1281333
1281333
عمان اليوم

نعمل لنكون بمستوى مرجعي عالمي في مجال الرعاية الصحية الثلاثية

19 مارس 2018
19 مارس 2018

مدير مستشفى خولة لـ «عمان»:-

قريبا.. تشييد مبنى جديد للأطراف الصناعية وآخر للعناية المركزة -

استحداث عمليات استئصال الأورام وغلق تمدد الشرايين في الدماغ عن طريق المنظار والعلوم العصبية -

حوار - عهود الجيلانية -

أكد الدكتور علي بن محاد المعشني مدير عام مستشفى خولة أن رؤية وزارة الصحة تركز على جعل المستشفى مؤسسة صحية ذات مستوى مرجعي عالمي في مجال الرعاية الصحية الثلاثية موثوقا بجودة وسلامة خدماتها ومستندة على أحدث المستجدات العلمية والبحثية، وتقديم خدمات صحية تتجاوز سقف توقعات المجتمع بالاستخدام الأمثل للموارد والكفاءات العالية ضمن سياسة صحية شاملة يكون المريض محورها الأساسي وتحفيز البحث العلمي والتعليم المستمر مما ينعكس إيجابا على تطوير جودة الرعاية الصحية. وأوضح أن التحديثات والتوسعات المستقبلية في المباني والأقسام تأتي مواكبة لعجلة التطوير منها السعي لبناء مبنى جديد للأطراف الصناعية مزود بأحدث الأجهزة والإمكانيات وبناء مبنى جديد آخر خاص بالعناية المركزة سيكون هو الأحدث على مستوى السلطنة، مشيرا إلى أنه في الوضع الراهن ومع ازدياد عدد المرضى فإن إدارة المستشفى تسعى جاهدة الى تحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانيات الكوادر الطبية ورفع الإنتاجية وتشغيل الطاقات لأعلى المستويات إضافة إلى إعادة تنظيم جدولة المواعيد بالعيادات والعمليات حتى يكفل سرعة تقديم الخدمات وفاعلية الرعاية الصحية. وقال: إن المستشفى قام بإجراء أكثر 12 ألف عملية جراحية العام الماضي 2017م منها 1034 حالة في الحوادث والطوارئ، و4286 عملية جراحية في العظام والكسور، و797 عملية جراحية للمخ والأعصاب، و1034 عملية في الجراحة العامة و2301 في جراحة التقويم والتصحيح، و2004 عمليات جراحة اليد، بالإضافة إلى 1849 حالة ولادة.

جاء ذلك في حديث خاص أجرته «$» مع مدير عام مستشفى خولة، حيث تحدث حول الإنجازات الطبية التي حققها المستشفى في مجال الرعاية الصحية الفترة الماضية مؤكدا أن «وزارة الصحة تولي اهتماما بمتابعة تقديم خدماتها على أحسن مستوى وتأخذ بعين الاعتبار رعاية كل الطاقات والإنجازات في كافة قطاعاتها ومؤسساتها، وعلى مستوى المديرية العامة لمستشفى خولة نسعى جاهدين ونسير بخطى ثابتة ومستديمة لمواكبة الركب الطبي على المستوى الإقليمي والدولي». وأشار إلى أنه على صعيد جراحة المخ والأعصاب وهو مجال تخصصي تم استحداث عمليات استئصال الأورام وغلق تمدد الشرايين في الدماغ عن طريق المنظار والتي تنفذ من خلال شق بسيط فوق حاجب المريض، وهذه عمليات تعد الأحدث عالميا. ومن حيث أثرها على المريض فهي تقلل وبشكل ملحوظ جدا فترة تنويم المريض في المستشفى كما أنها تسرع عملية الشفاء في فترة زمنية قصيرة، ونتائجها جيدة جدا من حيث استئصال الأورام وغلق تمدد الشرايين بكفاءة عالية.

