1285237
1285237
الرئيسية

تدشين النسخة الـ «6» لمهرجان طاقة 2018 بأوبريت فني تراثي

22 مارس 2018
22 مارس 2018

 

[gallery size="medium" ids="574771,574770,574769,574768,574767,574766"]

تضمن معارض عن الموروث والمشغولات والحرف والصناعات التقليدية والفنون -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

دشن معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني مساء أمس انطلاق فعاليات مهرجان طاقة لعام 2018م في نسخته السادسة بحضور سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار، وسعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان طاقة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والولاة، وأعضاء المجلس البلدي بمحافظة ظفار، وعدد كبير من المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وشيوخ وأعيان ومواطني الولاية، حيث اشتمل المهرجان على العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية والدينية فضلا عن إبراز الموروث الشعبي والمشغولات اليدوية والحرف والصناعات التقليدية والفنون وريادة الأعمال والمرأة والطفل والبيئات الريفية والبحرية.

بدأ حفل الافتتاح بتقديم (الأوبريت) الافتتاحي الذي يتحدث عن تجسيد طاقة بشكل أسطوري، ومشاركة محافظات السلطنة الاحتفال بافتتاح المهرجان حيث تتحدث اللوحة الأولى (حوارية دخول) طاقة ترحب بالحضور، ومن ثم يأتي ابن الداخلية يطلب ود طاقة من خلال حوار شعري، ومن ثم فن الرزحة. بعدها يأتي ابن الباطنة ويطلب ود طاقة، والمشاركة في حفلها بحوار شعري، ومن ثم لوحة اليولة، ويأتي ابن الشرقية وبنفس الطريقة بفن المديمة.

ومن ثم ترحب طاقة بأبناء المحافظات في تقديم لوحات من فنون ظفار الهبوت والشرح والربوبة والسنبوق، ومن ثم تتحدث طاقه بحوار شعري نجتمع اليوم في ظل عمان وقائده ومن ثم اللوحة الختامية بفن العازي. وقد شارك في هذا العمل و في أداء الأدوار كل من الفنان محمد باشعيب والفنان هشام اليافعي والفنان شامس نصيب والفنانة ليندا من فرقة السلطنة للثقافة والفن المسرحية. وكتب كلمات (الأوبريت) الشاعر سالم بن بخيت المعشني والشاعر سعد المغني ورضوان سعد ومحمد الجابري «أصيل عارف» ، ومن ألحان رضوان سعد، والتوزيع الموسيقي طلال بشير، وبمشاركة فرقة سمهرم للفنون الشعبية، والإخراج العام رجب خميس، وكتابة السيناريو والحوارات الشعرية الشاعر صلاح شجنعة.

