تونس تدشن مشروعها الضخم لمدينة الثقافة

تونس، (أ ف ب): دشنت الحكومة التونسية مدينة الثقافة بحضور الممثلة الإيطالية - التونسية كلوديا كاردينالي، وهو مشروع ضخم في وسط العاصمة تونس أُطلق قبل عقد من الزمن وتوقف العمل به لسنوات.

ويضم هذا المجمع الضخم متحفا للفن المعاصر وقاعة للأوبرا تتسع لألف وثمانمائة متفرج، وصالتي مسرح ومكتبة سينمائية ومركزا لمحبي الكتب واستوديوهات ومكاتب للمهرجانات المختلفة التي تزخر بها الحياة الثقافية التونسية، وهو من أكبر المشاريع العمرانية المنفذة خلال العقود الأخيرة ومن شأنه أن يصبح المركز الثقافي الأبرز في تونس.

هذا الصرح الثقافي الذي يتميز بتجهيزات لافتة، يشهد انطلاقة كبيرة مع معارض وبرامج ثقافية متنوعة تشمل الرقص والسينما والمسرح إضافة إلى لقاءات مع كتاب عرب خلال الموسم الأولى الممتد حتى الصيف.

وقال وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين «حققنا فضاء طموحا للأجيال القادمة»، مشيرا إلى أن هذا المشروع «حلم سيشكل مفخرة لتونس، هذا يوم تاريخي».

وأضاف «من خلال هذا المشروع الذي طال انتظاره أصبح لتونس أكبر مركز ثقافي في الوطن العربي والمغرب العربي وإفريقيا».

هذا المجمع الواقع في أحد أهم الأحياء في وسط العاصمة سيضم خصوصا الجوقة والاوركسترا التابعتين لدار أوبرا تونس التي أقيمت أخيرا وتضم ثمانين شخصا، إضافة إلى قاعة لرقص الباليه.

وكان هذا المشروع الضخم الذي أطلق خلال عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، يرمي في بادئ الأمر إلى جمع كل الأنشطة الثقافية في موقع واحد تحت راية الدولة.

غير أن وزير الثقافة الذي قاد وحدة الإشراف على هذا المشروع اعتبارا من سنة 2008 ولمدة ثلاث سنوات في عهد بن علي، نفى أي توجه للهيمنة السياسية على مشاريع الإبداع الفني في الصرح الجديد مشيرا إلى أن «المدينة تستقطب كل الأفكار على أمل أن تترجم على أرض الواقع».

ووصفت سيماء صمود مديرة مركز الموسيقى في المدينة، قاعة الأوبرا بأنها «تحفة فنية» ستشجع على «استقطاب المشاريع العالمية».

وأبدت صمود أملها في إنتاج عمل أوبرالي تونسي مقتبس من مسرحية لاترافياتا الشهيرة قبل الصيف في حال سارت الأمور على ما يرام.

غير أن الميزانية اللازمة لعمل مدينة الثقافة لم تتوافر بالكامل، ومن المتوقع إقرار مبلغ 10 ملايين دينار تونسي (4,17 مليون دولار) في مجلس الوزراء الأربعاء الماضي. وأقيم هذا المجمع عند أحد المحاور المرورية الرئيسية في وسط تونس العاصمة وهو يمتد على مساحة تسعة هكتارات مع واجهة زجاجية استحالت رمزا هندسيا لافتا للعاصمة. وقد بلغت تكلفته الإجمالية 130 مليون دينار تونسي (54 مليون دولار).- برنامج فني حافل - وواجه المشروع عقبات مردها خصوصا خلافات مالية مع الشركة المروجة له كما وقع ضحية الإهمال بعد الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي في 2011 حتى مارس 2016.

وأقيم حفل افتتاح للمدينة مساء الأربعاء الماضي بحضور الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والممثلة كلوديا كاردينالي التي ولدت قبل ثمانية عقود في ضاحية حلق الوادي شمال العاصمة غير بعيد من الموقع الجديد.

وتضمن برنامج الحفل الافتتاحي أداء الأوركسترا الجديدة لدار الأوبرا التونسية مقتطفات من أوبرا كارمن للمؤلف الفرنسي جورج بيزيه بصوت ثلاثة فنانين تونسيين متخصصين في هذا النوع الفني وبمرافقة من جوقة الأوبرا إضافة إلى جوقات وفرق أوركسترالية تابعة للإذاعة الوطنية الأوكرانية.

وتستضيف المدينة الجديدة أيضا فرقة باليه ستقدم أول عروضها في نهاية الشهر المقبل مع عمل لمصممة الرقصات الفرنسية التونسية هالة فطومي. كذلك يضم المتحف في مدينة الثقافة أكثر من 12 ألف قطعة كانت مودعة داخل مبنى عام في ظروف سيئة. وستجتهد المكتبة السينمائية الوطنية، وهو مشروع منتظر منذ زمن طويل وأطلق في نوفمبر 2017، لحفظ التراث السينمائي المحلي ونقله إلى الجيل الجديد. وإضافة إلى مشروع للترميم وللتحويل الرقمي للأفلام لم يجد بعد التمويل اللازم، ستتيح ثلاث قاعات سينما جمع وبث أفلام قديمة، مع برنامج لأعمال كلاسيكية تونسية أو أوروبية مهمة بينها أفلام عدة مع كلوديا كاردينالي.