1279919
1279919
مرايا

السكر الأحمر يلقى إقبالا.. والناتج لا يغطى الطلب المتزايد عليه

21 مارس 2018
21 مارس 2018

7 مصانع محلية لعصره وتصنيعه ببهلا -

بهلا- أحمد بن ثابت المحروقي -

تعد ولاية بهلا بمحافظة الداخلية من الولايات العمانية العريقة التي تجود فيها زراعة العديد من المحاصيل الزراعية، أهمها محاصيل الخضار والفواكه التي تغطي أسواق السلطنة، ويمارس أبنائها مهنة الزراعة كحرفة متوارثة من الآباء والأجداد، متمسكين بأرضهم الزراعية التي تجود عليهم بالخير الوفير والرزق الواسع ،مستفيدين من التقنية الحديثة في الزراعة والحصاد.

وتشتهر الولاية بزراعة قصب السكر منذ أمد بعيد، نظرا للتربة الجيدة التي يجود فيها هذا المحصول المحلي وتوفر المياه، حيث تزداد المساحات التي يزرع فيها قصب السكر العماني والذي يتميز بجودته العالية وخلوه من الإضافات الصناعية والمواد الحافظة والألوان الصناعية، وتتعدد استخداماته الغذائية والعلاجية.

وتتركز زراعة قصب السكر بالولاية في قرى الخطوة وجماح والخرم والغشيبة، وفي الولاية 7 مصانع تقوم بعصر أعواد قصب السكر وتصنيع السكر الأحمر العماني، وتم تحديثها عن طريق مشاريع البرنامج ألإرشادي والذي تنفذه وزارة الزراعة والثروة السمكية. وتحتاج زراعة قصب السكر للاهتمام والرعاية حيث يظل لمدة عامل كامل، ويتم غمر المساحة المزروعة بالماء في فترة الصيف كل خمسة أيام، وفي فترة الشتاء كل عشرة أيام، ويصل عود القصب إلى ثلاثة أمتار ليكون جاهزا للحصاد.

وقد بدأت في ولاية بهلا عمليات استخراج عصير القصب في معاصر قصب السكر، حيث تبدأ مراحل حصاد السكر في أوائل شهر مارس وتمتد حتى شهر أبريل، وتتم متابعة هذه المعاصر من قبل الفنيين المختصين بوزارة الزراعة والثروة السمكية والوقوف على عمليات العصر والطبخ.

وفي زيارة لأحد المصانع الأهلية لقصب السكر العماني بمنطقة بقلات بولاية بهلا التقينا بالمزارع مبارك بن إبراهيم الوردي وصاحب المصنع والذي أوضح بأن المصنع إلى جانب قيامه بحصاد إنتاج مزارعهم الخاصة، فإنه كذلك يستقبل المحصول من مزارع المواطنين بالولاية، وينتج المصنع يوميا أكثر من طن من السكر الأحمر العماني، ويستخدم المصنع الميكنة الحديثة في عملية العصر والحصاد. ويتم بيع هذه المنتجات في السوق المحلي والأسواق المجاورة، كما أن الكثير من المستهلكين يرتادون المصنع لشراء السكر مباشرة، ويلاقي السكر الأحمر العماني إقبالا متزايدا عليه، حتى أن الناتج لا يغطى الطلب المتزايد عليه، كما تقوم هذه المعاصر بتقديم خدماتها للمزارعين من الولايات المجاورة لولاية بهلا.

الخطوات

أما المزارع نصر بن ناصر الوردي والذي يعمل في مصانع السكر الأحمر فقال: تبدأ المراحل بحصاد أعواد قصب السكر وإحضاره إلى المعصرة، حيث أدخلت الميكنة الحديثة في عملية مراحل إنتاج السكر بالمزرعة، وكان الآباء والأجداد يستخدمون في السابق المعاصر التقليدية التي يتم فيها الاستعانة بالحيوانات التي تساعد في تشغيل هذه المعاصر، إلا أنها كانت بطيئة وتقليدية وتستغرق وقتا طويلا، ومع وجود الميكنة الحديثة أصبح الأمر سهلا.

وأضاف: بأنه يتم بعد ذلك طبخ العصير المستخرج من أعواد قصب السكر، وتتم عملية الطبخ حسب نوع المنتج، ففي إنتاج (الزيج) يتم طبخ العصير لمدة ساعة، ويضاف له البيض والهال والزعفران وماء الورد المحلي، أما لإنتاج السكر الأحمر العماني فتستمر عملية الطبخ لمدة ساعة كاملة وبدرجة حرارة عالية، بعدها يتم تجفيفه في برك خاصة لمدة ثلاثة أيام، وينقل بعدها في حافظات مصنوعة من سعف النخيل ليحظى بالحفظ والتهوية الجيدة ليكون جاهز للاستخدام. موضحا بأن السكر الأحمر العماني دائما يمتاز بالجودة العالية حيث أنه خالي من المواد الإضافية، ويستعمل في العديد من الصناعات الغذائية كصناعة الحلوى العمانية، ويستخدم كعلاج للعديد من الأمراض المعوية، إلى جانب الاستخدام المنزلي، ويستخدم كبديل عن السكر الأبيض.

