1285739
1285739
العرب والعالم

أنقرة ترفض انتقادات الأوروبي حول الخلافات مع اليونان وقبرص

23 مارس 2018
23 مارس 2018

تركيا تواصل محادثات لشراء أنظمة دفاع صاروخي -

عواصم - (رويترز - أ ف ب) - رفضت تركيا الجمعة الانتقادات «غير المقبولة» من جانب الاتحاد الأوروبي الذي أدان «التحركات غير المشروعة المستمرة» في البحر المتوسط والمرتبطة بخلافات مع اليونان وقبرص.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حامي اكسوي للصحفيين إن بيان الاتحاد الأوروبي الذي صدر أمس الأول «يتضمن تصريحات غير مقبولة ضد بلدنا، تخدم مصالح اليونان والقبارصة اليونانيين».

ويتوقع أن يجري رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر محادثات الاثنين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة فارنا البلغارية.

واشتكى اكسوي من أن الاتحاد الأوروبي دعم أثينا ونيقوسيا فقط لأن البلدين عضوان في التكتل «دون النظر في مسألة إن كانتا على حق أم لا».

وقال «فقدَ الاتحاد الأوروبي موضوعيته فيما يتعلق بالمسألة القبرصية».

وأدان بيان أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ28 المجتمعين في بروكسل تحركات تركيا «غير القانونية المستمرة» حيال اليونان وقبرص عقب اعتقال أنقرة لجنديين يونانيين وتعهدها منع الحكومة اليونانية القبرصية المعترف بها دوليا من التنقيب عن النفط والغاز. وقبرص مقسمة منذ العام 1974 عندما اجتاحت القوات التركية الثلث الشمالي من الجزيرة واحتلته ردا على انقلاب من قبل قبارصة يونانيين كانوا يريدون ضم الجزيرة الى اليونان. وبينما تحظى جمهورية قبرص اليونانية باعتراف دولي، فإن «جمهورية شمال قبرص التركية» لا تعترف بها سوى أنقرة.

وحذر أردوغان في وقت سابق شركات الطاقة الأجنبية من التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية بعدما منعت بوارج حربية تركية سفينة حفر إيطالية من التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص في فبراير الماضي.

وأبقي الجنديين اليونانيين اللذين أعتقلا في الثاني من مارس الجاري لدخولهما منطقة عسكرية في محافظة أدرنة الشمالية في الحبس ريثما تبدأ محاكمتهما. وقال اكسوي «العملية القانونية مستمرة.

نتوقع من المجلس الأوروبي تجنب التصريحات التي تشكل تدخلا في القضاء». وينظر إلى القمة بين أردوغان وقادة الاتحاد الأوروبي على أنها غاية في الأهمية لتحديد شكل العلاقة مستقبلا بين تركيا والتكتل. وسعت أنقرة منذ أكثر من نصف قرن للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن المحادثات في هذا الملف توقفت غداة الحملة الأمنية التي تبعت محاولة الانقلاب على أردوغان عام 2016. ويرى بعض قادة الاتحاد الأوروبي أن فكرة انضمام تركيا لم تعد واقعية مفضلين شراكة براغماتية بدلا منها.

وقال اكسوي «بالطبع، هذه القمة مهمة بالنسبة لنا. نتوقع أن يتم تنشيط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي».

من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أمس إن أنقرة تواصل إجراء محادثات مع مجموعة يوروسام الفرنسية الإيطالية ومع الولايات المتحدة لشراء أنظمة دفاع صاروخي.

وفي ديسمبر الماضي وقعت تركيا وروسيا اتفاقا تمد موسكو بموجبه أنقرة ببطاريات صواريخ أرض جو من طراز إس-400، في صفقة ستعزز العلاقات العسكرية بين روسيا وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وقال المتحدث حامي أقصوي للصحفيين أمس «النظام الذي نشتريه من روسيا لا يمكن دمجه في أنظمة حلف شمال الأطلسي لكننا نبقي على هدفنا بتطوير نظام يتلاءم مع الحلف».