وقام سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة بتقديم هدية تذكارية لمعالي الشيخ سالم المعشني راعي المناسبة بعدها قام معالي الشيخ راعي الحفل والحضور بالمرور على فعاليات ومناشط المهرجان حيث استهل معاليه والحضور المرور على المعرض الصحي الذي نظمه مستشفى طاقة ويحتوي المعرض على العديد من الأركان الصحية مثل ركن للفحص وركن للتعريف بالأدوية وركن للتعريف بمخاطر الأشعة وركن للتثقيف الصحي والتغذية وكذلك ركن لصحة المجتمع ورعاية المسنين والعلاج الطبيعي وركن لطب الأسنان وركن للكشف المبكر عن سرطان الثدي. حيث يقدم المعرض الصحي فحوصات مجانية لضغط الدم وفحوص الكولسترول والوزن وتتضمن خدمات المعرض الصحي كذلك تقديم المشورة الصحية من قبل كوادر طبية مؤهلة وقادرة في كيفية تقديم المعلومات الصحية والتعامل الجيد مع ملتقى الخدمة وذلك حرصا من المستشفى لرفع الوعي الصحي لدى كافة شرائح المجتمع. بعدها مر معاليه والحضور على القرية الريفية التي تحتوي على العديد من الفعاليات تتجسد فيها الموروثات الضاربة في القدم والمكونة من عدة نماذج: الأول المسكن الريفي ((استريت)) وهو المكان الذي تسكنه الأسرة الريفية والمسكن الثاني هو الحظيرة وتسمى عند أهل الريف (الدقف) وهو عبارة عن حظيرة مسقوفة بالأخشاب مثل السكن الأدمي كما تضمنت القرية الريفية كذلك المزرعة الموسمية التي تسمى محليا (اشنو) وقد تكون هذه المزرعة في مكان قريب وفي أي مكان آخر متعارف عليه وتعتمد الزراعات في هذا الموسم على الذرة والدجر والخيار وغيرها من المحاصيل الموسمية الأخرى. وقدمت عضوات جمعية المرأة العمانية بولاية طاقة خلال مرور معالي الشيخ والحضور على القرية الريفية مجموعة من الفنون الشعبية الخاصة بالبيئة الريفية كفن النانا والهبوت والدبرارت وفن الطبل بالإضافة إلى الألعاب الشعبية القديمة لأهل الريف مثل الطاب والحفيرة وغيرها من الفنون الأخرى كما شاهد الحضور أنواعا جمة من الأكلات المحلية التي يتميز بها سكان الريف مثل لحم المظبي والحليب المعضوب بالأحجار الساخنة والمعجين والعصيدة والرز والدجر المضروب بالسمن المحلي، كما أتحفت عضوات جمعية المرأة بطاقة الحضور بتقديم العديد من الأنشطة المهنية التي تتميز بها المرأة الريفية عن غيرها وهي عملية دبغ الجلود وخض الحليب في القربة وغيرها من الحرف المماثلة.

وقام معاليه بالمرور كذلك على خيمة الحرفيات التي احتوت على العديد من المشغولات والحرف التقليدية التي تشتهر بها الولاية، وذلك من إنتاج عضوات جمعية المرأة العمانية بطاقة، وضم المعرض كذلك مشاركة العديد من الحرفيات من نسوة الولاية من نيابة مدينة الحق ونيابة جبجات بالولاية في معرض الأسرة المنتجة بمشاركة أكثر من (30) امرأة من ولاية طاقة بالإضافة الى معرض الحرفيين الذي نظمته الهيئة العامة للصناعات الحرفية ممثلة بإدارة الصناعات الحرفية بمحافظة ظفار الذي يحتوي على ركنين أساسيين الأول يشتمل على عرض حي للصناعات الحرفية التي تتميز بها ولاية طاقة مثل صناعة الفخاريات والسعفيات وصناعة الجلود والنسيج والفضيات أما الركن الثاني احتوى على العديد من المنتوجات الحرفية للولاية مثل العطور ومشتقات اللبان الظفاري الذي يستخرج من ماء اللبان وزيت اللبان وكذلك النسيجيات ومنتجات التشكيل على قشرة النارجيل والنحت على العظام. كما مر معاليه والحضور على البيئة البحرية التي تحتوي على العديد من المناشط والفعاليات من خلال عرض جميع الأدوات التي تستخدم في عملية الصيد وأولها السنبوق وهو مركب الصيد المستخدم في رمي الشباك في البحر، ويحمل غالبا 8 إفراد، ويصنع قديما من خشب (الأمبي) الذي يجلب من عدن، وكان من أشهر صانعي السنبوق في ولاية طاقة وفي محافظة ظفار كل من عوض بن عبدالله بن عوض النجار، وعوض بن رجب بن رمضان والمعروف بلقب النجار، والحبال تصنع من ليف سعف النارجيل أو كما يطلق عليها محليا (الكمبر) وكذلك صناعة الشلمان: وهي الأداة التي تقوم بعمل المسامير حاليا، حيث توصل أجزاء المركب أو السنبوق بعضا ببعض، وكانت تصنع من شجر التين المحلي.

