صحافة

الألمانية : بدء أصعب مراحل المفاوضات مع بريطانيا

24 مارس 2018
24 مارس 2018

كتبت يومية «سوديتش زيتونغ» الألمانية أن التعقيدات هي عنوان المرحلة الحالية من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة البريطانية على الرغم من الاتفاق التوافقي على مرحلة انتقالية تستمر واحداً وعشرين شهرا وتبدأ اعتباراً من شهر مارس من عام 2019، تاريخ الخروج النهائي لبريطانيا من إطار الوحدة الأوروبية.

تعهَّدت بريطانيا بأن تحترم كل القوانين الأوروبية خلال هذه المرحلة الانتقالية، كما وافقت ألاّ تكون مشاركة بالقرارات الاتحادية.

بالمقابل ستحتفظ المملكة المتحدة بقدرة الوصول إلى السوق الأوروبية المشتركة والوحدة الجمركية.

وستصون وتضمن الأمن القضائي لمواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين على الأرض البريطانية. الجريدة الألمانية تعتبر أنَّ الاتحاد الأوروبي دخل حالياً في المرحلة الأكثر صعوبة في هذه المفاوضات. سوف يلاحظ الأوروبيون أن دول الاتحاد لها مصالح متناقضة مع بريطانيا التي ستستغل نقطة الضعف هذه من أجل تحسين شروط خروجها من الاتحاد.

لذلك على الاتحاد الأوروبي ألَّا يجعل من هذه المفاوضات سبباً خلافياً. الجريدة الألمانية تلاحظ أيضاً أنه حتى الآن، كان الموقف الأوروبي موحداً و يجب أن يستمر كذلك بخاصة عندما يتعلق الأمر أولاً بالأوروبيين المقيمين في بريطانيا وثانياً بالشؤون المالية. حتَّى الآن تمكَّن الاتحاد الأوروبي من فرض شروطه لكن اليوم وصلنا إلى النقطة الأهم الوحيدة التي لم يجد لها أحدٌ حلاً. إنها مسألة إيرلندا والحدود الأوروبية بين جمهورية إيرلندا التي هي جزء من الاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية التي هي جزء من المملكة المتحدة البريطانية. وفي تكملة لاهتمامات الصحف الألمانية تناولت يومية «تاغس» الانتقادات المتكررة لرئيس المفوضية الأوروبية على خلفية تعيين الألماني مارتن سلماير وقد أصبح منذ الأول من شهر مارس الحالي، الأمين العام للمفوضية الأوروبية، بعد أن تولَّى سابقاً منصب رئيس مكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. الجريدة الألمانية تعتبر هذا التعيين بمثابة قضية سياسية سوف ترتدُّ على جان كلود يونكر وستُفقِدُه جزءاً من مصداقيته، لأنَّه أدخل نفسه في لعبة التعيينات، بخاصة عندما يكون الموظف المُعيَّن غير مسؤول إلا أمام الذي عيَّنَه.

تقترح اليومية الألمانية على المفوضية الأوروبية أن تُغَيِّرَ في أنظمة التعيينات الوظيفية في مراكز المفوضية التي ترتدي طابعاً حساساً أو خاصاً.

وبعيداً عن تعقيدات مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومسائل التعيينات في المفوضية الأوروبية تناولت جريدة «شبيغل» الألمانية موضوع الأمان في السيارات المُسيَّرة بطريقة تلقائية. فبعد أن تسببت سيارة تلقائية لشركة أوبر بحادث مميت أدَّى إلى وفاة امرأة من المشاة في الولايات المتحدة الأمريكية، أوقفت شركة «اوبر» كلَّ تجاربها الآيلة إلى نقل الركاب بواسطة سيارات تلقائية. وصدر عن الشركة بيان تعتبر فيه أنَّ الأجهزة الإلكترونية في السيارات التلقائية لم تصل بعد إلى درجة قُصوى من الأمان. الجريدة الألمانية تعتبر أن السيارات التلقائية هي أقل خطراً من السيارات غير التلقائية. والحادث الذي وقع في الولايات المتحدة الأمريكية، يحصل الكثير منه في عواصم ومدن وقرى أوروبية. لذلك، يجب ألَّا يكون هذا الحادث المؤسف سبباً في وقف البحوث العلمية التي ستساهم حتماً بجعل السيارات التلقائية، سيارات آمنة بالنسبة للركاب والمشاة على السواء.

حول موضوع الأمان بالذات، تشير اليومية الألمانية إلى أن مهندسين وخبراء حوادث أبدوا رأياً قاطعاً مفاده أن حوادث السير التي يتسبب بها الإنسان هي أكثر بكثير من الحوادث التي تتسبب بها السيارات التلقائية.

ويشير الخبراء أيضاً إلى أن الدراسات قد أثبتت أن حوادث السير ستنخفض بنسبة تسعين بالمائة، بمجرَّد أن تصبح السيارات مُسيَّرة تلقائياً بواسطة الكومبيوتر. إنَّ السائق المعلوماتي التلقائي هو أقدر على قيادة السيارة من الإنسان.

وبما أن هذا الاستنتاج قد أُثبِت علمياً، لماذا لم تنتشر بعد بكثرة السيارات التلقائية؟ بهذا السؤال، ختمت تحليلها جريدة «شبيغل» الألمانية.