1290304
1290304
الرياضية

الإصرار مفتاح الانتصار .. والأحــمر بالصدارة الآســيوية يتزيـن !

28 مارس 2018
28 مارس 2018

متابعة: ياســــر المـنـــا -

نجح المنتخب الوطني في إنهاء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا في صدارة مجموعته بعد الفوز على فلسطين (1- صفر) الثلاثاء على أرض مجمع السلطان قابوس ببوشر في الجولة السادسة والأخيرة ضمن تصفيات أمم آسيا 2019 بالإمارات. أحرز هدف المباراة الوحيد خالد الهاجري آخر دقائق المباراة من الشوط الثاني، ليقود الأحمر إلى تحقيق فوز مثير وجميل في الوقت الصعب.

تصدر الأحمر مجموعته بعد أن أضاف لرصيده ثلاث نقاط ليصبح رصيده 15 نقطة، وهو نفس رصيد منتخب فلسطين صاحب المركز الثاني الذي تأهل أيضا إلى النهائيات.

حمل الشوط الثاني النهاية السعيدة للمنتخب العماني، حيث جاء الهدف الوحيد في الدقائق الأخيرة من المباراة، وكاد المنتخب الفلسطيني أن يسجل التعادل بردة فعل سريعة، ولكن فايز الرشيدي استطاع تفادي الهدف في واحدة من أجمل لقطات المباراة.

واختتمت التصفيات بالصدارة العمانية لتكون عاملا مساعدا للمنتخب في تحسين التصنيف الدولي وتحسين وضعيته في قرعة نهائيات الأمم الآسيوية التي ستجرى قريبا في دولة الإمارات المستضيفة ليصطاد المنتخب أكثر من عصفور بحجر واحد في الموقعة الآسيوية الفلسطينية.

ورغم أن الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي إلا أن الاستحواذ كان في صالح المنتخب العماني الذي قدم مستويات شبه جيدة، واستطاع الحفاظ على بريقه بعد التتويج بكأس الخليج.

حملت المباراة المثيرة الكثير من العناوين وأبرزها التأكيد على عودة بطل الخليج ليتوهج من جديد ويؤكد براعته وقدراته الفنية الكبيرة في قهر منافسيه وتحقيق الفوز عليهم مهما كانت ظروف الملعب صعبة وقاسية.

جاء الفوز المثير بعد رحلة كفاح وجهد أحمر استمر يبحث عن الشباك الفلسطينية طوال التسعين دقيقة، وهو ما بدا صعبا وغير ممكن بسبب التكتل الدفاعي الفلسطيني المستمر بيقظة وصلابة دفاعا عن الشباك.

لعب الأحمر بجدية منذ الدقائق الأولى، وكانت له السيطرة شبه الكاملة على الكرة منذ إعلان الحكم عن بداية المباراة، وكان الأكثر استحواذا على الكرة، ويتنوع في التمرير والمحاولات للوصول الى شباك فلسطين.

تميز عطاء نجوم الأحمر بالإصرار والروح القتالية العالية والرغبة في تحقيق النتيجة الإيجابية فظلوا في حالة ركض مستمر وسعي جاد من أجل الوصول إلى الشباك الفلسطينية وتسجيل الهدف الذي يؤمن لهم الصدارة.

ظهر المنتخب الوطني في لياقة بدنية عالية، واستمر في تقديم نفس أسلوبه الذي قاده للفوز ببطولة كأس الخليج بتقارب الخطوط والضغط الجماعي على المنافس، وهو ما يعد أساس خطة الهولندي فيربيك الذي يعتمد على جماعية الأداء وقوة الدفع الكلية لتحقيق النتيجة الإيجابية في المباريات.

عززت النتيجة الإيجابية للمنتخب الوطني أمام فلسطين الثقة في نفوس اللاعبين التي كسبوها بفوزهم ببطولة كأس الخليج وجعلتهم أكثر حرصا على الأداء الطيب وتقديم ما يؤكد صحوة الأحمر وقدرته على العودة من جديد بقوة للملاعب القارية والدولية.