تجربة حديثة

ومن المزارع الرائدة بالولاية في زراعة وإنتاج السكر الأحمر مزرعة الغشيبة بقرية بسياء التابعة لولاية بهلا، ويتم في هذه المزرعة استخدام أحدث التقنيات و زراعة ما يقارب من 5 أفدنة من قصب السكر العماني.

وتعد تجربة الحصاد والتصنيع في هذه المزرعة هي الأولى من نوعها في السلطنة من خلال استخدام المكينة المتطورة ذات الجودة العالية، حيث تقوم هذه الآلة بحصاد قصب السكر بطريقة سهلة وتساهم في التقليل من الاعتماد على القوى العاملة البشرية، وتعمل الآلة على إنتاج المحصول بطريقة متقنة وبجودة عالية والاستفادة الكبيرة من المنتج، حيث تصل نسبة العصير المستخرج من القصب 95% بخلاف الميكنة الحالية التي تستخدمها مصانع قصب السكر في الولاية والتي تستخرج 60% فقط من العصير، وتستخدم هذه الميكنة البخار في عملية طبخ العصير وبمقاييس ومواصفات ذات جودة عالية.

وأوضح المواطن عبدالباسط بن أحمد العبري صاحب المشروع أن مزرعة الغشيبة تبحث عن الجودة في الزراعة، وتم فيها إدخال أنظمة الري الحديثة وإجراء العديد من التجارب الناجحة في زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية وبمساحات شاسعة، وتصل المساحة التي يتم زراعتها في المزرعة لأكثر من 60 فدانا من مختلف المحاصيل الزراعية، وأهمها محصول قصب السكر العماني والذي استحوذ على مساحة 5 أفدنة من الأرض المزروعة.

وحول تجربة الاستثمار في زراعة محصول قصب السكر وبكميات تجارية، أشار إلى أن هذا هو الموسم الرابع في زراعة هذا المحصول بالمزرعة وبشكل تجاري، ويتم نهاية كل موسم تقييم الإنتاج والعمل على التطوير وتلافي الأخطاء السابقة مما ساهم في زيادة وجودة الإنتاج إلى جانب التدرج في زيادة الرقعة الزراعية لهذا المحصول عام بعد عام. وقد بلغ الإنتاج في محصول المزرعة 14 طنا من السكر الأحمر العماني عالي الجودة وبطرق حديثة ومتطورة، وتنجز هذه الآلة 3 أطنان في الساعة الواحدة وتتولى الميكنة عملية العصر لقصب السكر على مرحلتين لتستخرج 95% من عصير القصب، وتقوم هذه الآلة برمي مخلفات القصب وتهيئتها، بينما يقوم الجزء الآخر بتخزين العصير المستخرج ومن ثم إيصاله عبر أنابيب وبنظافة عالية إلى مواقع الطبخ الحديثة، والتي تستخدم تقنية البخار في الطبخ ولا تستخدم الطريقة التقليدية في الطبخ، وتقوم هذه الآلة في إنتاج البخار لعملية الطبخ لتصل درجة الحرارة المنتجة من البخار 180 درجة.

ففي مرحلة تنظيف العصير تكون حرارة العصير (1 بار) وتأخذ هذه المرحلة لمدة ساعة، ثم المرحلة الثانية في الطبخ بمقياس حرارة (3 بار) ليتم طبخ عصير قصب السكر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة، ويتم خلال هذه المرحلة قياس نسبة تركيز السكر بجهاز مخصص لهذه المرحلة، وحين تصل نسبة السكر(95 بركس) يتم التوقف في عملية الطبخ وإغلاق البخار، بعدها تتم عملية تفريغ المنتج في قوالب مخصصة/‏ لذلك يتسع كل واحد منها لوزن (12 كجم) لعملية التبريد والتي تستمر لمدة يوم كامل، كما تم عزل السائل المراد منه لمنتج (الزيج) أمام الذي يتم تجفيفه ويفرغ في أواني مخصصة لذلك وبنظافة عالية ليباع كسكر أحمر عماني عالي الجودة.

أما مخلفات القصب المعصور فيتم استغلالها بالطريقة الصحيحة، حيث يتم في المرحلة الاولى فرم هذه المخلفات وتقطيعها ومن ثم غمرها لتستعمل بعد ذلك كسماد زراعي، أو أعلاف للحيوانات.