كما قام الفريق باستحداث عملية تقوم بإصلاح التشوه الخلقي أو فتق المخيخ في منطقة الثقبة العظمى مسببا ضغطا على منطقة التقاء الحبل الشوكي بجذع الدماغ مما يسبب الكثير من الأعراض العصبية بحسب حجمه، كضعف في الأطراف العليا أو/‏‏ والأطراف السفلية، مما يعرقل مجرى السائل النخاعي ما بين الدماغ والنخاع الشوكي، ومبدأ العملية تقوم على شق في عظمة الرأس الخلفية ثم استئصال هذا الجزء من المخيخ، فكانت النتائج جيدة جدا، من حيث تقليل تسرب السائل النخاعي وارتجاعه الى الدماغ وبالتالي الحيلولة دون الإصابة بالتهابات الدماغ. أما العملية المستحدثة فهي بدورها تسارع في عملية الشفاء وتخفف بكل تأكيد عناء المريض في فترة النقاهة بعد العملية مما يعكس إيجابيا على حالة المريض الصحية والنفسية، وعلى المدى العيد لا يعاني المريض من تقوس فقرات الرقبة كما هو الحال في العمليات السابقة.

كما تم استحداث قسم جراحة للعمليات التصحيحة وغيرها، وبعدة فترة وجيزة من تأسيسه قام الفريق الطبي المتخصص بعمليتين معقدتين لزراعة أربعة أصابع مبتورة، الأولى لعامل من الجنسية الآسيوية في العقد الثالث من عمره بعد أن بترتها آلة كهربائية تستخدم لقطع المحاصيل الزراعية والثانية زراعة إصبع مبتورة لطفلة عمانية تبلغ من العمر 3 سنوات بترت اصبعها خلال لعبها داخل المنزل. وتكللت هاتين العمليتين بالنجاح.

كما قام مستشفى خولة خلال العامين المنصرمين بنشر ما يزيد عن عشرين ورقة علمية في المجلات العلمية العالمية ما زال مستمرا في تحقيق الإنجازات.

موازنة الإنفاق

وحول مدى تأثر موازنة المستشفى بإجراءات ترشيد الإنفاق العام التي تتبعها السلطنة حاليا، والبحـــــث عن بدائل أقل تكلفة، أكد المعشــني: مستشفى خولة هو بلا شك جـــزء من منظومة وزارة الصحة، والوزارة هي أيضا جزء لا يتجزأ من نسيج مرافق الدولة قاطبة، وكل ما يحدث على معدلات الإنفاق في السلطنة لا بد وأن يؤثر على وزارتنا كغيرها من الوزارات والقطاعات الحكومية الأخرى، وأكد ان وزارة الصحة تسعى جاهدة مع كل ما يطرأ من تغيرات في مستوى الإنفاق العام الى الحفاظ على مستوى خدماتها الصحية حيث أن الصحة من الخدمات الأساسية التي لا يمكن الترشيد فيها أو التقليل من خدماتها، وكل ما هناك أن تتم مراعاة التخطيط السليم والتعامل مع الأمور من باب الأهم فالمهم، والبحث عن بدائل سواء على مستوى الأجهزة والمعدات أو الأدوية بحيث يبقى الهاجس الأكبر هو الحفاظ على كفاءة وجودة الخدمات الصحية المقدمة من وزارة الصحة بشكل عام ومستشفى خولة بشكل خاص.

مشاريع تطويرية

وحول التوسع في المجالات التخصصية التابعة للمستشفى والتي يتم تنفيذها في الوقت الراهن وأبرز المشاريع التطويرية، أفاد الدكتور علي المعشني: من أهم وأحدث التوسعات هو تشييد مبنى مكون من ثلاثة طوابق، تم تصميم الطابق الأرضي كعيادات تخصصية خارجية، والطابق الثاني للعلاج الطبيعي مع قسمين تنويم لذات الأمر أحدهما للرجال والآخر للنساء مجهز بأحدث المعدات والأجهزة الأحدث عالميا في مجال العلاج الطبيعي.