ومنحت تركيا يوروسام في يناير الماضي عقدا مدته 18 شهرا لتطوير وصنع نظام دفاعي صاروخي بعيد المدى، في خطوة نحو تعزيز التعاون الدفاعي مع فرنسا وإيطاليا.

وقال أقصوي «تعاوننا مع يوروسام يتفق مع هذا الهدف. ومن جانب آخر نواصل محادثاتنا مع الولايات المتحدة من أجل أنظمة باتريوت».

أمنيا قالت الشرطة ووسائل إعلام إن السلطات التركية بدأت عملية لضبط 155 يشتبه بأنهم من أتباع الداعية فتح الله كولن أمس.

وتتهم أنقرة كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب في يوليوعام 2016 وهو ما ينفيه كولن.

ومنذ المحاولة الفاشلة ألقت السلطات القبض على آلاف ممن يشتبه بأنهم من أنصاره وفصلت الآلاف أيضا من وظائفهم.

وقالت شرطة اسطنبول إن عملية أمس شملت أوامر ضبط 55 موظفا في 13 إقليما يعملون بدار نشر تطبع كتب كولن.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة إن أوامر صدرت بالقبض على 38 من رجال الشرطة السابقين في ستة أقاليم متهمين بالانتماء لشبكة كولن. وأضافت أنه جرى اعتقال 24 شخصا.

وقالت الوكالة إنه بالإضافة إلى ذلك استهدفت الشرطة 62 مسؤولا تنفيذيا في خمس نقابات عمالية في عملية ثالثة شملت سبعة أقاليم.

وهذه النقابات العمالية تتبع اتحادا للنقابات تم وقف أنشطته للاشتباه في صلته بشبكة كولن. إلى ذلك أكد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس ان السلطات الأمريكية أسقطت سرا الملاحقات التي تستهدف أحد عشر رجل أمن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشتبه بأنهم اعتدوا بعنف على ناشطين أكراد في واشنطن في مايو 2017.

وكانت هذه الملاحقات تثير استياء أردوغان وتؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا الدولة التي تعتبرها واشنطن حليفة أساسية في مكافحة تنظيم داعش.

ووجه الاتهام الى 19 مشتبها به في هذا الملف الدبلوماسي الحساس، بينهم 15 من حراس أردوغان، في إجراء اعتبره الرئيس التركي «فضيحة».

وقال ناطق باسم نيابة العاصمة الفدرالية لفرانس برس ان الملاحقات ضد أربعة من الحراس الشخصيين لأردوغان أسقطت في السابع من نوفمبر 2014 وتلك التي تستهدف السبعة الآخرين أسقطت في 14 فبراير 2018. وفي الخامس عشر من فبراير توجه ريكس تيلرسون وزير الخارجية حينذاك الى أنقرة حيث التقى الرئيس التركي.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول ان تزامن الحدثين مجرد «مصادفة». وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت ان «الوزارة لم تلعب أي دور في قرار التخلي عن الملاحقات». وشكل الإعلان عن إسقاط هذه الملاحقات لأسباب غير معروفة، مفاجأة وأثار شكوكا لان السلطات الأمريكية أكدت مرات عدة أنها تمتلك شهادات وتسجيلات فيديو تسمح بإدانة أنصار أردوغان.

وأكدت ان رجال الأمن المكلفين حماية أردوغان الذين كان نعظمهم يرتدون بزات قاتمة اللون، هاجموا بعنف المحتجين الأكراد السلمين وقاموا بضربهم.

وتعود هذه الوقائع الى السادس عشر من مايو وجرح خلالها 12 شخصا أحدهم شرطي. ومعظم المهاجمين غادروا الأراضي الأمريكية متوجهين الى تركيا على الأرجح.

ومثل اثنان فقط من المشتبه بهم أمام القضاء الذي أنكروا أولا أمامه الوقائع ثم بدأوا التفاوض للحصول على عقوبة بالسجن لا تتجاوز سنة واحدة ويوما واحدا.