وصناعة الهيرب وهو الجزء السفلي من المركب وفي العادة يصنع من خشب شجرة «الصغوت كما تحتوي البيئة البحرية تعريف الزوار بالضاغية وهي مجموعة صيد السردين أو العومة، وينقسمون 8 أفراد على ظهر السنبوق ويعرفون بالبحارة، و12 آخرون على البر ويطلق عليهم النواخذة، بالإضافة إلى عملية إصلاح شباك الصيد (الجريف) بعد عملية الصيد وإفراغ الجريف تتم عمليات إصلاحه من بعض الخروقات وتعرف محليا (الكادة). ويصنع الجريف في السابق من القطن بواسطة أداة (الديلي) حيث ينسج محليا سواء في الولاية نفسها أو يحضر من صلالة. شلة السنبوق: هي الاحتفال المصاحب لإطلاق المركب السنبوق الجديد بعد الانتهاء من صنعه من قبل النجار أو الحرفي. ويشارك العديد من الأهالي في تدشين الرحلة الأولى للمركب في البحر وإيذانا بدخوله للخدمة. كما مر معاليه والحضور على المعرض التوعوي الذي نظمته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ممثلة بإدارة موارد المياه بمحافظة ظفار تزامنا مع احتفال السلطنة باليوم العربي والعالمي للمياه مع دول العالم والذي يصادف ٢٢مارس من كل عام.

معرض للصور الفوتوغرافية

كما مر معاليه والحضور على جناح معرض الصور الفوتغرافية الذي نظمه عدد من الشباب المصورين العمانيين وهم المصور محمد المعشني (أبوسعود) ومحمد تبوك وعادل المعشني ونادر دهيش وعبد الله أحمد المعشني وعبد الحافظ فرج هبان حيث يحتوي هذا المعرض على 30 صورة من روائع أعمال المصورين الضوئيين العمانيين ويهدف إلى الارتقاء بمستوى فن التصوير الضوئي في السلطنة. وتتنوع هذه الصور بين الطبيعة وتصوير الوجوه والطبيعة الصامتة والتصوير وغيرها من مواضيع التصوير، بما يعكس تطور الإنتاج الفني لدى المصور العماني. كما تجول معاليه والحضور في جناح المأكولات الشعبية التي تشتهر بها ولاية طاقة ومعظم ولايات المحافظة.

إرث حضاري

صرح سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي ولاية طاقة ورئيس اللجنة المنظمة لمهرجان طاقة لـ(عمان) بأن مهرجان طاقة 2018م يعتبر على امتداد سنواته المتوالية حاضنا حقيقيا لإرث حضاري ممتد في عمق التاريخ .. فهو يحاكي سمهرم حينما كان بخور اللبان يعطر العالم بعبق دخانه وسيكون هذا المهرجان بإذن الله مفرده جميلة في المحافظة يميزه عن باقي المهرجانات أنه يقوم ويولد في كل عام على جهد وعرق وإبداع أبناء طاقة. كما يستمد مهرجان طاقة ديمومته من إصرار وهمة وعزيمة الشباب وتوجيهات وتخطيط وقراءة ما يوحيه جبين مقطب بتعرجات اختزلت حكمة السنوات حينما ينثر الجد والأب درر من العطاءات المزدحمة في الذهن الواحد .. ليطل إشراق أنيق يستأذن القمر ليرخي أشعة البدر على المكان والزمان والشخوص .. هكذا هو مهرجان طاقة زمن حي ديناميكي ملموس يمتد لمدة خمسة عشرة يوما يمتع زائريه بمفردات متنوعة من الفقرات التي تحتويها أجندته كما أنه يرسم فرحاً لأسر وأبناء مجتمع طاقة من خلال محصلة خير تم تحصيله تحت خيمة المرأة التي كانت تنتظر هلال المهرجان يطل لتجد لها سوقا تمارس فيه مهنة تجلب لها رزقا يخفف عنها عبأ المصروف اليومي.

وأشاد سعادته بجهود القائمون على مهرجان طاقة واستمراريته على مدى سنوات ست متواصلة، وهذا بلا شك نابع عن جهود يبذلها القائمون على اللجنة الرئيسية واللجان المنبثقة عنها، وبتكاتف أبناء ولاية طاقة، من أجل إظهار ولايتهم بالمظهر المشرف الذي يليق بمكانتها التاريخية العريقة، وبما يعكسه المهرجان من تراث وتاريخ متأصل منذ القدم، ويبرز المقومات الطبيعية والسياحية والاقتصادية بشكل عام، والبيئات الحضرية والريفية والبحرية وغيرها من سمات المهرجان المتعددة.