1287465
1287465
العرب والعالم

روسيا تنفي «مزاعم الأطلسي» بمساعدة حركة طالبان الأفغانية

25 مارس 2018
25 مارس 2018

مقتل شخص في هجوم انتحاري تبناه «داعش» بمدينة هرات -

عواصم - (رويترز - د ب أ) - رفضت روسيا تصريحات أدلى بها قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان عن دعم موسكو لحركة طالبان وتزويدها بالأسلحة في حرب كلامية تسلط الضوء على التوتر المتزايد بشأن دور موسكو في الصراع.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الأسبوع الماضي قال الجنرال جون نيكلسون إن روسيا تعمل على تقويض الجهود الأمريكية في أفغانستان على الرغم من المصالح المشتركة في مكافحة الإرهاب والمخدرات كما ألمح إلى أن موسكو تقدم دعما ماليا وربما أسلحة للحركة.

وأضاف «جاءتنا أسلحة لهذا المقر من قادة أفغان قالوا إن الروس قدموها لطالبان».

وقال بيان من السفارة الروسية في كابول إن التصريحات «ثرثرة فارغة» في تكرار لنفي المسؤولين الروس للأمر.

وذكر البيان «مرة أخرى نؤكد أن مثل هذه التصريحات لا أساس لها على الإطلاق ونناشد المسؤولين عدم ترديد الترهات».

وقال قادة أمريكيون من بينهم نيكلسون في مناسبات عدة على مدى العام المنصرم إن روسيا ربما تزود طالبان بالسلاح على الرغم من عدم إعلان أي أدلة مؤكدة على ذلك.

لكن تصريحات نيكلسون كانت صريحة بشكل غير معتاد وجاءت في سياق التوتر المتزايد بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وموسكو بسبب محاولة قتل جاسوس روسي سابق بغاز أعصاب في بريطانيا.

وقال مسؤولون روس إن اتصالاتهم المحدودة بطالبان كانت تهدف إلى تشجيع محادثات سلام وضمان سلامة مواطنين روس. وعرضت موسكو المساعدة في تنسيق عقد محادثات سلام في أفغانستان.

وقال مسؤولون من طالبان لرويترز إن الحركة أجرت اتصالات مهمة مع موسكو منذ عام 2007 على الأقل وأضافوا أن الدور الروسي اقتصر على «دعم معنوي وسياسي».

وانتقدت موسكو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بسبب تعاملهما مع الحرب في أفغانستان وزودت روسيا في البداية الجيش الأفغاني بطائرات هليكوبتر ووافقت على خط إمدادات للتحالف عبر روسيا.

وتوقف التعاون مع توتر العلاقات بين روسيا والغرب في السنوات الماضية بسبب الصراع في كل من أوكرانيا وسوريا.

في موضوع مختلف لقي أربعة أشخاص هم ثلاثة أطفال وامرأة حتفهم أمس إثر حريق ضخم شب بمركز تجاري ترفيهي في مدينة كيميروفو الروسية بجنوب سيبيريا، حسبما ذكرت لجنة التحقيقات الروسية.

وقالت متحدثة باسم اللجنة لوكالة «تاس» الروسية للأنباء إن حوالي 20 شخصا تضرروا جراء الحريق، مضيفة أنه تم العثور على جثث أربعة ضحايا هم ثلاثة أطفال لم تحدد أعمارهم وامرأة في مكان الحادث.

وأضافت اللجنة أن جثث الضحايا كانت ملقاة في غرفة الأطفال التابعة للمركز التجاري الترفيهي.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن أجهزة الطوارئ قولها إنه تم إنقاذ 20 شخصا من الحريق، إضافة إلى إجلاء حوالي 250 شخصا من المبنى.

في الأثناء دعا زعيم الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا كريستيان ليندنر للعمل على إزالة توتر العلاقات مع روسيا، ولكنه تمسك في الوقت ذاته بالعقوبات ضدها.

وقال كريستيان ليندنر في تصريحات خاصة لصحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس: «أوصى اليوم بتكثيف قنوات الحوار القائمة مع موسكو».

كما شدد على ضرورة إعادة إدخال روسيا مجددا في دائرة مجموعة الدول الصناعية الكبرى بالعالم «جي8»، واصفا العقوبات بأنها مؤسفة ولكنها ضرورية في الوقت الحاضر.

وقال: «أي تراجع من جانب واحد دون تغيير النهج السياسي في موسكو سيكون غير مسؤول. هذا هو القرار الحالي لحزبي».

وأقر رئيس الحزب الديمقراطي الحر بأن هناك اتجاهات مختلفة فيما يتعلق بالموقف تجاه روسيا داخل حزبه.

وعلق ليندنر على معارضة نائب رئيس الحزب فولفجانج كوبيتسكي للعقوبات ضد روسيا، قائلا: «توصلنا إلى قرارتنا بشأن سياسة روسيا بالإجماع في معظم الوقت. أي أن فولفجانج كوبيتسكي يتحدث في القضية نيابة عن عدد قليل أو عن نفسه».

يشار إلى أن علاقة الغرب مع روسيا توترت نتيجة النزاع في شرق أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم من جانب قوات روسية والهجوم بتسميم العميل الروسي-البريطاني المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري بإنجلترا.

