1285703
1285703
العرب والعالم

الأمم المتحدة: 170 ألف شخص فروا من العنف في عفرين

23 مارس 2018
23 مارس 2018

دفعة ثانية من المقاتلين والمدنيين تغادر الغوطة الشرقية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو 170 ألف شخص فروا اثر الهجوم الذي قادته تركيا على مدينة عفرين السورية، مشيرة إلى الظروف المروعة التي يواجهها هؤلاء.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانز لاركي للصحفيين في جنيف إن «التقديرات تشير حاليا إلى أن 167 ألف شخص نزحوا جراء الأعمال العدائية في منطقة عفرين». وأوضح أن معظم الفارين هربوا إلى بلدة تل رفعت القريبة.

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها أرسلت عيادات متنقلة وإمدادات صحية إلى المناطق التي تستضيف النازحين من عفرين، محذرة من نقص الخدمات الصحية في المدينة.

وقالت ممثلة المنظمة في سوريا اليزابيث هوف في بيان إن «الأطفال والنساء والرجال قاموا برحلات مروعة للفرار من عفرين وهم بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة.

التقى موظفونا مدنيين تحدثوا عن سيرهم 36 ساعة للوصول إلى مناطق أكثر أمانا». بدورها، أفادت الناطقة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ماريكسي مركادو أن الأشخاص الواصلين إلى ملاجئ في بلدة نبل تحدثوا عن «هربهم من القصف ونومهم في العراء وفصلهم عن عائلاتهم».

وسيطرت قوات تركية وفصائل موالية لها من المعارضة السورية على مدينة عفرين التي يشكل الأكراد غالبية سكانها، منتزعة إياها من قبضة وحدات حماية الشعب الكردية.

وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد النازحين من عفرين بنحو 250 ألفا فيما أفاد أن عشرات المدنيين قتلوا جراء المعارك إضافة إلى نحو 1500 مقاتل كردي.

وبحسب لاركي، يقدر أنه لا يزال هناك بين 50 و70 ألف مدني داخل المدينة حيث الوضع الصحي صعب كذلك، وفق منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن مستشفى واحدا من أصل أربعة يعمل فيها.

وبدأت،أمس عملية إخراج الدفعة الثانية من المسلحين وعائلاتهم عبر ممر الموارد المائية من منطقة حرستا في غرب الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة حركة أحرار الشام، بموجب اتفاق بين قيادات المسلحين وروسيا.

وأفادت سانا بخروج 8 حافلات من مدينة حرستا بداخلها 462 شخصاً بينهم 161 رجلا منهم 127 مسلحاً إضافة إلى 116 امرأة و185 طفلاً، تم نقلهم إلى محافظة أدلب.

ودخل صباح أمس عدد من الحافلات إلى مدينة حرستا لإخراج الدفعة الثانية من المسلحين وعائلاتهم ونقلهم إلى محافظة أدلب تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة ودخول جميع مؤسسات الدولة إليها.

وذكر مراسل سانا من أطراف مدينة حرستا أن الحافلات بدأت بالدخول تباعا إلى المدينة منذ الصباح، حيث يتم تجميعها في دوار الثانوية لنقل عدد من المسلحين وعائلاتهم بشكل جماعي باتجاه محافظة أدلب.

وخرجت أول حافلة وبداخلها 64 شخصا من بينهم 16 رجلا منهم 9 مسلحين إضافة إلى 17 امرأة و31 طفلا حيث يقوم أفراد المجموعات المسلحة بتسليم أسلحتهم الثقيلة داخل المدينة قبل الصعود إلى الحافلات.

وأوضح مصدر ميداني أن أعمدة الدخان التي تتصاعد من أنحاء متفرقة في مدينة حرستا ناجمة عن قيام المجموعات المسلحة بإحراق مقراتها بما فيها من أوراق ووثائق بغية إخفاء ارتباطاتها الخارجية.

ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية، أن « مفاوضات قيادة مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة مع قادة جماعة (أحرار الشام) أدت إلى الاتفاق على خروج المسلحين من مدينة حرستا». وأشارت وزارة الدفاع إلى خروج 1895 مسلحا وأفراد أسرهم عبر الممر الإنساني، يوم 22 مارس وتم نقلهم بالحافلات إلى محافظة أدلب.

وأضاف الوزارة «على طول الطريق، يتم ضمان سلامتهم من قبل الشرطة السورية تحت إشراف ضباط مركز المصالحة الروسي وممثلي الهلال الأحمر العربي السوري».

ويأتي تنفيذ اتفاق بين روسيا و«أحرار الشام»، في وقت أعلن فيه «فيلق الرحمن» بدء هدنة ووقف اطلاق نار والتفاوض مع الجيش الحكومي للخروج من الغوطة الشرقية.

وتتفاوض روسيا مع عدة فصائل معارضة في الغوطة بخصوص إخراج المدنيين من المنطقة مقابل السماح للمسلحين بالانسحاب مع عوائلهم.

وأفاد مركز المصالحة الروسي في سوريا بأن أكثر من ثلاثة آلاف مدني غادروا منذ صباح الجمعة غوطة دمشق الشرقية عبر الممر الإنساني في مخيم الوافدين.

