1286499
1286499
العرب والعالم

الإعلان عن الغوطة الشرقية خالية من المسلحين مع خروج 105 آلاف شخص

24 مارس 2018
24 مارس 2018

ماكرون يطلب من أردوغان إفساح المجال لإدخال المساعدات إلى عفرين -

دمشق -عمان- بسام جميدة - وكالات -

ليلة هادئة سيطرت على سماء العاصمة دمشق، التي أعلن أهلها احتفالاتهم بالنصر الذي تحقق في الغوطة الشرقية، حيث توقف الطيران الحربي والرمايات المدفعية عن القصف والطلعات الجوية الليلية ولا يزال الهدوء مستمرا، بعد أن تم الإعلان عن الغوطة الشرقية خالية من العناصر المسلحة باستثناء مدينة دوما التي لا يزال العمل عليها مستمرا من أجل التوصل لتسوية معينة، بالرغم من إعلان قائد فصيل جيش الإسلام عدم الانسحاب من المدينة.

وتواصل أمس خروج المدنيين من مناطق الغوطة، وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بخروج أكثر من 700 مدني من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، عبر معبر مخيم الوافدين.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن مركز المصالحة، التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن «عدد من غادروا الغوطة الشرقية منذ بدء الهدنة الإنسانية وصل إلى 105 آلاف شخص». وسبق ان أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، عن خروج أكثر من 4 آلاف مسلح مع عائلاتهم من حرستا في الغوطة الشرقية.

وأكدت (سانا)، خروج دفعات جديدة من المدنيين المحتجزين لدى المجموعات المسلحة في القطاع الشمالي من الغوطة.

هذا وتوصل الجيش الحكومي السوري مساء الجمعة لاتفاق تسوية مع جماعات المعارضة المسلحة في بلدات عربين وزملكا وعين ترما وجوبر في الغوطة الشرقية، يقضي بإخراج 7 آلاف شخص من مسلحين وعوائلهم من البلدات الأربع، إضافة لتسليم خرائط الأنفاق والألغام وأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش الحكومي.

وأفاد مصدر عسكري بأن أكثر من 105 آلاف مدني من المحتجزين لدى المجموعات المسلحة خرجوا من الغوطة الشرقية حتى الآن.

وبالمقابل قامت وحدات من الجيش الحكومي السوري صباح أمس بتجهيز ممر جديد على أطراف مدينة حرستا لإخراج المسلحين الرافضين للمصالحة وعائلاتهم من القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وتقوم آليات وجرافات الجيش بالعمل على إزالة السواتر وفتح الشارع الرئيسي قرب جسر الموارد المائية لفتح ممر جديد لعبور الحافلات التي ستنقل المسلحين وعائلاتهم الذين رفضوا التسويات من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما. ومن المتوقع خلال الأيام القادمة إخراج مئات المسلحين وعائلاتهم من جوبر وعربين وزملكا ونقلهم بواسطة الحافلات في مشهد مشابه لاتفاق إخراج المسلحين وعائلاتهم من حرستا الذي أنجز مساء الخميس الماضي لتعلن المدينة خالية من الإرهاب.

وتعمل وحدات من الجيش على فتح الشوارع وإزالة السواتر في مدينة حرستا تمهيدا لدخول عناصر الهندسة وتمشيطها.

وكانت مدينة حرستا أعلنت خالية من أي وجود مسلح بعد إخراج المسلحين وعائلاتهم الرافضين للمصالحة إلى محافظة إدلب بواسطة 89 حافلة حملت 1485 مسلحا إضافة إلى 3129 من أفراد عائلاتهم.

وبهذه التسوية بات الجيش الحكومي السوري يسيطر على نحو 90% من مساحة الغوطة الشرقية، ولم يتبق في يد المعارضة من الغوطة الشرقية سوى مدينة دوما التي تسيطر عليها جماعة «جيش الإسلام».

وشهدت العاصمة السورية دمشق مساء أمس الأول، احتفالات واسعة، بعد إعلان خبر التسوية واستعادة الجيش الحكومي السوري للغوطة الشرقية.

وأظهرت فيديوهات وصور تناقلتها وسائل إعلام سورية، مسيرات بواسطة سيارات جابت أحياء دمشق، رفع فيها العلم السوري وصدحت بأغان احتفالا بالنصر الذي تحقق في الغوطة الشرقية، بعد نحو 7 سنوات من سيطرة مجموعات مسلحة معارضة على مدن وبلدات هذه المنطقة المتاخمة للعاصمة دمشق، وأطلق جنود سوريون طلقات ضوئية بكثافة، كما شوهدت الألعاب النارية في سماء العاصمة.

ومن جهته أعلن قائد فصيل «جيش الإسلام»، عصام بويضاني (أبو همام)، بقاء فصيله في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها، بالتزامن مع اتفاق يقضي بخروج فصيل «فيلق الرحمن» من بلدات القطاع الأوسط.

وفي تسجيل صوتي له نشرته حسابات مقربة من «الجيش» أمس، خاطب بويضاني أهالي وفصائل محافظة درعا، وقال «في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها».