أما الدور الثالث فهو مكون من قسم للتعقيم، وأربع غرف عمليات مع قسمين تنويم لرعاية عمليات اليوم الواحد،أحدهما للرجال والآخر للنساء بسعة 12 سريرا لكل قسم.

كما تم بناء مبنى الحوادث والطوارئ الجديد الأكبر في السلطنة، حيث يعد مستشفى خولة المركز الوطني للإصابات والحوادث وهذا المبنى مجهز بأحدث المعدات والأجهزة والكادر الطبي المتخصص لاستيعاب كل حالات حوادث الطرق التي تأتي الى المستشفى وغيرها والتعامل معها بأعلى مستويات الكفاء والجودة في تقديم خدماته، كما تم استحداث قسم يعنى فقط بجراحة اليد بسعة 7 أسرة للرجال و7 أخرى للنساء.

وأكد المعشني أن هناك سعيا مستمرا للمزيد من التوسع في تقديم الخدمات الصحية مشيرا الى استحداث دائرة العلوم العصبية والتي تتكون من أربعة أقسام: قسم جراحة المخ والأعصاب الذي هو بالأصل كان موجودا ضمن تنظيمات مستشفى خولة تحت دائرة الجراحة العامة، وقسم طب الأعصاب (الباطنية) حيث تم نقل هذا التخصص من المستشفى السلطاني إلى مستشفى خولة وتنظيمه بحيث أصبح قسما قائما بذاته وبسعة 26 سريرا لطب الأعصاب، وهذه خطوة هدفها الأساسي هو العمل مع قسم جراحة المخ والأعصاب في منظومة متكاملة متضامنة في مجال هذه التخصصات فيــــسهل بالتالي معالجة المرضى بفعالية وفورية وتناغم أكثر من قبل، والقسم الثالث هو قسم جراحة العمود الفقري وهو في طور التنفيذ والإعداد وأما القسم الرابع فهو قسم الدعم الفني لهذه التقسيمات الثلاث من تصوير أشعة تداخلية وفحوصات مخبرية وتخطيط للأعصاب والعضلات وغيرها من الخدمات الطبية الفنية المختصة في مجال العلوم العصبية، كما نسعى جاهدين لبناء قسم جديد يضاف الى هذه الدائرة يكون مختصا بمرضى السكتات الدماغية، وما زلنا في إدارة مستشفى خولة نسعى لتحديث وتوسعة بقية المباني والأقسام، فعجلة التطوير والتحديث لا محطة لها أو استراحة.

زيادة المراجعين

وأشار مدير عام مستشفى خولة الى الإجراءات المتخذة لتعامل إدارة المستشفى مع ازدياد عدد المرضى ومراعاة عدد الكوادر الطبية والمساعدة وقال: أعتقد أن الأمر ينطبق على كافة مرافق وزارة الصحة وليست خولة بمنأى عن ذلك، بل أكثر الدول تقدما في العالم كأمريكا وبريطانيا وغيرها تعاني في مجال الرعاية الصحية من المعضلة ذاتها من حيث النقص في كادرها الطبي مقارنة بأعداد المراجعين متلقي الخدمات الصحية.

وأكد أن إدارة مستشفى خولة تسعى جاهدة للاستغلال الأمثل لما هو متوفر ومتاح من أطقم الكادر الطبي على مختلف تخصصاته ورفع إنتاجية الفرد لأعلى المستويات، وفي هذا الصدد تمت إعادة تنظيم نظام جدولة مواعيد العيادات والعمليات بكافة التخصصات لتقصير فترة انتظار المرضى للحصول على موعد لأي عيادة في أي تخصص أو أي عملية جراحية بحيث أصبحت فترة الانتظار لا تتعدى الأشهر القليلة بعد أن كانت تطول لسنة أو أكثر، وهذا بدوره يكفل لمتلقي هذه الخدمات سرعة الوصول إليها وفاعلية الرعاية الصحية المقدمة.