موريللو ونفحة من هوليوود.. جــــولة بمدينة إشبيلية الإسبانية

لا يوجد مدينة في إسبانيا تضاهي إشبيلية من حيث ظهورها في الأفلام العالمية الشهيرة، حيث جاء إلى هنا الأمير دوران مارتل في مسلسل «صراع العروش» ولورانس العرب، وجاء توم كروز إلى هنا أيضا كعميل سري، وقد يعود الفضل في ذلك إلى جوها المعتدل وشروق الشمس لساعات طويلة حتى في الشتاء، ولكن الأهم من ذلك كله هو المباني التاريخية الفريدة والمعالم السياحية.

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فإنه من الوسائل الجيدة لاستكشاف المدينة الأندلسية الانطلاق في جولات الدراجات المصحوبة بمرشد سياحي مثل التي ينظمها مركز إشبيلية للدراجات، ولم يكن من الممكن تصور هذه الجولات قبل بضع سنوات، ولكن تم توسيع مسارات الدراجات لما يقرب من 160 كلم لجعل الزيارة إلى المدينة التي كانت مزدحمة سابقا وأكثر استرخاء وجاذبية من ذي قبل.

ويجب أن يشمل البرنامج السياحي لمدينة إشبيلية زيارة ميدان بلازا دي إسبانا، ولا يوجد مكان في إشبيلية يحظى بشعبية كبيرة لدى مخرجي هوليوود مثل المكان الواقع على حافة ماريا لويزا بارك البديعة.

وقد جعل ساشا بارون كوهين من مبنى بطول 200 متر تقريبا في هندسة المدجنون في كوميديا «الديكتاتور» قصرا صحراويا، كما جاء هنا جورج لوكاس لتظهر معه الممرات العمدانية في الجزء الثاني من حرب النجوم.

لكن هذا السحر السينمائي ليس كل ما تقدمه المدينة لكل عشاقها حول العالم، فالمدينة هذا العام تجتذب العديد من السائحين بسبب بارتولومي إستيبان موريللو، فعلى مدار العام تحتفل المدينة بالذكرى السنوية 400 لرسامها الباروكي المشهور عالميا مع إقامة ثمانية معارض فريدة.

ويستهل متحف موريللو للفنون الجميلة عام يوبيل موريللو بمعرض «موريللو وكبوشية إشبيلية» المفتوح حتى بداية أبريل القادم، وقال مدير المتحف فالمي مونيوز روبيو: إن دورة الكبوشيين هي إحدى أهم سلاسل صور موريللو، وقد رممنا جميع اللوحات بالكامل. وبعد فترة طويلة من وفاته بقي موريللو حتى نهاية القرن التاسع عشر رسام الباروك الأكثر شعبية في إسبانيا، ويؤكد هذا أيضا معرض «آثار موريللو في إشبيلية” في دير سانتا كلارا.

وفي الوقت نفسه تظهر كاتدرائية إشبيلية القوية حتى أوائل ديسمبر «رؤية القداسة» لموريللو، وستكون التميمة الكبرى لسنة اليوبيل في ‏نوفمبر في «متحف الفنون الجميلة» أكبر استرجاع لأعمال موريللو على مدى ربع القرن الماضي.

وقد كان موريللو جنبا إلى جنب مع دييجو فيلاسكويز بطل الباروك الأكثر شهرة في إسبانيا، وهو الذي ولد في الأيام الأخيرة من ‏ديسمبر عام 1617م، ويمكن زيارة حوض وشهادة المعمودية في كنيسة ماجدالينا.

رائد الباروك بمناسبة يوبيل موريللو نظمت المدينة العديد من الجولات الموضوعية التي تأخذ الزوار إلى الأماكن التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة وعمل الفنان، وعلى مدار العام يتم تنظيم العروض المسرحية وسلسلة أفلام وحلقات نقاشية للمساعدة في إعادة اكتشاف رائد الباروك الإسباني وعصره، وتقوم مؤسسة باست فيو سيفيلا مثلا بتنظيم جولات سياحية في المدينة، حيث يمكن للزوار بواسطة نظارات 3D التعرف على إشبيلية ومدينة إشبيلية في عصر الباروك.

ويعتبر موريللو والتراث الثقافي للمدينة هما السببين لاختيار لونلي بلانت للعاصمة الأندلسية كأفضل وجهة سياحية لعام 2018، وستتبع المطاعم أحدث اتجاهات الذواقة دون التخلي عن التقاليد الأندلسية، وتعد الهندسة المعمارية أيضا مزيجا من التراث والحداثة، وكمثال على هذا التباين بين الكاتدرائية و«ميتروبول باراسول»، وهي مظلة ضخمة على خمسة أعمدة على شكل فطر الفلامنكو، ومن الأشياء المميزة للمدينة الإسبانية تمتعها بأمور فريدة مثل رائحة أشجار البرتقال المزهرة في الشوارع ومشاعر الحماس والعاطفة واللوعة التي يجسدها مغنو وراقصو الفلامنكو على المسرح في العديد من أماكن الفلامنكو «تابلاوس» في المدينة.

وفي إشبيلية مهد الفلامنكو تعتبر زيارة حفل الفلامنكو أمرا لا بد منه بحق، وهناك العديد من التابلاوس الجيدة مثل كاسا دي لا ميموريا أو كاسا دي لا جيتارا، حيث قدم عازف الجيتار السابق خوسيه لويس بوستيجو أكبر مجموعة من قيثارات الفلامنكو في العالم، ويصل عمر بعض الآلات الموسيقية لأكثر من 300 سنة.