6656
6656
المنوعات

قصـة تأسـيس اليـوم العـالمـي للشـعـر

22 مارس 2018
22 مارس 2018

انعقد في باريس ومدن فرنسية أخرى (بوردو – غرونوبل – مارسيه)، مهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية) لمدة أسبوعين في (مايو، 1997) بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين هم: (محمود درويش – عز الدين المناصرة – فدوى طوقان)، وهم على التوالي ينتمون للمدن الفلسطينية التالية: (عكا – الخليل – نابلس) – كما شارك في هذا المهرجان الهام عدد من القصاصين والروائيين من مدن فلسطينية أخرى أبرزهم: (سحر خليفة – أنطون شماس – زكي العيلة – غريب عسقلاني – ليانة بدر – رياض بيدس)، والمؤرخ الفلسطيني (إلياس صنبر).

وقد وصفت (جريدة القدس العربي المهرجان بأنه (يشكل نقلة نوعية، وغير مسبوقة على الصعيد الأوروبي). وقد حضرت حشود عربية وفرنسية فعاليات وأمسيات المهرجان يتقدمهم مثقفون ومفكرون ونقاد فرنسيون منهم: (جاك ديريدا – مكسيم رودونسون – تسفتيان تودوروف).

كانت أبرز فعاليات المهرجان (ندوة الأدب والمنفى)، وكذلك أقيمت أضخم ندوتين شعريتين: إحداهما: صباحية محمود درويش الشعرية في جامعة السوربون – وأمسية عز الدين المناصرة وفدوى طوقان الشعرية في (مسرح موليير الباريسي). وأقيم حفل توقيع لديوان (رذاذ اللغة) بالفرنسية لعز الدين المناصرة في (مكتبة ابن سينا في باريس)، وأقيم حفل توقيع آخر لهذه المختارات الشعرية في (مدينة بوردو) بمشاركة ناشر الكتاب مدير دار سكامبيت (كلود روكيه) الذي قال في كلمته: (بعد أن قرأت مختارات (رذاذ اللغة ) – أعتقد أن الشاعر المناصرة لا يقل أهمية عن شعراء فرنسا العظام في النصف الثاني من القرن العشرين)، وأقيمت أمسية ثقافية في (معهد الحضارة)، وكذلك أمسية ثقافية في (مدينة غرونوبل)، وفي (مدينة مارسيه). وقد تم توزيع ملصقات ومقاطع من أشعار الشعراء الفلسطينيين الثلاثة على حيطان باريس وبوردو ومترو باريس.

وفي ظل النجاح الكبير لفعاليات المهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية)، اجتمع الشعراء الثلاثة (درويش والمناصرة وطوقان) في (فندق لوتسيا التاريخي) في باريس بتاريخ (15/‏‏5/‏‏1997)، وتفاهموا حول فكرة (المبادرة الفلسطينية لتأسيس اليوم العالمي للشعر)، فأرسلوا إلى فيديريكو مايور (مدير عام اليونسكو الدولية) عبر ممثل فلسطين في اليونسكو (عمر مصالحة) – رسالة – بيانا بعنوان: (مانيفستو: الشعر شغف الإنسانية – الشعر جسد العالم) – ووقع الرسالة الشعراء الثلاثة: (فدوى طوقان، مواليد 1917 – محمود درويش – 1941 – وعز الدين المناصرة – 1946) وطالبوا بتخصيص يوم عالمي للشعر في نهاية الرسالة.

أطلق على هذه المبادرة صفة (المبادرة الفلسطينية، 15/‏‏5/‏‏1997).

أرسلتْ (اليونسكو) – الفكرة – أو المبادرة الفلسطينية إلى (30 منظمة ثقافية في العالم) أو أكثر، وتمت مساندة (المبادرة) من قبل (اللجنة الوطنية المغربية) … بتاريخ (29/‏‏11/‏‏1998). وفي عام (1998، 1999) تواصلت الاستشارات حتى أصدرت اليونسكو عام (1999) قرارها بالموافقة على فكرة (تأسيس يوم عالمي للشعر). وأعلنت أن يوم (21 مارس) من كل عام هو يوم عالمي للشعر.

كتب كثيرون عن هذه المبادرة، ومن بينهم الشاعر والصحفي اللبناني (أحمد فرحات) بعنوان (تحية إلى شعراء العزلة الكبار) في (جريدة الاتحاد الإماراتية – بتاريخ 24/‏‏3/‏‏2016) ما ننقله حرفيا: (لا بد من التنويه بما أعلنته منظمة اليونسكو في عام 1999م بتكريس يوم عالمي للشعر في 21 مارس من كل عام، بناء على اقتراح ثقافي عربي فلسطيني مسبق أعقبه دعم ثقافي مغربي قدمته (اللجنة الوطنية المغربية 1998)، لليونسكو – كان تقدم به في عام 1997م الشعراء العرب: (فدوى طوقان – محمود درويش – عز الدين المناصرة) إلى مدير اليونسكو وقتها الإسباني فيدريكو مايور الذي رحب بالفكرة، وسهل تنفيذها؛ انطلاقا من كونه شاعرا في المقام الأول، ولكونه أيضا ينتمي لعائلة برشلونية مطعمة بجذور عربية أندلسية، تعود إلى القرن الثامن الميلادي).

ويضيف أحمد فرحات في مقالته قوله: (ينبغي أن نذكر هنا أن فكرة قيام يوم عالمي للشعر نبعت أساسا من رأس الشاعر عز الدين المناصرة باعتراف الشاعر محمود درويش الذي تبناها من فوره مع الشاعرة فدوى طوقان – وذلك كما أسر لي الشاعر درويش نفسه في باريس، عام 2004). ويختتم فرحات مقالته بالقول: (في كل الأحوال … من المهم جدا أن نسجل للعرب هذه الفكرة الريادية في المحافل الثقافية الدولية، ولا سيما الشعرية منها).