أعمدة

توعويات: خدمات ومنشآت الشرطة تستحق الاقتباس

21 مارس 2018
21 مارس 2018

حميد الشبلي -

جرت العادة عبر هذه الزاوية التوعوية الأسبوعية طرح مواضيع وقضايا عديدة، منها ما يتطلب حوله النقد البناء والتوعية والتوجيه والإرشاد، والبعض الآخر يمثل الجانب الإيجابي الذي يستحق الاقتباس منه وتشجيع الآخرين على دراسته وتقليده، ولذلك سوف أحلق معكم في مقال اليوم حول مؤسسة من مؤسسات الدولة، التي أثبتت جدارتها وتميزها فيما يخص تنوع وسرعة الخدمات التي تقدمها للمجتمع، وكذلك في جودة المنشآت وسرعة إنجازها بمختلف المحافظات.

وهنا نقصد بكل تأكيد التحول الكبير الذي طرأ على الخدمات والمنشآت التي يقدمها جهاز الشرطة في المجتمع العماني، هذا التحول الذي لامسنا وجوده منذ ما يزيد عن خمسة سنوات في عمل شرطة عمان السلطانية، ولذلك كانت لدي الرغبة في الكتابة عن هذا التحول الإيجابي منذ فترة طويلة، إلا أنني تعمدت التأخير في تسليط الضوء حول هذا الموضوع، حتى أتمكن من زيارة أكبر عدد من المحافظات لكي يتسنى لي التحقق من أن الخدمات والمنشآت معمول بها وبنفس الجودة والمستوى في جميع المحافظات، واليوم أستطيع أن أقول أني لست الوحيد الذي يؤكد على أن الخدمات التي تقدمها مؤسسة الشرطة تعتبر من أفضل وأسرع الخدمات ومتوفرة في كل المحافظات والولايات، اليوم تجديد البطاقة وكذلك السيارة أو الحصول على التأشيرات وغيرها من الخدمات التي يحتاجها كل فرد سواء كان مواطنا أو مقيما ليست محصورة على المدن الكبيرة، ولكن بفضل الله ومن ثم الانتشار الواسع لمراكز الشرطة يمكن الحصول عليها في العديد من مراكز الولايات، الأمر الآخر الذي شدني في الكتابة حول موضوع اليوم، يكمن في المنشآت العديدة التي تم تشييدها وبناؤها في كل ربوع هذا الوطن الغالي، محطمة أرقام قياسية في سرعة التنفيذ مقارنة ببعض المشاريع للمؤسسات الأخرى التي حطمت كذلك أرقاما قياسية في التأخير، ولذلك خلال الثلاث السنوات المنصرمة شاهدنا افتتاح العديد من الوحدات والمراكز بجهاز الشرطة، في حين أن هناك مشاريع لبعض المؤسسات بلغت ما يقارب العشر سنوات لتجهيز منشأة أو مشروع واحد، ناهيك عن بعض المشاريع التي كلفت الملايين بل تعدت المليارات ولكن إلى الآن لم يكتب لها الإنجاز، فيا ترى ما هي الأسباب التي جعلت هذه المؤسسة تحقق تلك الإنجازات في فترة زمنية سريعة وبجودة وكفاءة عالية؟.

في الحقيقة وبعد اقترابنا من عمل هذه المؤسسة تولدت لدينا بعض الحقائق التي ترجمت تلك النجاحات، ولعل من أبرزها هي المتابعة المستمرة للمشاريع والخطط من قبل قيادات المؤسسة العليا والمتوسطة والصغرى وذلك على أرض الواقع، كذلك التقييم المستمر من قبل المختصين حول جودة العمل وسرعة الإنجاز، وللأسف الشديد القصور الذي لحق ببعض مشاريع المجتمع كان من أسبابه هو ضعف الإدارة التي أشرفت على تلك المشاريع، كذلك ضعف الأمانة لدى بعض المسؤولين في متابعة الأعمال أولا بأول، ناهيك عن ضعف الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها بعض المؤسسات للمشاريع التي تقوم بتشييدها، ولذلك اليوم عندما نجد أن مؤسسة تعمل بكفاءة وتكون حريصة على نمو وتطور الوطن، فإنه من الطبيعي أن نرفع لها القبعة، وأن ندعو الجميع للاقتباس والاستفادة من تجاربها، كذلك تستحق الثناء والشكر والتقدير من المجتمع ومؤسساته، وهذا بالفعل ما وجدناه في جودة الأعمال وسرعة تشييد المنشآت في المشاريع التابعة لجهاز الشرطة، متمنين من بقية المؤسسات الاستفادة من تجربة هذه المؤسسة، والتعرف على الخطط والاستراتيجيات التي جعلتها تنجز بسرعة دون أن نسمع معها حدوث تأخير أو إخفاقات.