ويأتي حديث بويضاني بعد ساعات من اتفاق وقعه فصيل «فيلق الرحمن» مع الجانب الروسي، ويقضي بخروج عناصره بشكل كامل من القطاع الأوسط (جوبر، زملكا، عين ترما، حزة) إلى الشمال السوري، بالإضافة إلى الأهالي غير الراغبين بتسوية أوضاعهم.

ودعا بويضاني فصائل الجنوب السوري إلى التحرك لنصرة الغوطة الشرقية، لافتًا إلى أن القوة العسكرية للجيش السوري ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة. وفي سياق آخر، أعلنت هيئة الأركان التركية، أنه أمام الجيش التركي بضع قرى في عفرين وبعدها سيكون قد وصل إلى أطراف حلب.

ونقلت وكالة (الأناضول) عن رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار قوله: إنه «بقي أمامنا بضع قرى في عفرين، وبعدها نكون قد وصلنا حتى أطراف حلب عند بلدتي نبل والزهراء، وأحكمنا السيطرة على عفرين كاملة». وأوضح رئيس هيئة الأركان، خلوصي أكار، خلال فعالية أكاديمية بعنوان «تركيا وسياسات الأمن العالمي والتعليم» في أنقرة، أن الملاجئ، التي تم العثور عليها في عفرين لا يمكن أن تكون من صنع المسلحين وحدهم، مؤكدا أنها بُنيت بدعم هندسي وتخطيط وتوجيه من قبل دولة ما. وتوعد رئيس الأركان التركية «بمكافحة الإرهاب حتى تحييد آخر إرهابي».

وأكد أكار أن تركيا لا تستهدف على الإطلاق وحدة التراب سواء في سوريا أو العراق، وهي تبدي احتراما كبيرا في هذا الإطار.

من جانبه قال هاكان جاويش، نائب رئيس الوزراء التركي، «إننا أكدنا مرارا أن عفرين لأهلها وستبقى لهم».

وفي ريف حلب الشمالي اندلعت اشتباكات بين والمسلحين والجيش التركي في أعزاز، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين، بحسب مصادر من داخل المدينة. وشهدت أعزاز تظاهرات رفضا للهجوم التركي باتجاه تل رفعت ودير جمال، وهي تشكّل المصدر الرئيسي لمسلحي درع الفرات تعجّ اليوم بعشرات آلاف النازحين من عفرين. وتأتي هذه التطورات غداة احتلال الجيش التركي قرية براد حيث دمّر سلسلة مواقع أثرية فيها، وفيما دمرّت الطائرات التركية ضريح القديس مار مارون وكنيسة جوليانوس إحدى أقدم الكنائس المسيحية في العالم. ويواصل المدنيون النزوح من مناطق عفرين باتجاه المناطق الآمنة، هربا من القصف التركي وتقدّم المسلّحين في المنطقة.

في الأثناء، أفاد قصر (الإليزيه) في بيان أمس ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفيا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وعبر له عن «قلقه» إزاء الهجوم الذي تشنه تركيا في منطقة عفرين السورية، مشددا على «ضرورة إفساح المجال كاملا أمام إدخال المساعدات الإنسانية».

وقال البيان ان ماكرون ذكر الرئيس التركي بـ«الأهمية الاستراتيجية لشراكتنا مع تركيا خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب ومجمل الأزمات الإقليمية، إضافة الى اهتمامنا بالمصالح الأمنية لتركيا حليفتنا داخل حلف شمال الأطلسي». وتابع البيان ان ماكرون شدد على «ضرورة إفساح المجال كاملا أمام إدخال المساعدات الإنسانية الى المدنيين، وإعطاء الأولوية المطلقة لمكافحة تنظيم داعش الأمر الذي يعتبر رهانا أمنيا وطنيا لفرنسا».

وأضاف بيان الإليزيه «أمام التدهور الخطير للوضع، نتيجة تدخلات روسيا وإيران وتركيا فإن رئيس الجمهورية ذكّر مجمل الفاعلين الموجودين على الأرض بضرورة وقف الأعمال العدائية من دون تأخير في كامل سوريا والعمل على التوصل الى حل سياسي دائم».

وقال أيضا «على هذا الأساس أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته بالاتفاق مع نظيره التركي على مواصلة المبادلات المعمقة والمكثفة خلال الأيام القليلة المقبلة حول سوريا. كما عبر عن رغبته بمواصلة الحوار الوثيق مع تركيا حول الوضع قبالة قبرص وفي بحر ايجه».

وكان مصدر رئاسي تركي نقل أمس الأول ان أردوغان عبر لماكرون عن «إنزعاجه» إزاء «الأقوال غير الصحيحة» بشأن الهجوم التركي على منطقة عفرين.

وفي إدلب قُتل 7 مدنيين، أمس، جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة إدلب، وفق معلومات أولية.

وقال مدير الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، مصطفى حاج يوسف، للأناضول، إن سيارة مفخخة جرى تفجيرها قرب مستشفى في مركز المدينة.

وأشار حاج يوسف إلى مقتل 7 مدنيين وإصابة 25 آخرين، فضلًا عن وقوع أضرار كبيرة في المباني والسيارات جراء التفجير.

وأكّد أن فرق الدفاع المدني نقلت المصابين إلى المستشفيات القريبة من مكان الحادث.