مسيرة العودة» اليوم

29 مارس 2018
29 مارس 2018

الجليل تحتفي بيوم الأرض تحت عنوان «البقاء والصمود» -

غزة - القدس - (أ ف ب): يقيم الفلسطينيون مئات الخيام على بعد مئات امتار من الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل امس معلنين عن اطلاق مسيرة عودة اللاجئين الفلسطينيين لبلداتهم التي هجروا منها قبل سبعين عاما.

وتبدأ هذه الاحتجاجات الجمعة حيث يحيي الفلسطينيون «يوم الارض» في ذكرى مقتل ستة من ابنائهم برصاص القوات الاسرائيلية في 30 مارس 1976 بمواجهات عنيفة ضد مصادرة أراض من قبل الدولة العبرية.

ويؤكد المنظمون ان هذه الاحتجاجات ستستمر لمدة 6 اسابيع تنتهي بحلول ذكرى النكبة في 15 مايو المقبل.

ومن المتوقع ان يشارك مائتا ألف لاجئ من سكان قطاع غزة اليوم في هذه المسيرات بحسب طاهر سويركي عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة.

وحذر رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت الاربعاء من ان الجنود الإسرائيليين سيطلقون النار اذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرا.

وقال خالد البطش رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة «نحن خرجنا قبل 70 سنة واليوم قررنا العودة الجماعية لبلادنا سنحول هذا الوضع لكر وفر ولن يستطيع احد إرجاعنا وسنقطع الأسلاك وستتحول الحدود الى حالة مواجهة دائمة».

وأشار الى ان الجمعة ستشهد إطلاق مسيرة العودة لمناسبة «يوم الأرض» و«ستبلغ الذروة يوم 15 مايو بمناسبة الذكرى الـ 70 للنكبة».

الا ان القيادي في حماس والعضو في الهيئة المنظمة للمسيرة صلاح البردويل قال «نحن لا نخطط لاقتحام الحدود وسنحافظ على الطابع السلمي لمسيرة العودة والمخيمات».

وقال ايزنكوت الأربعاء «لن نسمح للكتل البشرية بتدمير السياج او الاقتراب من القرى والبلدات اليهودية الحدودية المتاخمة لقطاع غزة والتوجهات هي استخدام القوة».

وقد انتهى مئات العاملين والمتطوعين، مزودين بجرافات وآليات عديدة من اقامة المخيمات الخمسة والتي تبعد نحو 700متر من الحدود الشرقية للقطاع مع اسرائيل.

ويقع احد هذه المخيمات بالقرب من منطقة كارني شرق مدينة غزة بينما يمتد اخر بالقرب من معبر بيت حانون (ايريز) في شمال القطاع ، وشرق مخيم البريج (وسط) وشرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع.

ويضم كل مخيم من هذه المخيمات الخمسة خيمتين كبيرتين ذات اللون الأبيض احداها للنساء والأطفال وهما مزودتان بالفراش والأغطية الى جانب نحو 100 خيمة صغيرة .

وأقام المنظمون ثلاثين دورة للمياه وحمامات في كل مخيم وزودت كل مخيم بمولد كهربائي كبير وخزانات مياه للشرب والغسيل، كما جهزت غرفة للدفاع المدني والاطفائية وخيمة مخصصة للفريق الطبي وأخرى لتقديم الخدمات والطعام.

كما ستقوم الهيئة العليا بتوزيع 250 ألف وجبة طعام على المشاركين بحسب سويركي.

ومنذ الصباح زار المخيمات مئات الفلسطينيين عشرات منهم وصلوا الى المناطق المحاذية للحدود بينما كانت حفارات وجرافات اسرائيلية تواصل أعمال الحفر وإقامة سواتر رملية.

ويمكن مشاهدة العديد من المواقع العسكرية الاسرائيلية المحاطة بجدران اسمنتية في وقت تقوم عربات عسكرية بدوريات قرب السياج والجدار الاسمنتي الحدودي.

وأطلق جنود اسرائيليون النار تجاه شخصين اقتربا من الحدود شرق غزة ما اسفر عن اصابة احدهما وفق مصدرين امني وطبي.

وصباح امس اطلق مئات المواطنين الفلسطينيين بينهم عشرات النساء يعتمرن الكوفية، طائرات ورقية تحمل ألوان العلم الفلسطيني في الهواء وكتب على بعضها «عائدون».

وقد شكلت الهيئة العليا فرقا لحفظ النظام ومساعدة قوة «الضبط الميداني» التابعة لأجهزة امن وشرطة حماس التي تديرها حماس والتي ستتولى ضبط الأمن.

وستتولى هذه الفرق الامنية وفق مسؤول امني منع اي شخص الاقتراب من الحدود بثلاثمائة متر على الاقل.

ويقول الحسني «سنساعد الأمن في عدم حدوث اية تجاوزات».

