1283090
1283090
العرب والعالم

الأمم المتحدة تطالب بدخول الغوطة وعفرين مع تنامي الاحتياجات الإنسانية

20 مارس 2018
20 مارس 2018

مقتل 36 عنصرا من أفراد الجيش السوري في هجوم لـ «داعش» -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

دعت الأمم المتحدة أمس إلى وصول المساعدات الإنسانية بالكامل للمدنيين داخل منطقة الغوطة الشرقية السورية وخارجها لتلبية احتياجاتهم الملحة وذلك بعد أن فر نحو 50 ألفا في الأيام القليلة الماضية.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن ما يقدر بنحو 104 آلاف شخص تشردوا بسبب القتال داخل وحول مدينة عفرين بشمال سوريا كما تقطعت السبل بنحو عشرة آلاف في مواقع قريبة وهم يحاولون العبور إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية.

وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية في إفادة مقتضبة بمدينة جنيف «تشعر مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بالقلق من تفاقم جديد للأزمة الإنسانية في سوريا مع نزوح كبير جديد بسبب القتال العنيف في الغوطة الشرقية وريف دمشق وعفرين». وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن النساء والأطفال يشكلون نحو 70% من بين 50 ألفا فروا من الغوطة الشرقية وإن أطفالا كثيرين مصابون بالإسهال وأمراض تنفسية يمكن أن تفضي للموت.

وأضافت أن ما يقدر بنحو مائة ألف شخص ما زالوا داخل منطقة عفرين نصفهم أطفال.

ميدانيا ، واصلت وحدات من الجيش عملياتها لتحرير الغوطة الشرقية واجتثاث من تبقى من المعارضة المسلحة بالتوازي مع إيصال المساعدات إلى الأهالي في منازلهم في سقبا وكفر بطنا وتأمين الممرات الإنسانية لخروج المواطنين.

وحسب «سانا» بدأت وحدات من الجيش الحكومي فجر أمس عمليات دقيقة في وادي عين ترما استخدمت فيها تكتيكات وأسلحة تتناسب والمناطق السكنية وطبيعة الأرض الزراعية حفاظا على حياة المدنيين وعلى ممتلكات ومزروعات الأهالي وحققت خلالها تقدما جديدا بعد تكبيد التنظيمات المسلحة خسائر بالأفراد والعتاد.

وفي شمال القطاع الأوسط للغوطة تصدت وحدات من الجيش لمحاولات تسلل مجموعات مسلحة من اتجاه دوما إلى أطراف بلدة مسرابا للاعتداء على النقاط العسكرية في محيطها حيث اشتبكت معهم وأوقعت العديد منهم بين قتيل ومصاب فيما لاذ الباقون بالفرار باتجاه دوما. وتواصل وحدات الجيش في تأمين الممرات في القطاعين الأوسط والشمالي لإفساح المجال أمام المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية للخروج حيث تمكن خلال الأيام القليلة الماضية آلاف المدنيين من الخروج من الغوطة الشرقية وتم تأمينهم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري في مراكز للإقامة المؤقتة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير الجيش الحكومي السوري أكثر من 65% من الغوطة الشرقية وأن 80 ألف شخص خرجوا في الأيام الـ5 الماضية عبر الممرات التي فتحها الجيش السوري ومركز المصالحة الروسي. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: «تستمر في الغوطة الشرقية، وبدعم من مركز المصالحة الروسي في سوريا، عملية إنسانية فريدة وغير مسبوقة​​​. ففي الأيام الـ5 الماضية، تم عبر الممرات الإنسانية المفتوحة هناك، إجلاء نحو 79655 نسمة».

وأضاف: «الجهود الرئيسية للعسكريين الروس تهدف بشكل أساسي إلى ضمان خروج المدنيين الآمن من المناطق المحاصرة وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية الروسية لمن تم إجلاؤهم».

وتابع: «سلّمنا في وقت قصير نحو 427 طنا من المواد الغذائية، إضافة إلى المطابخ المتنقلة، والأفرشة والبطانيات، ونقدم الوجبات الساخنة للنازحين يوميا». وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا العمل «تم بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري». وقال: «على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل المسلحين لإخراج السلام عن مساره في الغوطة الشرقية، فنحن نتفاوض مع قادة الجماعات المسلحة بهدف وقف الأعمال العدائية وتجنب وقوع كارثة إنسانية هناك».

وأضاف: «نواصل مراقبة ممارسات الولايات المتحدة وبلدان التحالف، ونلاحظ نشاط قواتهم المسلحة حول سوريا».

وختم بالقول: «قد يستخدم المسلحون مواد سامة لإلقاء اللوم على القوات السورية واتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية. وتم إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي».

ميدانيا قتل 36 عنصرا على الأقل من أفراد الجيش الحكومي السوري والمسلحين الموالين له خلال اشتباكات عنيفة في حي القدم في جنوب دمشق، إثر هجوم لتنظيم (داعش) مكنه من السيطرة على الحي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وتقدم مقاتلو التنظيم إلى الحي بعد أسبوع من إجلاء مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصيل إسلامي آخر مع أفراد من عائلاتهم بموجب اتفاق سابق مع دمشق الى مناطق في شمال سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «شن تنظيم (داعش) هجوما على حي القدم تمكن خلاله من السيطرة الكاملة على الحي» مشيرا إلى «مقتل 36 عنصرا على الأقل من الجيش السوري والمسلحين الموالين له». وأفاد عن وجود العشرات من الجنود الجرحى والمفقودين في وقت لم ينشر الإعلام الرسمي أنباء عن الهجوم. وكان للتنظيم وجود محدود في هذا الحي قبل ان تتمكن القوات النظامية من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي اثر إجلاء مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام وفصيل أجناد الشام منه. وبحسب المرصد، بدأ التنظيم هجومه أمس الأول من حي الحجر الأسود المجاور. واستقدم الجيش أمس تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لاستعادة السيطرة على الحي، بحسب المرصد.

