كلمة عمان

مشروعات تعزز التنمية الوطنية

23 مارس 2018
23 مارس 2018

إذا كان اكتمال وتدشين أي مشروع من المشروعات التي يجري تنفيذها، سواء في مجال الإنتاج أو الخدمات، يشكل إيذانا بانضمام طاقة وقدرة وطنية أخرى، تتضافر مع الجهود القائمة، من أجل دفع وتعزيز التنمية الوطنية، وتحقيق حياة أفضل للمواطن العماني، فإن افتتاح خط أنابيب مسقط - صحار ومحطة الجفنين لتخزين الوقود يوم الأربعاء الماضي يكتسب أهميته الكبيرة، ليس فقط من حجمه وتأثيره في إطار المشاريع اللوجستية التي تقوم حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بتنفيذها، ولكن أيضا من أن هذا المشروع الحيوي يشكل، مع مشروعات أخرى، حزمة مشروعات استراتيجية تنفذها شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية «أوربك»، وتضم مشروع تحسين مصفاة صحار، ومشروع خط أنابيب مسقط- صحار ومحطة الجفنين، ومشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية، ومن شأن هذه المشروعات الثلاثة تعزيز قدرات السلطنة في مجال الصناعات البتروكيماوية، بما يعنيه ذلك من دعم للتنمية الوطنية ولتنويع مصادر الدخل وتحقيق قيمة مضافة لصالح الاقتصاد الوطني.

وبينما تم التشغيل الفعلي لمشروع تحسين مصفاة صحار لتكرير النفط، ومشروع خط أنابيب مسقط – صحار ومحطة الجفنين لتخزين الوقود، وذلك وفق أفضل معايير الجودة، وأحدث التقنيات المعروفة في نظم التشغيل والأمان فإن العمل يتواصل على قدم وساق لاستكمال مجمع لوى للصناعات البلاستيكية، والذي سيشكل عند الانتهاء منه في عام 2020 نقلة كبيرة في على صعيد إمكانيات السلطنة في الصناعات البتروكيماوية، خاصة وإن نحو 95 % من إنتاجه سيتوجه إلى التصدير في الأسواق الإقليمية والدولية.

وفي الوقت الذي تمثل فيه هذه المشروعات فرصة كبيرة لتطوير الخبرات والكفاءات والكوادر الفنية العمانية، خاصة أنها تتم مع خبرات دولية، شركة «سي إل إتش» الإسبانية على سبيل المثال، فإن الجانب الجدير بالاهتمام هو أن شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية «أوربك» تعطى اهتماما كبيرا لجانبين مهمين إلى حد كبير، أولهما الحرص على تطوير كفاءة العاملين والكوادر الوطنية فيها، بما في ذلك ابتعاث أعداد منهم للدراسة والتخصص في الخارج في تخصصات تحتاجها الشركة في المستقبل، وثانيهما أن الشركة تحرص في تنفيذ مشروعاتها على إتاحة الفرصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتقديم بعض الاحتياجات، أو الخدمات التي تحتاجها عملية التنفيذ في المراحل المختلفة، وهو ما يسهم في إنعاش تلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتنفيذ أهداف الدولة في هذا المجال. وقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة أوربك أن الكادر البشري هو نقطة القوة الرئيسية للشركة، وأن الشركة قامت بتوظيف نحو ألف شخص في أقسامها ودوائرها المختلفة العام الماضي، كما قدمت أربعين منحة تعليمية ضمن برنامجها لابتعاث الطلبة العمانيين المجيدين للدراسة في جامعات عالمية كبرى. كما تم منح عقود لثلاثمائة وأربعين مؤسسة صغيرة ومتوسطة خلال العالم الماضي، وهو أمر له مردوده الإيجابي، الاقتصادي والاجتماعي أيضا، بالنسبة للتنمية الوطنية.