صحافة

الوقت: تراجع دور الاتحاد الأوروبي في المنطقة.. الخلفيات والتداعيات

25 مارس 2018
25 مارس 2018

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «الوقت» تحليلاً فقالت: حقق الاتحاد الأوروبي على مدى العقد الماضي مكاسب كبيرة في السياسة الخارجية بما في ذلك الصفقة النووية مع إيران، فرض عقوبات على روسيا، إقامة حوار فعّال بين كوسوفو وصربيا، تعزيز نفوذه في بعض البلدان الإفريقية، ولكن مع ذلك كلّه أخفقت السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في إثبات نفسها في الكثير من القضايا الحسّاسة، منها إيجاد حلّ لأزمة اللجوء التي استمرت رغم توقيع الاتفاق مع تركيا في هذا المجال، وكذلك في اتخاذ موقف واضح وشفاف من القضية الفلسطينية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأيضاً في إيجاد حلّ للأزمات التي ضربت الشرق الأوسط والصراع الداخلي في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة: إن هذه الإخفاقات لها أسباب متعددة بينها الصراع القائم بين بعض الدول الأوروبية الكبيرة على النفوذ في مناطق مختلفة من العالم وميل عدد من هذه البلدان إلى اعتبار أهدافها الخاصة من الأولويات على حساب أولويات الاتحاد الأوروبي ككل، خصوصاً بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الذي شكّل ما يشبه الزلزال لما له من انعكاسات ودلالات سياسية واقتصادية واجتماعية تؤشر إلى مدى المتغيرات الحاصلة في البيئتين الاقتصادية والاجتماعية، واحتمالات أن تقود هذه المتغيرات إلى ولادة مرحلة جديدة في أوروبا والعالم بحجم وزن وتأثير الاتحاد الأوروبي في الحلبة الدولية.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول: على الرغم من العمل الجماعي للاتحاد الأوروبي في مقاطعة روسيا، إلّا أن هناك اختلافا في وجهات النظر بين أعضائه بالنسبة لهذا الموضوع حيث تعتبر بعض الدول في منطقة بحر البلطيق وأوروبا الشرقية أن روسيا تشكل تهديداً قوياً لأوروبا، بينما يؤكد جنوب أوروبا على أولوية مكافحة المخاطر الأمنية كأزمة النزوح العالمية من بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا، في حين ترى دول أوروبية أخرى أن لديها مصالح خاصة في العلاقات مع روسيا، خاصة في مجال الطاقة، كما سمح التنافس بين بعض هذه الدول إلى دخول الصين إلى السوق الأوروبية بشكل كبير، وتوسع نفوذها في أجزاء كبيرة من القارة، ما دفع إلى إنشاء مجموعة غير رسمية تتكون من 16 دولة من شرق ووسط أوروبا وأعضاء من خارج الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحدي الاقتصادي الصيني الآخذ بالازدياد على نحو لم يسبق له مثيل.