1286820
1286820
مرايا

السلوك الانجابي الصحيح يضمن الصحة والسلامة للجميع

28 مارس 2018
28 مارس 2018

السلوك الإنجابي يعني القرارات التي تتخذ من قبل الزوجين لتحديد الفترة الزمنية بين حمل وآخر مع الأخذ بنظر الاعتبار عمر المرأة عند الحمل وظروف الأسرة الصحية والاجتماعية والاقتصادية. ويتمثل السلوك الإنجابي الصحيح في تجنب الأحمال عالية الخطورة وهي الأحمال المبكرة والمتأخرة والمتلاحقة وكما جاء في توصيات منظمة الصحة العالمية.

ويقصد بالأحمال المبكرة، حدوث الحمل عندما يكون عمر الأم اقل من عشرين سنة. فعلى الرغم من اكتمال نضج الجهاز الإنجابي للأنثى في فترة المراهقة إلا إن نمو جسدها لن يكتمل قبل إكمالها سن العشرين، لذا غالباً ما تتعرض المراهقات أثناء فترة الحمل إلى تعسر الولادة وما يترتب على ذلك من مخاطر على الأم والطفل بسبب ضيق الحوض لعدم اكتمال نموه وعدم تناسبه مع حجم رأس الجنين. حيث تعتبر مضاعفات الحمل والولادة للمراهقات بعمر 15 الى 19 سنة هي من اكثر أسباب الوفيات في هذه الأعمار كما أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية. إن المناخ العاطفي والنفسي الذي توفره مرحلة ما بعد المراهقة يوفر فرصاً أكبر لنجاح الزواج والتكوين الأسري خصوصاً إن مرحلة المراهقة معروفة كونها انفعالية، وعاطفيا غير مستقرة. لذا ننصح بتأجيل الأحمال لحين بلوغ العشرين من العمر.

وأما بالنسبة للأحمال المتأخرة فهي حدوث الحمل عندما يكون سن المرأة 40 سنة فأكثر ويمكن توضيح الخطورة من خلال توضيح الحقيقة العلمية كون ان البويضات السيئة تعالج من قبل الطبيبة في حالة تخصيبها بالإجهاض وذلك كطريقة لتقليل ولادة أطفال مشوهين خلقياً ويحدث هذا على مدى الدورة الإنجابية للمرأة إلا إنه يزداد مع تقدم العمر حين يصبح بإمكان بعضها المرور والتمكن من إكمال الحمل، حينها يولد الطفل المعوق.

كما إن تكرار الحمل غالباً ما يعجل ظهور الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري خاصة، لذا ننصح بتجنب الحمل المتكرر والمتأخر ما أمكن في سن أربعين فأكثر.

ولكن قد تكون هنالك ضرورة تحتم الحمل في هذا الوقت مثل الزواج بسن متأخر وغيرها من الظروف الاجتماعية التي تمر بها الأسرة، في هذه الحالة على المرأة الاهتمام بصحتها ومراجعة الطبيبة بشكل منتظم لمتابعة الحمل بشكل دقيق للتقليل من نسبة المضاعفات التي قد تحدث أثناء الحمل وإمكانية التدخل والعلاج في الوقت المناسب حفاظا على صحة الأم والطفل.

إن محافظة المرأة على صحتها النفسية ولياقتها البدنية تعتبر من أهم العوامل التي تجعلها قادرة على القيام بمسؤولياتها تجاه البيت والزوج والأبناء، وإن عدم تنظيم الإنجاب يذهب بجمالها وصحتها ويؤدي بها إلى آثار سلبية عديدة تنسحب على طفلها وأسرتها جميعاً، لذلك فان إن ترك فترة زمنية مناسبة بين حمل وأخر (أي تجنب الأحمال المتلاحقة) يحمي الأم من أمراض فقر الدم الغذائي الذي يجعلها تبدو شاحبة ومرهقة طوال الوقت، كما يعطي الأم الفرصة إلى استعادة وزنها الطبيعي وتجنب السمنة التي تعجل من احتمالية إصابتها بالأمراض المزمنة، كما يسمح لها برضاعة طفلها لمدة عامين كاملين والعناية بغذائه وتربيته.

ان الإنجاب الواعي والمخطط له يؤدي إلى ولادة أطفال في الوقت المناسب يجعل أجواء الأسرة لاستقبال المولود الجديد مفعمة بالفرح والسرور. فتستطيع الأسرة بذلك توفر الوقت الكافي للزوجين للتمتع بصحبة أحدهما الآخر وبصحبة الأبناء مما ينعكس إيجابياً على صحة ورفاهية جميع أفرادها،وهذا بالتالي يساعد على بناء جيل قوي صحيح البدن والعقل.

دائرة صحة المرأة والطفلالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية

وزارة الصحة