وأكد المتحدث باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين للصحفيين أن خروج المدنيين من الغوطة يتواصل عبر ممري مخيم الوافدين وحرستا، مشيرا إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى بلدة سقبا المحررة مؤخرا من المسلحين.

وأضاف المسؤول أن العسكريين الروس زودوا نحو 8 آلاف مدني في الغوطة الشرقية بالأغذية الجمعة، بما في ذلك ستة الآلاف من الوجبات الساخنة.

وبلغ عدد المدنيين الذين غادرا الغوطة عبر مخيم الوافدين الجمعة 4.3 ألف شخص، ولايزال خروج المدنيين مستمر عبر هذا الممر.

ووصل بذلك إجمالي عدد المدنيين الذين خرجوا من الغوطة الشرقية عبر الممرات الإنسانية المقامة في المنطقة 99 ألف شخص، استنادا إلى المعلومات المنشورة سابقا من قبل وزارة الدفاع الروسية.

واستهدفت المجموعات الإرهابية بالرصاص عائلة لدى خروجها من مدينة حرستا باتجاه ممر الموارد المائية على الاتوتستراد الدولي.

هذا ويواصل الجيش السوري والقوات الحليفة تقدمه في الغوطة الشرقية، حيث تمكن من السيطرة على عشرات القرى والبلدات والمزارع، وحقق تقدما في المزارع الواصلة بين دوما وحرستا ليتمكن من تقسيم الغوطة الشرقية إلى 3 اجزاء. ونفذ سلاح الجو الحربي ضربات ليلية استهدفت مواقع المسلحين على محاور جبهات زملكا وحزة وعين ترما ومحيط دوما.

وقالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري تصدى بمؤازرة من سلاح الجو لهجوم مباغت شنه مسلحو «جيش الإسلام» على نقاطه في جنوب دوما بغوطة دمشق الشرقية.

من جهة أخرى، صرح المتحدث باسم التحالف الدولي اللواء رايان ديلون، بأن المدنيين لا يمكنهم العودة إلى الرقة بسبب الألغام المزروعة من قبل مسلحي تنظيم «داعش» الذين تم طردهم من المدينة.

وأفاد ديلون بالهاتف من بغداد بأن «العائلات العديدة تريد أن تعود إلى منازلها، ويحاول بعضها عمل ذلك، لكن مجلس بلدية الرقة وهيئة الأمن الداخلية لا يسمحان بدخول المدينة، ويعود السبب الرئيسي لهذا الحظر إلى أن المدينة لم يتم تطهيرها بعد من الألغام».

وأضاف أن مسلحي «داعش» زرعوا الألغام في المواقد ولعب الأطفال و«حتى في كتب القرآن».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن الولايات المتحدة تعرقل وصول كل المنظمات الإنسانية وبعثة الأمم المتحد إلى الرقة لتقدير نطاق الكارثة الإنسانية في المدينة.

وصرح نائب مدير دائرة الإعلام للخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، بأنه لا يوجد أي تقدم في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي حول الرقة، مضيفا أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى المدينة.

وقال كوجين للصحفيين، أمس: «نؤكد غياب أي تقدم حقيقي في تنفيذ بنود القرار رقم 2401 الدولي الخاص بالوضع في الرقة وفي مخيم الركبان للنازحين». وأشار إلى أن الدخول إلى المدينة خاضع لسيطرة القوات الأمريكية، وهي لا تزال مغلقة بالنسبة للسلطات السورية والأمم المتحدة ووسائل الإعلام المستقلة.

وأضاف: «أثناء جلسات المجموعة الدولية لمساعدة سوريا في جنيف أكد المنسق الأممي في سوريا استعداد الحكومة السورية لبدء إيصال المساعدات الإنسانية إلى الركبان، بعد الحصول على ضمانات الأمن المكتوبة من الأمريكيين». وحول الشمال السوري، انتقد ممثل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ريان ديلون، الهجوم الذي شنّته تركيا على مدينة عفرين بسوريا، وقال إنه شغل «قوات سوريا الديمقراطية» ( قسد) عن محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. وذكر ديلون، أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المشكلة من وحدات عربية وكردية، والجزء الأكبر من قيادتها هم من الأكراد، أعلنت نقل 1700 مقاتل إلى منطقة عفرين، وبالتالي تمّ الحدّ من قدرة الولايات المتحدة على القيام بعمليات ضد تنظيم «داعش» في سوريا.

وقال العقيد الأمريكي عبر الهاتف من بغداد لوكالة «نوفوستي» الروسية: «وهكذا، ترك وادي الفرات العديد من قادة قوات سوريا الديمقراطية، الآن نحن نملك قدرات محدودة على القيام بعمليات مكثفة ضد تنظيم «داعش» والضغط عليه».

من جهة ثانية، نفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وجود تفاهم مع تركيا بشأن مدينة منبج، وقال العقيد ديلون إن التحالف لا يعلم ما هو «التفاهم» الذي تزعم أنقرة أنها توصلت إليه مع واشنطن بشأن مدينة منبج السورية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في وقت سابق، إن أنقرة وواشنطن لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن مدينة منبج، ولكنهما توصلتا إلى «تفاهم» في هذه المسألة.

وأكد ديلون: «سأقول من وجهة نظر التحالف المتواجد في الميدان هناك، لو كان هناك أي تفاهم بين واشنطن وأنقرة، فنحن لم نبلغ به».