وقال عامر شريتح عضو اللجنة التنسيقية الدولية للمسيرة «سيتم اقامة سواتر رملية في بعض المناطق لحماية المدنيين من اي اطلاق نار من الاحتلال وكذلك لمنع المواطنين من تجاوز المنطقة المحددة لهم» وتابع «الحشود سيدة نفسها وهي التي تقرر ان تبقى في الخيام او ان تزحف نحو البلدات التي هجروا منها».

ويقول البردويل «مسيرة الجمعة هي بداية الزحف للعودة ونحذر الاحتلال ان يرتكب حماقات بحق أبنائنا ونسائنا وأطفالنا نحن مسيرة شعبية ولا نحمل السلاح وهذه قاعدة اشتباك جديدة يجب الا يتخطاها الاحتلال».

وفي تغريدة على تويتر قال القيادي البارز في حماس موسى ابو مرزوق «اتصل بي أكثر من مسؤول غربي ناصحا بوقف مسيرة العودة لعدم زيادة التوتر والتصعيد على حدود قطاع غزة» دون اي تفاصيل اكثر.

وأضاف ابو مرزوق «اتصل اسرائيليون بعدد من سائقي الباصات في قطاع غزة محذرين إياهم من نقل أبناء القطاع إلى الحدود لكن اشواق أبناء فلسطين في العودة لديارهم تغلب كل التحذيرات والتهديدات».

ويقول شريتح ان «الناس سيأتون الى المخيمات بواسطة حافلات وسياراتهم الخاصة وعربات يجرها حمير وعلى دراجاتهم ، كما سيأتي الكثير منهم مشيا على الأقدام».

ووقعت ثلاثة أحداث خلال الأسبوع رفعت من منسوب التوتر بين حماس واسرائيل، فقد تسلل الثلاثاء 3 فلسطينيين من قطاع غزة ودخلوا الأراضي الاسرائيلية مزودين بقنابل يدوية وسكاكين، وقام الجيش الإسرائيلي باعتقالهم.

والتسلل من قطاع غزة هو الثاني خلال ايام بعدما تمكن 4 فلسطينيين السبت من التسلل الى اسرائيل ثم العودة الى قطاع غزة.

في ذات السياق تنظم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بمناسبة يوم الأرض الجمعة مسيرة مركزية في مدينة عرابة في الجليل الأسفل، شمال اسرائيل، تنطلق عند الساعة 4 بعد الظهر من مركز المدينة.

ودعت اللجنة الفلسطينيين داخل اسرائيل الى أوسع مشاركة لإحياء الذكرى 42 ليوم الأرض تحت عنوان «من أجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لنا سواه.»

يصادف يوم الارض في الـ 30 من مارس ويحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الأسفل ضد أمر بمصادرة الاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف وهو من أخصب الأراضي الزراعية، فاندلعت هبة شعبية في ذلك اليوم من سنة 1976 قتل فيها ستة فلسطينيين وأدت الى تراجع اسرائيل عن مصادرة الأراضي.

وقالت اللجنة ان المسيرة ستبدأ «بزيارة أضرحة شهداء يوم الأرض، بينما ستبدأ المسيرات المحلية في سخنين وعرابة ودير حنا في حوالي الساعة الثالثة عصرا».

وأكدت اللجنة «يوم الارض الخالد، هذه الذكرى التاريخية، العنوان الاكبر لمسيرتنا الكفاحية، من اجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لنا سواه. خاصة وأننا ما زلنا نخوض معارك، من اجل الحفاظ على القليل المتبقي من أرضنا».

وسينطلق مهرجان مركزي في النقب جنوب البلاد في راس جرابا شرق مدينة ديمونة .

ويوم السبت سيقام مهرجان مركزي في أراضي الروحة جنوب مدينة حيفا حيث يكافح الأهالي للحفاظ على ما تبقى من أراضيهم.

وقالت اللجنة انه في الروحة «تشتد المؤامرة على ثلث المساحة المتبقية بأيدي أصحاب الاراضي، فخط الكهرباء الذي تريد السلطات تمريره من أراضي الروحة، سيشل استخدام حوالي 5 الاف دونم، معظمها من الأراضي الزراعية، من أصل 15 ألف دونم».

واستعرضت اللجنة الظروف التي يعيشها العرب في اسرائيل في ذكرى يوم الارض «في ظل استمرار معركتنا على ما تبقى من أرض مهددة بالمصادرة، والمعركة على توسيع مناطق نفوذ مدننا وبلداتنا لتستعيد بعضا من أراضينا المصادرة».

وأشارت الى أن «خطر الهدم ما زال يتهدد عشرات الاف البيوت العربية، التي بنيت اضطرارا من دون ترخيص، كما ان المعركة مستمرة لإنقاذ مقبرتي عزالدين القسام في حيفا، وطاسو في يافا، وإنقاذ ما تبقى من مقابر ومساجد وكنائس في القرى الفلسطينية المدمرة».

وأكدت اللجنة «نحن كلنا مستهدفون من هذه المخططات، وتصدينا شعبيا لها، هو واجب أخلاقي ووطني».