الفوز في المباراة التنافسية الأخيرة للمنتخب الوطني سيضعه أمام تحد كبير هو ترقب الظهور في نهائيات أمم آسيا بعد عدة شهور تفرض عليه أن يستثمر المعنويات والطموحات في عمل فني مكثف وترتيب أفضل للأوراق بمعالجة كافة السلبيات خلال فترة التحضيرات التي يتوقع أن تشهد العديد من التجارب الودية القوية.

الوهيبي .. اهتمام ومتابعة وتهان -

ظل رئيس اتحاد الكرة سالم الوهيبي يتابع تدريبات المنتخب وتحضيراته لمواجهة فلسطين وتقديم الدعم المعنوي للجهاز الفني واللاعبين لمواصلة صحوتهم، وليستمروا في تحقيق النتائج الإيجابية عقب فوزهم ببطولة كأس الخليج. عقب نهاية المباراة قدم رئيس اتحاد الكرة التهاني للجهاز الفني واللاعبين على الانتصار الرائع الذي حققوه على منتخب فلسطين مشيدا بالأداء القوي خلال التسعين دقيقة والإصرار على النتيجة الإيجابية. وأشاد الوهيبي بالنتيجة الإيجابية التي منحت الأحمر صدارة مجموعته الرابعة وسيكون لها الأثر الإيجابي في تحسين تصنيف المنتخب الدولي.

دعم جماهيري .. وتشـجـيع قـــوي -

واصلت رابطة المنتخب الوطني دورها الكبير في دعم اللاعبين وتشجيعهم خلال مباراة فلسطين بذات الإيقاع والنسق الذي كانت عليه في بطولة كأس الخليج بالكويت. تواجدت الرابطة بقوة ونجحت في قيادة الجماهير المقدرة بعشرة آلاف مشجع التي حضرت المباراة من خلال ترديد الأهازيج والأناشيد المحفزة للاعبين.

استمرت الجماهير في دعم اللاعبين طوال وقت المباراة، وظلت تطالب اللاعبين بالاستمرار في القتال واللعب بقوة من أجل تحقيق الانتصار ورد الاعتبار بعد الخسارة في الذهاب أمام فلسطين في رام الله.

الهاجري: سعيد بالتسجيل وشكرا للجماهير -

تحدث لاعب المنتخب الوطني خالد الهاجري وصاحب هدف المباراة الوحيد في المؤتمر الصحفي مشيرا إلى أنهم واجهوا منافسا قويا وصعبا ويلعب بصورة منظمة وسعداء بتفوقهم ونجاحهم في الفوز عليه.

ذكر الهاجري أنهم لعبوا بجدية وحرصوا على التأكيد على أن مستوى الأحمر في تصاعد عقب فوزه ببطولة كأس الخليج، والتزموا بتعليمات المدرب في المباراة، وهو ما ساعدهم كثيرا في التغلب على ظروف المباراة الصعبة.

أكد مهاجم المنتخب الوطني أنه لم يحصل على الكثير من الفرص خلال المباراة؛ بسبب اللعب الدفاعي الفلسطيني الضاغط، وعندما وجد الفرصة استثمرها وسجل منها الهدف الذي اعتبره نتيجة جهد جماعي يحسب لكل الفريق.

اللمسة الأخيرة .. السؤال المتكرر -

استمر المدرب الهولندي بيم فيربيك في لقاء فلسطين على ذات نهج كأس الخليج بالضغط على منافسه في وسط الملعب وإجباره على الوقوع في الأخطاء ومن ثم الوصول إلى شباكه.

ضغط الأحمر بصورة متواصلة ومكثفة في الشوط الأول، وهاجم مرمى فلسطين من كل الجهات عبر الكرات المعكوسة أو الاختراق إلا أن اللمسة الأخيرة كانت غائبة كما أن دفاع منتخب فلسطين كان في تركيز جيد، ونجح في التعامل مع المحاولات الحمراء والتصدي لكل الجهود التي كانت تبحث عن هدف أحمر.

