صحافة

أكبر فضيحة اعتداء على القاصرات في تاريخ بريطانيا

19 مارس 2018
19 مارس 2018

كشف تحقيق نشرته صحيفة «صانداي ميرور» تعرض نحو ألف طفلة للاغتصاب على يد عصابة، تنشط منذ عقود في مدينة تلفورد بمقاطعة شروبشاير غرب بريطانيا، في أكبر وافظع فضيحة اعتداء على الأطفال في تاريخ بريطانيا.

وحسب تحقيق الصحيفة، فإن العصابة تنفذ جرائمها منذ عام 1980، حيث تستدرج البنات الصغار وتجبرهن على تعاطي المخدرات وتضربهن وتغتصبهن. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من الشكاوى والبلاغات المتكررة الموجهة إلى مؤسسات الخدمة الاجتماعية المحلية، إلا أن السلطات في مدينة تيلفورد، لم تحرك ساكنا على مدى أكثر من أربعين عامًا، حيث جرى خلال هذه المدة الطويلة اغتصاب نحو ألف فتاة، بعضهن لم تتجاوز أعمارهن الـ11 عاما. وحسب الصحيفة فان الانتهاكات لا تزال مستمرة في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن النائبة المحافظة عن بلدة تلفورد، لوسي ألان قولها: «يجب فتح تحقيق مستقل الآن عن الاستغلال الجنسي للأطفال في المدينة، حتى ينعم مجتمعنا بثقة مطلقة في السلطات». ونقلت صحيفة «الجارديان» التي أشارت إلى نفس الموضوع، عن المحامي دينو نوتيفيلي، المتخصص في قضايا إساءة معاملة الأطفال قوله: «لقد تمت معاملة الأطفال على أنهم سلعة جنسية، من قبل رجال ارتكبوا أعمالا سيئة وحقيرة، الناجون يستحقون إنصافهم من قبل العدالة». وأضاف: «إنهم بحاجة إلى معرفة كيف وقعت الانتهاكات لفترة طويلة ولماذا لم يتم تقديم الكثير من الجناة إلى العدالة». وقال متحدث باسم مجلس تيلفورد للصحيفة: «الاستغلال الجنسي للأطفال هو جريمة بشعة. إنها مشكلة في جميع أنحاء بريطانيا، واستمرت لفترة طويلة». وأضاف: إن مدينة تيلفورد ستعيش خلال الأيام القادمة على وقع حدث وطني حول التوعية بالاستغلال الجنسي للأطفال.

وتابع: «نحن نرحب بهذا، فيما تواصل جميع الوكالات العمل معًا بشكل وثيق للغاية، وسيظل هذا الأمر هو أهم أولوياتنا». وبحسب الصحيفة، فقد تم إحصاء عدد الضحايا بمساعدة البروفيسور ليز كيلي، من وحدة دراسات إساءة معاملة الطفل والمرأة، بجامعة لندن متروبوليتان، وتبين أن عدد الضحايا من الفتيات الصغيرات اللائي تعرضن للأذى منذ ثمانينات القرن الماضي يمكن أن يصل إلى الألف. ويروي التحقيق أن تلميذات صغيرات تم إغواؤهن وإخراجهن من منازل أسرهم، بهدف تعويدهن على إدمان المخدرات، وضربهن واغتصابهن، وتواصل هذا الإجرام حتى الوقت الراهن بحسب شهادات الضحايا. وأشار التحقيق إلى وفاة فتاة تدعى لوسي وشقيقتها ووالدتهن بقيام رجل بإشعال النار في منزلهن، بعد الاعتداء جنسيا على الفتاة وحملها منه ووضعها طفلا وهي بعمر 14 عاما. وتمت إدانة سائق التاكسي أزهار علي محمود بتهمة قتل لوسي ووالدتها وشقيقتها، وأودع بالسجن، لكنه لم يلاحق بتهمة الاعتداء الجنسي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الكشف عن قضايا كبرى مماثلة في مدينتي روتشديل وروثرهام، إلا أن سلطات مدينة تيلفورد طيلة هذا الوقت لم تتمكن من القضاء على شبكة هؤلاء المنحرفين.

وانه على مدى 18 شهرا من التحقيقات عثرت سلطات مدينة تيلفورد على أدلة عن أعمال عنف غير مسبوقة، بالإضافة إلى تقاعس ولامبالاة موظفي الخدمات الاجتماعية في تسعينات القرن الماضي الذين علموا بالإساءات الجنسية، كذلك لم تبادر الشرطة إلى رفع دعوى جنائية بهذا الخصوص إلا بعد عشر سنوات، حتى أن الفتيات اللائي تعرضن للعنف أصبحن بمثابة رقيق للمتعة الجنسية.