العرب والعالم

استئناف المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية

20 مارس 2018
20 مارس 2018

وسط انفراج مع بيونج يانج -

سيول - (أ ف ب): أعلنت واشنطن وسيول أمس أن مناوراتهما العسكرية المشتركة ستستأنف الشهر المقبل لكن التدريبات الأساسية ستختصر لمدة شهر، وذلك في الوقت التي يتأكد فيه الانفراج الدبلوماسي مع كوريا الشمالية.

ولن تشارك أي حاملة طائرات في المناورات التي تشمل عشرات آلاف الجنود وتشكل مصدرا للتوتر مع بيونج يانج التي تعتبرها محاكاة لعملية اجتياح لأراضيها.

ووسط التحضيرات الجارية لقمة بين الشمال والجنوب يليها لقاء مباشر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون، برزت تكهنات باختصار مناورات هذا العام، لتجنب عرقلة المحادثات.

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع في سيول أمس إن المناورات الأساسية المتوقع أن تبدأ في الأول من ابريل، سيتم اختصار مدتها.

وقال المتحدث «إن المناورات -فول إيجل- ستستمر لمدة شهر في ابريل بسبب تأجيلها نتيجة الألعاب الأولمبية الشتوية، وبالنظر إلى برامج كل من الجيشين».

وفي 2017 استمرت المناورات لمدة شهرين من مارس إلى ابريل، بينما أرجئت في العام الحالي لتفادي تزامنها مع الأولمبياد الشتوي في بيونغ تشانج بالجنوب الشهر الماضي.

وتأتي تلك الأنباء رغم تصاريح رسمية من واشنطن وسيول أمس ذكرت إن مناورات هذا العام ستكون «مماثلة» للسنوات السابقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في سيول للصحفيين «إن قيادة الأمم المتحدة أبلغت الجيش الكوري الشمالي أمس بالبرنامج وكذلك بالطبيعة الدفاعية للمناورات السنوية».

وأضافت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان «إن مناوراتنا المشتركة تركز على الدفاع ولا مبرر لتعتبرها كوريا الشمالية استفزازا». تشمل مناورات فول ايجل سلسلة من التدريبات الميدانية بمشاركة 11,500 عسكري أمريكي إضافة إلى 290 ألف جندي كوري جنوبي. في المقابل تستند مناورات «كي ريزولف» على عمليات محاكاة معلوماتية.

وبحسب موفد كوري جنوبي كبير أجرى زيارة نادرة إلى بيونغ يانج في وقت سابق هذا الشهر، فإن كيم أوضح بأنه «يتفهم» الحاجة لإجراء المناورات المرتقبة. ويأتي هذا الإقرار على نقيض المواقف المنددة بالمناورات في السنوات السابقة. وغالبا مع رد الشمال على تلك المناورات بعمليات عسكرية من جانبه، والعام الماضي أطلق أربعة صواريخ باليستية سقطت على مقربة من اليابان.

وقال متحدث لدى قيادة القوات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة لوكالة فرانس برس إنه «في الوقت الراهن، ليس هناك خطة لنشر حاملة طائرات أميركية وأسلحة استراتيجية أخرى» في مناورات «فول ايجل».

وقال كيم يونج-هيون أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة دونجوك «اعتقد إن كلا من الجنوب والولايات المتحدة يقومان بمناورات محدودة نسبيا سعيا لتفادي استفزاز غير ضروري للشمال في أجواء التقارب هذه».

وأشار كيم أيضا إلى الموقف الهادئ نسبيا لكوريا الشمالية قبل موعد المناورات - بعكس المناورات السابقة عندما كان الجيش ووسائل الغعلام الحكومية تطلق عاصفة من التنديدات الغاضبة قبل وخلال المناورات.

وقال «من المهم فعلا ليس فقط للشمال بل أيضا للولايات المتحدة والجنوب أن يتم ضبط الوضع خلال المناورات»، مضيفا «اعتقد أن كافة الأطراف ستسعى لتمضي الأسابيع القليلة المقبلة بأكبر قدر ممكن من السلاسة والهدوء».

وتنشر الولايات المتحدة بوصفها الضامن الأمني لكوريا الجنوبية، ما يقرب من 30 ألف جندي في الجنوب -- منذ الحرب الكورية بين 1950-1953 التي انتهت باتفاق هدنة وليس باتفاقية سلام. وعقب فترة طويلة من التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية، كانت الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر الماضي محفزا لتقارب مفاجئ وسريع جدا أسفر عنه الإعلان عن القمتين المرتقبتين.

وجاء الإعلان عن القمتين من جانب مسؤولين كوريين جنوبيين قاموا بتنسيق الاستعدادات الدبلوماسية والتواصل بين واشنطن وبيونج يانج.

وتسعى إدارة ترامب لعقد قمة قبل نهاية مايو لكن كوريا الشمالية لم تؤكد بعد بشكل مستقل أن تكون دعت لمحادثات قمة - وتلزم الصمت الذي أثار بعض القلق في واشنطن وسيول.