1291604
1291604
المنوعات

مهرجان طاقة يحتفي بالفنون التقليدية ويستحضر الحياة القديمة

29 مارس 2018
29 مارس 2018

دخل أسبوعه الثاني وسط حضور جماهيري كبير -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

دخل مهرجان طاقة في نسخته السادسة 2018م أسبوعه الثاني على التوالي وسط إقبال كبير من الزوار الذين أبدوا ارتياحهم لما شاهدوه من مناشط مختلفة تمثلت في الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية والدينية، فضلا عن إبراز الموروث الشعبي والمشغولات اليدوية والحرف والصناعات التقليدية والفنون وريادة الأعمال والمرأة والطفل والبيئات الحضرية والريفية والبحرية.

سعى مهرجان طاقة إلى أبراز طاقات الشباب الذين هم عماد الوطن وسواعده من خلال عطائهم مساحة كبيرة وإظهار هذه الطاقات الكامنة التي بلا شك ظهرت واقعا ماثلا خلال فعاليات المهرجان.

تضمن المهرجان العديد من الفعاليات الجديدة التي أضفت جوًا جميلا لمرتاديه، فهناك البيئة الريفية بمختلف فنونها، والبيئة البحريّة بتفاصيلها المختلفة ومهارات الخيل والعروض المسرحية والأمسيات الشعرية والمسابقات الثقافية والمحاضرات الدينية والفقرات الترفيهية والألعاب الكهربائية والمجسمات الرملية ومعرض الحرفيات والمأكولات التقليدية بالإضافة إلى المورثات التراثية، وغيرها من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الفرق التقليدية العمانية التي قدمت فنونها المميزة ومنها فرقة الأحبة للفنون التقليدية من ولاية صحم، حيث قدمت فنونها المميزة ورقصاتها الحماسية مثل فن العازي والرزحة حيث أطربت جمهور المهرجان وزواره، وستواصل تقديم عروضها حتى نهاية المهرجان، وتتضمن الفنون التقليدية التي تشتهر بها محافظتا جنوب وشمال الباطنة.

بالإضافة إلى بعض الفنون مثل فن الشرح الحضرمي مع فرقة حضرموت للفنون التقليدية حيث قدمت عروضها والتي حازت على اهتمام زوار المهرجان حيث تزخر الساحة الفنية اليمنية بالعديد من الألوان الفنون والتي تشابه إلى الحد الكبير مع الألوان العمانية المحلية حيث قدمت العديد من الفنون أهمها «العدة» و«الغية» بالإضافة إلى الرقصات البحرية «الفياضي» وهي فنون شعبية يمنية كما تضمن فعاليات مهرجان طاقة السادس قرعة بطولة الأندية للاعبين القدامى لكرة القدم الشاطئية والتي تشارك فيه مختلف أندية المحافظة بالعديد من اللاعبين أمثال حمتوت جمعان وأحمد الـبرك وعلي المعمري وفوزي بشير وهاني الضابط والعديد من الأسماء الشهيرة، كما تضمنت فعاليات المهرجان كذلك البطولة الأهلية والتي تم استحداثها هذا العام بمشاركة فرق الولاية ونياباتها.

وكان للبيئة البحرية في مهرجان طاقة حضور من خلال عرض جميع الأدوات التي تستخدم في عملية الصيد وأولها السنبوق وهو مركب الصيد المستخدم في رمي الشباك في البحر، ويحمل غالبا 8 إفراد.

ويصنع قديما من خشب «الأمبي» الذي يجلب من عدن ، وكان من أشهر صانعي السنبوق في ولاية طاقة وفي محافظة ظفار كل من عوض بن عبدالله بن عوض النجار، وعوض بن رجب بن رمضان والمعروف بلقب النجار.

ومن البيئة البحرية نستدل ببعض المصطلحات المتداولة والأدوات المستخدمة فالحبال تصنع من ليف سعف النارجيل أو كما يطلق عليها محليا « الكمبر»، أما الشلمان فهي الأداة التي تقوم بعمل المسامير حاليا ، حيث توصل أجزاء المركب أو السنبوق بعضا ببعض ، وكانت تصنع من شجر التين المحلي ، و الهيرب الجزء السفلي من المركب وفي العادة يصنع من خشب شجرة « الصغوت» ، والضاغية عبارة عن مجموعة صيد السردين أو العومة ، وينقسمون 8 أفراد على ظهر السنبوق ويعرفون بالبحارة ، و12 آخرون على البر ويطلق عليهم النواخذة . أما المخرات فهي عبارة عن جرار من السعف توضع على ظهور الجمال أو الركاب قديما، حيث يحمل عليها ما تم صيده من أسماك السردين وتعتبر المخرات وحدة قياس كمية الصيد.

عادات صيد الضاغية

كذلك هناك عادات مرتبطة بأسلوب صيد الضاغية قديما حيث تقوم الضاغية في اليوم الأول من بداية موسم صيد السردين بوهب مجموع ما تم اصطياده إلى الأهالي المحليين كنذر خير للموسم الجديد . ويبدأ موسم صيد السردين أو الضواغي من شهر نوفمبر وينتهي في مايو بحلول نجم الصرفة في كل عام . ويسمى قائد الضاغية أو المجموعة بالزعيم.

الجريف

تسمى عملية إصلاح شباك الصيد بالجريف، فبعد عملية الصيد وافراغ الجريف تتم عمليات إصلاحه من بعض الخروقات وتعرف محليا «الكادة» . ويصنع الجريف في السابق من القطن بواسطة أداة « الديلي» حيث ينسج محليا سواء في الولاية نفسها أو يحضر من صلالة. أما شلة السنبوق فهي الاحتفال المصاحب لإطلاق المركب السنبوق الجديد بعد الانتهاء من صنعه من قبل النجار أو الحرفي . ويشارك العديد من الأهالي في تدشين الرحلة الأولي للمركب في البحر و إيذانا بدخوله للخدمة .

ويعد مهرجان طاقة ملحمة وطنية وتجسيدًا لروح العمل الجماعي من أبناء الولاية الذين دائمًا سبّاقون لكل ما من شأنه أن يخدم الولاية، وذلك من خلال الحضور والمتابعة المستمرة للفعاليات المقامة خلال فترة المهرجان وقد شهد المهرجان حضورا كبير من قبل الأفواج السياحية الشتوية التي تزور المحافظة خلال هذه الفترة، والمهرجان كان فرصة للتعريف بالتراث ليبقى متوارثا بين الأجيال المتعاقبة.