من جهة أخرى، قصفت القوات التركية محطة علوك للمياه وخط الكهرباء المغذي لها في منطقة رأس العين نحو 85 كم شمال مدينة الحسكة ما أدى إلى خروجها من الخدمة وانقطاع مياه الشرب عن المدينة.

وقامت القوات التركية باستهداف خط نقل الطاقة الكهربائية المغذي لمحطة علوك للمياه شرق مدينة رأس العين بنحو 7 كم ومحيطها ومدخلها ما تسبب بفقدان المحطة للتغذية الكهربائية وبالتالي توقفها وخروجها من الخدمة وانقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها. وبين وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي في تصريح صحفي أن «ورشات الإصلاح توجهت فورا من أجل إصلاح الخط ولكن أيضا تم استهداف الآلية التي كانت تقل عمال الورشات و تعرضت لأضرار كبيرة كما أصيب عدد من العمال بجروح طفيفة.

وقام الجيش التركي، بالرد على إطلاق نار شنته قوات «سوريا الديمقراطية» من بلدة رأس العين بالحسكة واستهدف حرس الحدود التركي في الجهة المقابلة.

وذكرت وكالة (الأناضول)، ان «الجيش التركي رد على مصدر النيران وتمكن من تحييد عنصر من تنظيم «ي ب ك» الذي نفذ الهجوم المذكور». وبات العلم التركي يرفرف في نقاط عدة داخل المدينة وفوق مباني الإدارة الذاتية، وكتبت المقاتلون الموالون لأنقرة أسماء فصائلهم على جدران الشوارع.

ويتفوق المقاتلون الأكراد رغم «إمكانياتهم الضعيفة» بحسب المرصد على القوات التركية والمقاتلين السوريين بمعرفتهم الواسعة بطبيعة المنطقة الجغرافية في عفرين.

ونددت دمشق بما وصفته بـ«الاحتلال» التركي لعفرين مطالبة «القوات الغازية» بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.

دبلوماسيا : أدانت سوريا بشدة الادعاءات الصادرة عن مجلس الاتحاد الأوروبي حول استعمال الأسلحة الكيماوية في سوريا مؤكدة أنها تندرج في إطار حملة التضليل والأكاذيب المفبركة ضد سوريا وتفتقر إلى أي مصداقية. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا امس إن سوريا تنوه إلى أن كافة الادعاءات الصادرة عن المسؤولين الغربيين بهذا الصدد كانت تشير إلى عدم وجود أدلة على مثل هذا الاستخدام الأمر الذي يؤكد على أن الهدف من وراء هذه الاتهامات الكاذبة الإساءة إلى الدولة السورية وحماية المجموعات الإرهابية من الهزائم المتلاحقة أمام الجيش العربي السوري والتغطية على استخدام الإرهابيين الأسلحة الكيماوية.

وأضاف: إن سوريا نبهت مرارا إلى قيام المجموعات الإرهابية بفبركة الأكاذيب حول استخدام السلاح الكيماوي لخلق المسوغات للأطراف المشغلة لها للعدوان على سوريا كما أكدت خلو سورية بشكل كامل من الأسلحة الكيماوية. وأكد المصدر إن استمرار الاتحاد الأوروبي بالتبعية العمياء للسياسة الأمريكية يجعله غير مؤهل للاضطلاع بأي دور على الساحة الدولية ويفقده ما تبقى له من مصداقية وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن يعرب المواطنون الأوروبيون بشكل متزايد عن فقدان الثقة بهذا الاتحاد.

واعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن إلغاء جلسة مجلس الأمن الليلة قبل الماضية، حول حقوق الإنسان في سوريا رسالة سياسية مهمة للدول الغربية التي تحاول التلاعب بالمجلس ضد سوريا. وقال الجعفري عقب إلغاء الجلسة: «إن ما حصل مهم جدا من الناحية السياسية، لأن مجلس الأمن ظهر بمظهر المنقسم على نفسه سياسيا وليس إجرائيا حول الملف السوري»، مبينا أن إحدى النقاط المهمة أيضا لفشل عقد الجلسة هو أن ولاية مجلس الأمن لا تخوله النظر بقضايا حقوق الإنسان وهذا الأمر من اختصاص مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

وأضاف: «هذه محاولة رخيصة وخطأ استراتيجي كبير» وقعت فيه الدول الغربية لأنها أظهرت ضعف حساباتها كدول دائمة في مجلس الأمن وشكلت هزيمة لثلاث دول مجتمعة هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا.

ولفت الجعفري إلى أن الوفود الغربية تحاول عقد أكبر عدد ممكن من الاجتماعات حول سوريا بهدف ممارسة الابتزاز السياسي على الحكومة السورية وأصدقائها في مجلس الأمن، في ظل عجز هذه الدول في محاولاتها عبر استخدام آليات المجلس لتحقيق أهدافها ضد سوريا.