وأكد رئيس الحزب الديمقراطي الحر قائلا: «إننا مهتمون بحدوث انفراجه مع روسيا، في وقت ما ربما سيكون التعاون والشراكة ممكنان في وقت لاحق. ولتحقيق ذلك يتعين على روسيا إنهاء إيماءاتها بالتهديد العسكري ومحاولات نزع الاستقرار لديمقراطيات غربية والعمليات السرية في دول أوروبية»، لافتا إلى أن حدوث انفراجه مفيد لكلا الطرفين.

ومن جانبه دعا ميشائل كرتشمان رئيس حكومة ولاية سكسونيا في تصريحات خاصة لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية لتطبيع العلاقات مع موسكو، وقال: «العقوبات ليس لها التأثير المرجو».

وتابع قائلا: «لابد من تقليلها تدريجيا، بمجرد استمرار وقف إطلاق النار (في شرق أوكرانيا)».

أمنيا قالت الشرطة الأفغانية ومسؤولو صحة أمس إن هجوما انتحاريا قرب مسجد في مدينة هرات بغرب البلاد أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة ثمانية آخرين.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي جاء بعد انفجار وقع الأسبوع الماضي في كابول وأعلن التنظيم المسؤولية عنه أيضا.

وقتل هجوم الأسبوع الماضي نحو 30 شخصا قرب مزار أثناء احتفالات بعيد النوروز أو السنة الفارسية الجديدة.

وقال أمين الله أمين نائب قائد الشرطة إن مهاجمين حاولا دخول المسجد لكنهما فجرا نفسيهما عندما تصدى لهما حراس الموقع وفتحوا عليهما النار.

وأضاف أن حراس الأمن أردوا أحد الانتحاريين قتيلا فيما فجر الآخر نفسه.

وأكد مسؤولو صحة أن شخصا واحدا قتل وأصيب ثمانية فيما أشاروا إلى أن العدد النهائي قد يتغير.

وشهدت هرات، وهي واحدة من أكثر المدن رخاء في أفغانستان، موجات متفرقة من أعمال العنف لكنها لم تشهد نفس معدل الهجمات في كابول.

وعلى الرغم من أن العنف الطائفي لم يكن شائعا في أفغانستان ذات الأغلبية السنية إلا أن سلسلة هجمات في السنوات الأخيرة قتلت مئات من الشيعة أكثرهم من أقلية الهزارة.

وأعلن داعش المسؤولية عن أغلب هذه الهجمات.

وظهرت جماعة موالية لتنظيم داعش في أفغانستان للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

وبالإضافة إلى معقلها الرئيسي في إقليم ننكرهار بشرق البلاد على الحدود مع باكستان ينشط مسلحون أعلنوا مبايعتهم للتنظيم في شمال أفغانستان.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن عدد كبير من الهجمات في كابول ومدن أخرى إلا أن العديد من الخبراء يشككون في قدرته على تنفيذ مثل تلك الهجمات منفردا ويعتقدون أنه تلقى مساعدة في بعضها من جماعات متشددة أخرى.

وتزامنت أعمال العنف مع تدهور الأمن فيما يقاتل متشددو طالبان القوات الحكومية في أغلب البلاد مما يودي بحياة آلاف المدنيين كل عام.

من جهتها قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أمس خلال زيارتها للمعسكر الألماني في مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان إن البلاد لا تزال غير قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية بمفردها.

وأضافت قائلة: «إنها ليست مسألة جدول زمني يتم العمل عليه بشكل صارم»، لافتة إلى أن الالتزام في أفغانستان يتعلق بأوجه النجاح التي يتم تحقيقها والوضع في البلاد، وقالت: «إننا بحاجة للصبر، إننا بحاجة لنفس طويل».

يشار إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية تفقدت الوضع في أفغانستان أمس برفقة نواب من البرلمان الألماني وزارت أيضا القاعدة العسكرية للسلاح الجوي الأفغاني.

وقالت فون دير لاين إن هناك أشياء كثيرة تحولت إلى المنحى الإيجابي لصالح المواطنين، ولكنها أشارت إلى أنه لا يزال من الصعب بالنسبة لقوات الأمن الأفغانية الصمود أمام ضغط طالبان.

وأشارت إلى أن قوات الأمن تسيطر حاليا على 60% من مساحة البلاد، وقالت: «إن ذلك أمر جيد، إلا أنه لا يزال غير كاف». وأكدت أن قوات الأمن الأفغانية تتمتع بأهمية كبيرة لحماية المواطنين ومكافحة الإرهاب، لافتة إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل دائم إلا عن طريق عملية سياسية.

يشار إلى أن مهمة الجيش الألماني في أفغانستان، التي تعد المهمة الأكثر خسائر في تاريخ الجيش، مستمرة منذ أكثر من 16 عاما، ولكنها تنحصر حاليا في كونها مهمة تدريبية فقط.

وكان البرلمان الألماني «بوندستاج» قد أقر تجديد تمديد المهمة لمدة عام الخميس الماضي. ومن المقرر أن يزيد عدد جنود الجيش الألماني من الحد الأقصى الذي كان عليه حتى الآن وهو 980 جنديا، إلى 1300 جندي بسبب الوضع الأمني السيئ هناك.