عدم تمكن الأحمر من استغلال سيطرته والاستفادة من الفرص المتوالية التي يحصل عليها أدت إلى ظهور بعض علامات عدم الرضاء والحديث عن مشكلة اللمسة الأخيرة التي ظلت دائما العقبة التي تجعل تحقيق النتائج الإيجابية أمرا صعبا.

تكتل ودفاع فلسطيني -

حافظ المنتخب الفلسطيني على تشكيلته التي شاركت في الشوط الأول مع بداية الشوط الثاني، وحافظ أيضا على أسلوبه الدفاعي والتكتل أمام مرماه بغية إفساد أي محاولة حمراء تستهدف الوصول إلى شباكه الصامدة.

واصل المنتخب سيطرته المتواصلة على الكرة، واستمر في تمريراته القصيرة والطويلة مع اعتماد المنتخب الفلسطيني في بعض الأحيان على الإرسال الطويل بحثا عن مساحات في عمق دفاع المنتخب الوطني.

كان واضحا أن المنتخــــب الفلسطيني يلعب من أجل التعادل واضعا في ذهنه نتيجة فوزه في لقاء رام الله الذي يمنحه صدارة المجموعة في حال التعادل، وهو ما حفزه على مضاعفة الأداء الدفاعي عبر تواجد أكثر من خمسة لاعبين في منطقة الوسط يقومون جميعا بأدوار دفاعية فيما يعتمد في الهجوم على الهجمات المرتدة والإرسال الطويل.

التنظيم.. ملاحظات وعلامات استفهام -

شهدت مباراة المنتخب الوطني وضيفه الفلسطيني بعض المشاكل التنظيمية المتمثلة في دخول الجماهير التي تكدست على بعض الأبواب، وهو ما أدى إلى تأخر دخولها إلى المدرجات إلى ما بعد بداية المباراة.

استمر سوء التنظيم في تخصيص الأماكن المقررة للإعلاميين، حيث تواجد الجمهور في معظم المقاعد، ولم تكن هناك أي خصوصية للإعلام ليقوم بمهمته في تغطية أحداث المباراة، وامتدت مشكلة الإعلام إلى غياب الإنترنت في المركز الصحفي مما أدى إلى صعوبة مهمة الإعلاميين الذين حضروا المباراة.

حديث النجوم..  الإصرار على الفوز -

قال قائد الأحمر أحمد كانو: نبارك للاعبين ونبارك للجماهير العمانية الوفية، كما أنني أشكر كل من وقف معنا للخروج بالصورة المشرفة والفوز بالنقاط الثلاث».

وأكمل: «بالنسبة للمنتخب الفلسطيني لقد ظهر بصورة منظمة منذ بداية التصفيات، وواجهنا صعوبة من أجل الفوز، ولكننا مطالبون بالاستمرار على نفس المنوال».

وأشار زميله محمد المسلمي إلى أن المباراة كانت صعبة، وكان الشوط الثاني سريعًا والمهم بالنسبة لنا أننا حققنا النقاط الثلاث، وتصدرنا المجموعة.

وأضاف: «هذا هو الظهور الثاني لنا بعد كأس الخليج، وأثبتنا للجميع أننا بالفعل في الخط التصاعدي».

وتابع: في الشوط الأول كانت ملاحظة المدرب لنا أننا متميزون وصنعنا فرصًا ولكننا عانينا من البطء وفـي الشوط الثاني تجاوزنا تلك المحنة واستطعنا تسجيل هدف الفوز.

الضربات الركنية .. الرقم القياســـي -

ضرب المنتخب الفلسطيني رقما قياسيا في إخراج الكرة إلى الركنية، ووصلت الضربات الركنية إلى رقم عجز معظم الحاضرين عن عده لتوالي الضربات الركنية وفي بعض الأحيان ثلاث ضربات في الدقيقة الواحدة.

استمر مسلسل الضربات الركنية في الشوطين الأول والثاني، ولكن الأمر لم يختلف عن السابق خطورة دون أن تترجم الجهود إلى هدف يهز الشباك الفلسطينية، وهو ما ظلت تنتظره الجماهير، وتحث اللاعبين عليه.

