abdallah-75x75
abdallah-75x75
أعمدة

هوامش ومتون: إبداعات، وتيجان على الهامات

24 مارس 2018
24 مارس 2018

عبد الرزّاق الربيعي -

[email protected] -

عندما طلبوا من الشاعر أحمد شوقي نظم قصيدة يلقيها في حفل تكريم عدد من الشباب أقيم عام 1924 م أنشد :

قالوا: أتنظم للشباب تحـيـة تبقى على جيد الزمان قصيدا؟

قلت: الشباب أتمّ عقد مآثـر من أن أزيدهم الثناء عقـودا

قبلت جهودهم البلاد، وقبّلت تاجا على هاماتهم معقــودا

تذكّرت تلك القصيدة عندما دعيت للمشاركة في تحكيم مسابقة المسرح التي تقام ضمن مسابقات (إبداعات شبابيّة) السنويّة التي تنظّمها وزارة الشؤون الرياضيّة، إذ رأيت أمامي عقود مآثر على شكل إبداعات، وعطاءات كنت قد سمعت بها من خلال المتابعات، والأخبار التي تنشر عنها عبر وسائل الإعلام، حتّى أتيحت لي هذه الفرصة للاقتراب منها، ومشاهدتها عن قرب، و« من رأى ليس كمثل من سمع» ، كما يقال، فكانت مناسبة للاقتراب من هذه المسابقات التي تتيح فرصة للشباب لإظهار مواهبهم في مجالات عديدة موزّعة على 15 مجالا على فئتين عمريتين، الأولى من (10 سنوات إلى 15 سنة)،والثانية من سن (16 سنة وحتى 30 عاماً)، وشملت المسابقات : الشطرنج، والتصميم الرقمي، والتصوير الضوئي، والفنون التشكيلية( الرسم – الخط العربي)، والإخراج السينمائي والتصميم الرقمي (، والمسرح والشعر بمجاليه الفصيح والشعبي، والتعليق الرياضي، والخطابة وفن الشلة، وباب المشاركة مفتوح للشباب دون سنّ الثلاثين،وتقدّم للفائزين جوائز مالية.

وتقام هذه الفعاليّة، كما يؤكّد القائمون عليها، بهدف، تسليط الضوء على إبداعات الشباب، وصقل مواهبهم، وقد أدهشتني أرقام سبق لرئيس اللجنة الرئيسة للمسابقة خليفة بن سيف العيسائي ذكرها، ومما ورد في ذلك أنّ النسخة الأولى شهدت «مشاركة 2600 فيما ارتفع العدد العدد في الثانية الى 4848 مشاركا، والثالثة 5551 مشاركا، والرابعة 7271 مشاركا، ومن المؤكّد أن الرقم ارتفع في النسخة الحالية (الخامسة) بما يؤكّد أن المسابقة تشهد إقبالا واسعا، من فئات عمرية مختلفة تبدأ من 10 سنوات، ولغاية الـ30، وجميع المشاركات تتمّ عن طريق الأندية الرياضية، التي تقوم بترشيحها للوزارة، وكلنا نعرف أهمّيّة الدور الذي قامت به الأندية في السبعينيات، والثمانينيات في تفعل النشاط الثقافي خصوصا في مجال المسرح، فبدايات المسرح العماني تشكّلت في أرحام تلك الأندية، إلى جانب المدارس السعيدية الثلاث، واليوم عندما أتيحت الفرصة للشباب للمشاركة في الدورة الخامسة في مسابقة المسرح، علمت أن أكثر من( 700) شاب وشابة تقدّموا للمشاركة،عدد كبير منهم يقف على خشبة المسرح للمرّة الأولى!، هؤلاء الشباب قدّموا (35) عرضا في مختلف مناطق السلطنة، وتمّ اختيار ستّة عروض هي الفائزة بجائزة أفضل عرض متكامل، من كلّ منطقة مشاركة، لتعرض في مسقط، بعد حفل افتتاح يقام الخميس المقبل في الكلية التقنية العليا في الخوير، وستتم استضافة الفرق المشاركة، وتقام مسابقة نهائية للعروض التي ستقدّم، وفي ذلك تحريك للنشاط رغم أن الفرق التي تقدّم العروض هي الفرق المعروفة لكنّها تقدّم عروضها باسم الأندية، ولو اشترطت اللجنة المنظمة أن تكون تلك الأعمال من نتاج أعضاء الأندية، سيكون عامل التحفيز أكبر، يقول الفنان سعود الخنجري مسؤول مسابقة المسرح «من الجميل أنّني شهدت بدايات بعض المشاركين الذين يدخلون المنافسات اليوم بقوّة، »، وهذا ذكّرني بالملتقى الأدبي الذي شاركت به محكّما لعدّة دورات، ولاحظت أن بعض المشاركين أصبحوا أسماء متحقّقة في الوسط الثقافي، وصارت إدارة الملتقى تستعين بهم للمشاركة ضمن أعضاء لجنة التحكيم، لتجري دماء جديدة في شرايين الملتقى، والحراك الثقافي.

ويظل الشباب هدف التنمية، وعمادها، وهذه الرعاية تعني الكثير، لشريحة من المجتمع تحتاج المزيد من الاهتمام، من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة للاستفادة من طاقاتها، وإبداعاتها التي هي تيجان على هاماتهم.