1292138
1292138
العرب والعالم

الكوريتان تتفقان على عقد قمة في 27 أبريل

29 مارس 2018
29 مارس 2018

بعد لقاء رفيع المستوى بين الجانبين -

سول - (أ ف ب): اتفقت الكوريتان الجنوبية والشمالية امس على عقد قمة في 27 أبريل اثر لقاء رفيع المستوى بين الجانبين في المنطقة المنزوعة السلاح بعد زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون المفاجئة إلى بكين.

واكد بيان مشترك قرأه رئيسا الوفدين كل بدوره «نزولاً عند رغبة قائدي البلدين، اتفق الجنوب والشمال على عقد قمة الجنوب-الشمال 2018 في 27 أبريل في دار السلام في بنمونجوم» في الجنوب.

واللقاء بين كيم جونغ أون ومون جاي إن رئيس كوريا الجنوبية سيكون الثالث من نوعه ويفترض أن يتبعه لقاء تاريخي في مايو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. والقمة الكورية ستجعل من كيم أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ نهاية الحرب الكورية رغم أن كوريا الشمالية تقول ان جد الزعيم الحالي كيم ايل سونغ زار سول مرارا بعد أن سيطرت عليها قواته مرتين. ولم يتفق الجانبان أمس على جدول أعمال القمة لكن رئيس وفد الجنوب تشو ميونغ جيون قال للصحفيين انهم اتفقوا على انه ينبغي تمكين الرئيسين من خوض «محادثات صريحة حول كافة المسائل»، وأضاف أن ذلك يمكن أن يشمل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وقال رئيس وفد كوريا الشمالية ري سون غوون أن «ما يريده الشعب هو جدول أعمالنا».

وسيعقد الجانبان جولة جديدة من المحادثات الأربعاء المقبل لمناقشة مسائل تشمل البروتوكول والأمن. وعقد اجتماع امس في جناح التوحيد في الجانب الشمالي من مدينة بنمونجوم حيث قال رئيس وفد الشمال ري سون غوون انه «خلال الأيام الثمانين الماضية تقريبا، شهدت العلاقات بين الكوريتين العديد من التطورات غير المسبوقة».

وتنظم القمة الشهر المقبل بعد قمتين كوريتين في 2000 و2007، وحقق الشمال منذ ذلك الحين تقدما كبيرا في تطوير أسلحته النووية والبالستية وهو ما عرَّضه لسلسلة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وغيرها، كما أججت الحرب الكلامية بين كيم وترامب التوتر في المنطقة العام الماضي.

ولكن سرعان ما شهد البلدان تقاربا خلال الألعاب الأولمبية الشتوية التي نظمت في الجنوب وتسارعت الأحداث مع تكثيف الزيارات بين الجانبين. وتوجه فريق من الكوريين الجنوبيين امس إلى الشمال للمشاركة في حفلات غنائية في بيونج يانج.

ورحبت بكين بإعلان عقد القمة وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لي كانغ ان تحسين العلاقات بين الكوريتين «سيعزز فرص السلام والاستقرار الإقليميين»، وأضاف «نعتقد انه يخدم المصالح المشتركة وكذلك الوضع الإقليمي». ووصل أمس إلى سول كبير دبلوماسيي الصين مستشار الدولة يانغ جيشي لاطلاع مون على مجريات زيارة كيم إلى بكين ولقائه الأول مع الرئيس شي جينبينغ، في أول زيارة كذلك إلى الخارج منذ تسلمه السلطة اثر وفاة والده كيم جونغ ايل في 2011. لقد وقفت الصين على الدوام إلى جانب كوريا الشمالية في المحافل الدبلوماسية وحافظت على علاقاتها التجارية معها ومدتها بالمساعدات لكن العلاقات تأثرت بسبب برامج بيونج يانج العسكرية وبدء الصين تطبيق عقوبات دولية بحقها. مع ذلك، أشاد الزعيمان بالعلاقات التاريخية بين بلديهما وقبل شي دعوة كيم لزيارة بيونج يانج، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية. ونقلت الوكالة عن كيم قوله «ليس هناك أدنى شك في أن أول زيارة لي إلى الخارج يجب أن تكون إلى العاصمة الصينية... هذا واجب مُشرِّف». واكد كيم انه «ملتزم نزع السلاح النووي» في شبه الجزيرة الكورية، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة ولكنه قال أن ذلك متوقف على اتخاذ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة «تدابير تدريجية ومتزامنة من اجل تحقيق السلام». وقال محللون أن الجانبين سعيا إلى عقد اللقاء، بيونج يانج من اجل ضمان تأييد بكين ودعمها والصين من أجل حماية مصالحها في ما تعتبره باحتها الخلفية. وقال روبرت كيلي المحاضر في جامعة بوسان ناشونال يونيفرسيتي في كوريا الجنوبية أن «شي ما كان سيوافق على اللقاء لولا اهتمام الصين فعليا بالقمتين المقبلتين ورغبتها في أداء دور ما في هذا الإطار». وكتبت صحيفة جونغ انغ الكورية الجنوبية الخميس أن اللقاء «يزيد تعقيد الوضع لأن شي جعل نفسه فجأة طرفاً في المفاوضات. الصين لن تكتفي بموقف المتفرج».