1282059
1282059
العرب والعالم

بوتين يحقق فوزا كبيرا بلغ 76.66% ويقود روسيا لست سنوات أخرى

19 مارس 2018
19 مارس 2018

الكرملين يطالب بريطانيا بأدلة على تسميم جاسوس سابق أو الاعتذار -

موسكو- بروكسل- (رويترز): حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية ليعاد انتخابه لست سنوات أخرى على رأس السلطة في وقت تتخذ علاقاته مع الغرب مسارا عدائيا.

وسيمدد فوز بوتين هيمنته السياسية على روسيا إلى نحو ربع قرن حتى عام 2024 وحينها سيكون في الحادية والسبعين من العمر ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في الحكم بعد السوفييتي جوزيف ستالين.

وتعهد بوتين بأن يعمل خلال فترته الرئاسية الجديدة على تعزيز دفاعات روسيا في مواجهة الغرب ورفع مستوى المعيشة.

وفي نتيجة متوقعة على نطاق واسع أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات بعد فرز كل الأصوات تقريبًا فوز بوتين، الذي يحكم روسيا كرئيس أو كرئيس وزراء منذ عام 1999، بنسبة 76.66%.

وفي خطاب النصر الذي ألقاه قرب الميدان الأحمر الليلة الماضية قال بوتين لحشد متهلل إنه يعتبر الفوز تصويتا بالثقة على ما حققه من إنجازات في ظروف صعبة.

وقال بوتين: «من المهم جدًا أن نحافظ على هذه الوحدة.سنفكر في مستقبل وطننا العظيم» وبعدها ردد الجماهير خلفه هتاف «روسيا!».

وأبلغ اجتماعا لأنصاره بعد ذلك أنه يتوقع أوقات صعبة لكن روسيا لديها فرصة لتحقيق «انفراجة».

وبتأييد من تلفزيون الدولة والحزب الحاكم واستطلاعات الرأي التي منحته شعبية بلغت 80 في المائة تقريبا لم يواجه بوتين تهديدًا يذكر من منافسيه السبع في الانتخابات. وحصل أقرب منافسيه مرشح الحزب الشيوعي بافل جرودينين على 11.8 في المائة من الأصوات وفقا للنتائج شبه النهائية بينما حصل المرشح القومي فلاديمير جيرينوفسكي على 5.6 في المائة. ومنع أشد معارضيه أليكسي نافالني الذي يقود حملة لمناهضة الفساد من خوض الانتخابات. ويقول معارضون إن مسؤولين أجبروا الناس على الذهاب لمراكز الاقتراع لضمان إلا يؤدي عدم وجود منافسة حقيقية إلى انخفاض نسبة الإقبال على التصويت.

وتشير البيانات شبه النهائية إلى أن نسبة الإقبال بلغت 67.47 في المائة وهو ما يقل قليلا عن نسبة 70 في المائة التي قال الإعلام الروسي إن مؤسسة الرئاسة تتطلع إليها. وقالت اللجنة المركزية للانتخابات صباح أمس إنها لم تسجل أي شكاوى خطيرة بشأن وقوع انتهاكات وأضافت: إن هذه الانتخابات شهدت تقريبا نصف عدد المخالفات التي وردت في الانتخابات الأخيرة في عام 2012.

ومن المرجح إجراء تعديل حكومي بعد تنصيب بوتين في مايو.

وليس من الواضح إلى متى سيبقى بوتين في الحكم.

ولا يسمح الدستور ببقاء الرئيس سوى لفترتين متتاليتين الأمر الذي سيلزم بوتين بترك المنصب في نهاية ولايته الجديدة كما فعل عام 2008 بعد أن قضى فترتين مدة كل منهما أربع سنوات. وتم تمديد الفترة الرئاسية إلى ست سنوات اعتبارا من 2012.

وبعد إعلان فوزه الليلة الماضية ضحك الرئيس الروسي من سؤال عما إذا كان سيترشح لفترة رئاسية أخرى بعد عام 2024.

ورد بوتين على الصحفي الذي سأله هذا السؤال قائلا «دعنا نحسبها.هل تعتقد أنني سأظل (في السلطة) حتى أبلغ من العمر مئة عام؟» ووصف السؤال بأنه «مضحك». في موضوع مختلف قال الكرملين أمس إن على لندن أن يكون لديها ما يدعم تأكيداتها على أن روسيا مسؤولة عن تسميم جاسوس سابق وابنته في بريطانيا بالأدلة أو الاعتذار «عاجلا أم آجلا». واتهمت بريطانيا روسيا بالمسؤولية عن استخدام غاز أعصاب من العهد السوفيتي يدعى (نوفيتشوك) استخدم لتسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين إن مزاعم بريطانيا «صعبة الشرح...لا أساس لها وتشهيرية». وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» من الهراء التفكير بأن موسكو مسؤولة عن الهجوم».

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس: إن الإنكار الروسي «مناف للعقل إلى حد بعيد».

في غضون ذلك دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس روسيا إلى الرد على الأسئلة المتعلقة بتسميم الجاسوس وعبروا عن «تضامنهم المطلق» مع لندن. وجاء في البيان الذي أصدره الوزراء «يدين الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم على سيرجي ويوليا سكريبال في سالزبري بالمملكة المتحدة في الرابع من مارس 2018 الذي تسبب أيضا في إصابة شرطي بمرض شديد. «حياة العديد من المواطنين تعرضت للخطر جراء هذا الفعل المتهور غير المشروع. الاتحاد الأوروبي يأخذ بمنتهى الجدية تقييم الحكومة البريطانية بشأن ترجيح مسؤولية روسيا الاتحادية». وأضاف البيان: «يشعر الاتحاد الأوروبي بالصدمة جراء هجوم بغاز أعصاب يستخدم في الأغراض العسكرية، من نوع تطوره روسيا، للمرة الأولى على أرض أوروبية منذ أكثر من 70 عاما. استخدام الأسلحة الكيماوية من أي طرف تحت أي ظرف من الظروف أمر غير مقبول على الإطلاق ويشكل تهديدا أمنيا لنا جميعا. وأي استخدام من هذا النوع هو انتهاك لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وخرق للقانون الدولي ويقوض الأسس التي يستند عليها النظام الدولي».

وتابع البيان «يثمن الاتحاد التزام المملكة المتحدة بالعمل بشكل وثيق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدعم التحقيق في الهجوم.

الاتحاد يدعو روسيا للرد بشكل عاجل على الأسئلة التي وجهتها المملكة المتحدة والمجتمع الدولي وإطلاع المنظمة فورًا على كافة جوانب برنامجها الخاص بغاز نوفيتشوك».

وقال البيان: «يعبر الاتحاد الأوروبي عن تضامنه المطلق مع المملكة المتحدة ودعمه لجهودها الرامية لتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة للعدالة... سيواصل الاتحاد متابعة تلك القضية وتبعاتها عن كثب».