لم يستفد الأحمر من الضربات الركنية القياسية بالصورة المطلوبة، وغابت التسديدات الرأسية المتقنة التي تعرف كيف تضع الكرة في الشباك.

أدى طول قامة لاعبي منتخب فلسطين إلى عدم استفادة الأحمر من العدد الكبير للضربات الركنية رغم التنوع في عكسها ومحاولة تفادي رؤوس دفاع منتخب فلسطين.

هدف ملعوب .. وتفاهم رائع -

مع اقتراب المباراة من دقائقها الأخيرة قاد الأحمر هجمة منظمة عبر تمريرات رائعة بين فهمي وجوهر وسعد سهل الذي مرر الكرة في عمق الدفاع الفلسطيني لتجد اللاعب خالد الهاجري لم يتوان في تسديد الكرة بقوة لتذهب للشباك رغم محاولة المدافع الفلسطيني إبعادها لكنها عبرت الخط وأعلنت عن مولد الهدف والفرح في الوقت الصعب. كشف الهدف الجميل عن تفاهم رائع بين اللاعبين ظهر في تحركاتهم وقدرتهم على فك شفرة الدفاع الفلسطيني عبر التمرير القصير وإرسال الكرة بصورة جيدة ومريحة تساعد على الاستلام ومن ثم التمرير.

أكد الهدف حقيقة اعتماد الأحمر بصورة كبيرة في تسجيل أهدافه على الضغط الجماعي الذي يمكن أي لاعب في الوسط أو الدفاع من الوصول إلى شباك الفريق المنافس.

فيربيك: طالبت اللاعبين بالهدوء وانتظار اللحظة المناسبة -

قال مدرب المنتخب الوطني بيم فيربيك في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: إن المواجهة كانت صعبة، وواجهنا منافسا قويا وحرصنا منذ البداية على اللعب بقوة والعمل على تحقيق النتيجة الإيجابية في المواجهة الحاسمة في التصفيات الآسيوية. أشار فيربيك إلى أن اللاعبين قاموا بجهد كبير خلال المباراة، وهو سعيد للغاية بما قدموه من أداء وعطاء خلال التسعين دقيقة والتزامهم الكامل بما طلبه منهم.

كشف مدرب الأحمر أنه أوصى اللاعبين بأن يلعبوا بهدوء وتركيز من دون استعجال وانتظار اللحظة المناسبة للوصول للشباك وتسجيل الهدف، وهو ما تحقق بهدف خالد الهاجري وكفل للمنتخب الوطني الفوز بالمباراة. تحدث المدرب الهولندي أيضا عن أن مجريات اللقاء كانت صعبة، ومع ذلك لم يتوقف سعي فريقه من أجل تسجيل هدف مشيرا إلى أنه لم يشعر بأي انزعاج من ضياع السيطرة شبه الكاملة والفرص التي تهيأت نتيجتها، وكانت ثقته كبيرة في أن اللاعبين سيعملون على استغلال الفرصة المناسبة في الوقت المناسب.

ذكر فيربيك أنه يترقب قرعة النهائيات الآسيوية وما ستسفر عنه وعلى ضوء المجموعة التي سيلعب معها سيحدد خارطة برنامجه الإعدادي والتجارب الدولية التي سيخوضها في فترة التحضيرات.

شكر فيربيك في ختام حديثه اللاعبين على الأداء القوي والجاد والاستمرار على نهج العطاء الذي قدموه في بطولة كأس الخليج وشكر الجماهير على وقفتها القوية خلف اللاعبين وتحفيزها لهم حتى حققوا الفوز. ومن جانبه قال مدرب منتخب فلسطين: المباراة كانت صعبة وواجهنا بطل كأس الخليج الذي لعب بدافع تقديم الأفضل وتحقيق النتيجة الإيجابية ومشيرا إلى أن الأداء كان متوازنا وكان بإمكان أي فريق أن يحقق النتيجة الإيجابية.