1284887
1284887
الاقتصادية

مواطن ينجح في تحويل منزله بشكل شبه كامل إلى محمية زراعية

24 مارس 2018
24 مارس 2018

ناهز الـ 75 عاما وما زال يعطي دروسا في الحياة -

كتب ـ ماجد الهطالي -

راشد بن محمد العبري من مواليد 1943 ناهز عمره 75 عاما ولا زال يعطي دروسا في الحياة للشباب في المثابرة، مؤكدا أنه لا يوجد سقف معين أو عمر محدد لتحقيق الطموحات والأهداف فبالرغبة والإصرار على العمل يستطيع الإنسان الوصول إلى مبتغاه مجسدا المعنى الحقيقي لبيت المتنبي عندما قال: إن الذي يرتجي شيئا بهمته.. يلقاه لو حاربته الإنس والجن.. فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها.. تجري الرياح كما رادت لها السفن.

فخلال 4 أشهر استطاع إكمال مشروعه في مراحل تطوير مختلفة بداية من استغلال أعمال أحد أبنائه الذي يمتلك ورشة حدادة في تصميم أشكال مختلفة من قطع البلاستيك بغرض الزراعة داخل وخارج فناء المنزل مرورا على بناء بيت محمي وصناعة مضخة هواء وآلة لدوران الماء داخل البيت المحمي الذي يضم مجموعة من الخضراوات والنباتات والأسماك لممارسة هوايته واستغلال أوقات فراغه في مجال الاستزراع السمكي والنباتي.

“عمان الاقتصادي” اقترب أكثر من راشد العبري في زيارة ميدانية لمشروعه المنزلي والذي قال إن بدايته في المشروع كانت عن طريق البحث في الشبكة المعلوماتية “الإنترنت” حول مشاريع صديقة للبيئة ذات جدوى اقتصادية يعود عليه ولعائلته بالنفع وتأمين مصدر دخل بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.. وخلال فترة بحث استغرقت أسابيع وجد أن ميوله في الاستزراع السمكي والنباتي رغم أن عمله السابق في مجال ميكانيكا السيارات، وبعدها قام بزيارة إلى جامعة السلطان قابوس وتحديدا مركز البحوث الزراعية من أجل الاستفادة من الخبراء والأكاديميين في هذا الصدد، وأخذ مشورتهم في بعض الأعمال المتعلقة بالمشروع كنظام الري وتلطيف جو البيت المحمي وغيرها.

أهداف المشروع

وحول الأهداف التي سيحققها من هذا المشروع قال إنه يسعى إلى تشجيع المواطنين الذين يرغبون بالانخراط إلى قطاع ريادة الأعمال وتأسيس مشاريع تتعلق بالاستزراع السمكي والنباتي.. هو من ضمن القطاعات المهمة التي تعتمد عليها الخطة الخمسية الحالية في تنويع مصادر دخلها.. مردفا أنه بمثل هذه المشاريع قد تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء خصوصا الخضراوات والأسماك.

أصناف النباتات

وأضاف العبري أنه زرع عدة أصناف من الخضراوات خلال الفترة الماضية كالفلفل بشتى أنواعه والطماطم والثوم والخس والملفوف والبصل والزنجبيل والنعناع وبعض الفواكه كالمانجو والفراولة... مشيرا إلى أنه حصد ثمار جهوده فلقد نجح في حصاد ثمار المانجو التي أزهرت قبل موعدها الاعتيادي وكذلك الحال للفلفل والخضروات الأخرى التي يضمها البيت المحمي.

وأوضح أن زراعته لم تتوقف على حيز البيت المحمي الذي يبلغ طوله 10 أمتار وعرضه 4.5 متر وإنما حول منزله بشكل شبه كامل إلى محمية زراعية فبعض أنواع الزهور زرعها في أنابيب صممها بأشكال مختلفة في غرف المنزل في محاوله منه إلى استغلال المكان الذي يملكه بصورة تامة.

وحول اختراعه آلية لدوران الماء داخل البيت المحمي قال إن الغرض من الآلة تدوير الماء ابتداء من حوض للاستزراع السمكي الذي يحتوي على حوالي 200 سمكة والذي قام بتغطيته بشكل جزئي بقطعة من الفلين زرع عليها عدة أصناف من النباتات وذلك من أجل استغلال المكان والماء الذي يمر بعدها إلى النباتات ... مشيرا إلى أنه يعمل على زيادة مخزون المياه بواقع 50 لترا بالآلة والذي يفقد عن طريق عملية التبخير وحاجة النباتات.

الزراعة المائية

أوضح أن العناصر الغذائية التي تحصل عليها النباتات هي ناتجه من الماء الذي يمر أولا على أحواض الأسماك والتي بدورها تعمل على توفير العناصر التي يحتاجها النبات للنمو والتي تعد بالزراعة بدون تربة، في مسعى منه لتوفير مساحة أرض ويمكن القيام بها في أي مكان. وتوفير نسبة كبيرة من الماء، وتوفير نسبة كبيرة من الأسمدة حيث إن التربة تستهلك كما كبيرا من الأسمدة ومع الزراعة بدون تربة فإن الأسمدة تقل إلى حد كبير عن الذي يستخدم في الزراعة بالتربة الزراعية.

أما بالنسبة للنباتات التي زرعها خارج البيت المحمي فهي تتغذى من مخلفات الأكل البشري من خلال وضعها في أنبوب به العديد من الثقوب موجود بقرب النبات فتخرج الديدان لتتغذى عليه وترجع مره أخرى إلى التربة لتغذيتها.

ويناشد العبري الجهات المعنية لدعم مشروعه وتطويره ليكون نموذجا أمثل للشباب، ويمثل الدعم الذي يرغب في الوصول إليه الحصول على قطعة أرض لتوسعة مشروعه أو أن تتبنى إحدى الجهات المشروع من أجل مشاركة المجتمع فكرته.