1283068
1283068
العرب والعالم

الرئيس الفلسطيني يهاجم حماس والسفير الأمريكي

20 مارس 2018
20 مارس 2018

البيت الأبيض يندد بما صدر عن عباس ويخيّره بين السلام والكراهية -

واشنطن- رام الله - (رويترز) - (أ ف ب) - ندّد البيت الأبيض فجر امس بقوة بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وما تضمّنته من «إهانات في غير محلها» بحق السفير الأمريكي في اسرائيل، معتبرا ان الوقت حان لكي يختار بين «خطاب الكراهية» والسلام.

وقال جايسن جرينبلات مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط ان «الوقت حان لكي يختار الرئيس عباس بين خطاب الكراهية وجهود ملموسة لتحسين حياة شعبه وايصاله الى السلام والازدهار».

وأتى تعليق البيت الأبيض بعيد ساعات على نعت الرئيس الفلسطيني السفير الأمريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان بـ«ابن الكلب».

ولكن المسؤول الأمريكي قال في بيانه إنه «على الرغم من ان هذه الإهانات بحق افراد في ادارة ترامب ليست في محلها بالمرة ، فإننا ملتزمون تجاه الفلسطينيين وفي سبيل إحداث تغييرات لا بد منها من اجل تعايش سلمي» بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضاف «نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطتنا للسلام وسنعرضها حين تتهيأ الظروف الملائمة».

وكان عباس قال في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله ان ادارة ترامب «اعتبرت ان الاستيطان شرعي وهذا ما قاله اكثر من مسؤول اميركي، أولهم سفيرهم في تل ابيب هنا ديفيد فريدمان. قال (الاسرائيليون) يبنون في ارضهم، يبنون في ارضهم؟ وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير امريكا في تل ابيب ماذا ننتظر منه».

وأضاف «يجب ان لا نتعامى عن الحقيقة بعد الان، (انها) تدمير المشروع الوطني الفلسطيني. هذا هو المخطط الذي بدأت ادارة الرئيس ترامب بتنفيذه حين أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل وقررت نقل سفارتها اليها وقطعت مخصصاتها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)».

وفي كلمة أمام قمة للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله حمل عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية هجوم بقنبلة استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة يوم 13 مارس في تصريحات تهدد جهود المصالحة مع الحركة.

واتهم الرئيس الفلسطيني السفير الأمريكي ديفيد فريدمان بالدفاع عن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية لقوله إن المستوطنين يبنون على «أرضهم»، وأثارت هذه التصريحات انتقادات من فريدمان ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال عباس في لهجة غاضبة: « ....... يقول إنهم يبنون في أرضهم وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أمريكا في تل أبيب ماذا ننتظر منهم».

وفريدمان مؤيد قوي لحركة الاستيطان في إسرائيل وكان من أوائل المؤيدين وأكثرهم تحمسا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك.

ورد فريدمان على إهانة عباس خلال كلمة في مؤتمر لمكافحة معاداة السامية في القدس قائلا «رده كان الإشارة لي بأنني ابن كلب، هل هذه معاداة سامية أم حوار سياسي؟ الحكم لا يرجع لي، أترك الأمر لكم».

وأصدر المبعوث الأمريكي لدى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات بيانا وصف فيه تعليق عباس بأنه «غير ملائم تماما» وقال إن على الرئيس الفلسطيني «أن يختار بين خطاب الكراهية وبين جهود ملموسة وعملية لتحسين حياة شعبه».

وقال نتانياهو إن قرارات ترامب بشأن القدس أوصلت عباس على ما يبدو إلى المرحلة التي جعلته يشن فيها هجوما لفظيا على مسؤول أمريكي.

وقال نتانياهو على تويتر «للمرة الأولى منذ عشرات السنين تتوقف الإدارة الأمريكية عن تدليل الزعماء الفلسطينيين وتقول لهم: كفى»، وأضاف «صدمة الحقيقة جعلتهم يفقدون صوابهم على ما يبدو».

وقال عباس إنه لم يتحقق أي تقدم في عملية المصالحة مع حركة حماس مستشهدا بالجهود الأخيرة لتطبيق اتفاق تقاسم السلطة على المعابر المؤدية لغزة والأمن داخل القطاع.

وتصاعدت حدة المواجهة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس منذ نجا الحمد الله واللواء ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية دون أن يلحق بهما أذى عندما انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق أثناء دخولهما قطاع غزة الذي تهيمن عليه حماس. وقال عباس «أقدم التهاني بسلامة الأخوين الكبيرين الأخ رامي الحمد الله رئيس الوزراء والأخ ماجد فرج مدير المخابرات على سلامتهما وسلامة جميع الإخوة من ضباط وجنود وأفراد الذين تعرضوا إلى الحادث الآثم الحقير الذي قامت به حركة حماس ضدهم في قطاع غزة».

ولم يقدم عباس أي دليل على مسؤولية حماس عن الهجوم لكنه قال إنه لا يثق في أن حماس ستحقق في الواقعة بنزاهة.

وأضاف قائلا «نحن لا نريد منهم تحقيقا ولا نريد منهم معلومات ولا نريد منهم أي شيء لأننا نعرف تماما أنهم هم حركة حماس التي وقفت وراء هذا الحادث».

وطالب عباس حماس بالتخلي عن السيطرة على غزة وإلا فإنها ستخاطر بتحمل المسؤولية الكاملة عن القطاع وسكانه وعددهم مليونا نسمة من دون أي مساعدة من سلطته الفلسطينية المدعومة من الغرب.

وقال «بصفتي رئيسا للشعب الفلسطيني تحملت ما تحملت في سبيل إعادة الوحدة واللحمة إلى الوطن وقوبلت بالرفض والإصرار من قبل حركة حماس وسلطتها غير الشرعية».

ووصفت حماس تصريحات عباس بأنها غير مسؤولة وأنها «تحرق الجسور وتعزز الانقسام»، ونفت حماس في السابق مسؤوليتها عن الحادث.

وحاولت فتح وحماس لسنوات التوصل إلى تفاهم بشأن إدارة قطاع غزة لكنهما فشلتا مرارا في تطبيق اتفاقات تمت بشكل أساسي بوساطة مصرية.