1280787
1280787
العرب والعالم

القوات التركية تسيطر على عفرين وأردوغان يعلن «رفع العلم هناك»

18 مارس 2018
18 مارس 2018

الجيش السوري يتقدم في 80 % من مساحة الغوطة الشرقية -

دمشق- عمان - بسام جميدة - وكالات:-

سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها أمس على مدينة عفرين في شمال سوريا إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي.

وحققت تلك القوات تقدما سريعا داخل المدينة التي تعرضت لقصف عنيف خلال الأيام الماضية دفع بأكثر من 250 ألف مدني للفرار منها.

وشاهد مراسلا وكالة فرانس برس في عفرين صباح أمس مقاتلين من الفصائل الموالية لأنقرة وجنودا أتراكا ينتشرون في أحياء المدينة. ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، فيما اطلق مقاتلون النار في الهواء احتفالا وهتف آخرون «الله أكبر».

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «الآن، سيُرفع العلم التركي هناك!».

وشاهد مصور من فرانس برس جنديا يحمل العلم التركي فوق شرفة أحد المباني الرسمية التابعة للإدارة الذاتية الكردية.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ على حسابه على تويتر «عملنا لم ينته، لكن الإرهاب والإرهابيين انتهوا من عفرين».

ولم ير مراسلو فرانس برس أي من المقاتلين الأكراد في عفرين، وتحدث أحد السكان عن «انسحابهم» منها.

وقال أحد المراسلين انه شاهد عددا قليلا من المدنيين. وقال: إن امرأة انهارت باكية على الأرض قبل أن تكمل طريقها برفقة أخرى في يدها حقيبة بينما تصاعدت في مكان قريب سحب من الدخان الأسود.

وعمد بعض المقاتلين الموالين لأنقرة، وفق مراسل لفرانس برس، إلى إحراق أحد متاجر المشروبات الكحولية. كما أقدموا على تدمير تمثال «كاوا الحداد»، الذي يُعد رمزا للشعب الكردي. وقال أحد السكان إنه شاهد مقاتلين يفتحون محالا تجارية ويأخذون محتوياتها.

وتخشى أنقرة إقامة حكم ذاتي كردي على حدودها على غرار كردستان العراق، وطالما أكدت رفضها للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في ثلاثة «أقاليم» .

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ، مقتل أكثر من 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة. كما أعلن الجيش التركي عن مقتل 46 من جنوده.

وأمام الهجوم التركي، طالب الأكراد دمشق بالتدخل، وبعد مفاوضات دخلت قوات محدودة تابعة للحكومة انتشرت على جبهات عدة، لكن سرعان ما استهدفها الأتراك بالقصف. وأراد الأكراد بشكل أساسي من الجيش السوري نشر دفاعات جوية تتصدى للطائرات التركية، وهو ما لم يحصل.

وحمل الأكراد التحالف الدولي، حليفهم الرئيسي ضد تنظيم (داعش)، جزءًا من المسؤولية لعدم منعه تركيا من شن هجومها على عفرين. وأسفر الهجوم التركي أيضا، وفق المرصد، عن مقتل 289 مدنيا بينهم 43 طفلا. وتنفي أنقرة قصف المدنيين مؤكدة أنها تستهدف مواقع القوات الكردية فقط.

ودفع اقتراب المعركة من مدينة عفرين بـ250 ألف شخص للفرار منها منذ الأربعاء، وفق المرصد. وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها القوات النظامية السورية في شمال حلب. وقال عبدالرحمن: إن عفرين «عبارة عن مدينة شبه خالية من السكان».

وفي جبهة أخرى، أكد مصدر عسكري سوري لـ(عمان) أن أكثر من 80 % من مساحة الغوطة الشرقية أصبحت تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وذلك عقب  سيطرته على بلدة سقبا جنوب بلدة حمورية في الغوطة الشرقية لدمشق ووصوله إلى أطراف بلدة كفربطنا التي دخل إليها من عدة محاور بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.

وأفاد الإعلام الحربي أن وحدات الجيش  تتابع عملياتها في الغوطة انطلاقا من مواقعها في بلدة سقبا ويصل إلى أطراف بلدة  كفر بطنا من الجهتين الشرقية والشمالية واعطي مهلة للمجموعات الإرهابية للانسحاب من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق حتى الساعة الثالثة من ظهر يوم أمس، كما أعلن أيضا التلفزيون السوري. وأكدت (سانا) أن وحدات من الجيش نفذت خلال الساعات الماضية عمليات مكثفة استخدمت خلالها تكتيكات مناسبة لطبيعة المناطق السكنية حفاظا على أرواح من تبقى من مدنيين في منازلهم في انتظار وصول الجيش العربي السوري ليحررهم من سيطرة التنظيمات الإرهابية.

ولفتت إلى أن العمليات أسفرت عن القضاء على آخر أوكار الإرهابيين في بلدتي سقبا وكفربطنا وذلك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر في الأفراد والعتاد وتدمير أوكارهم وتحصيناتهم. وأشارت إلى أن وحدات الجيش تعمل على تأمين الأهالي في منازلهم داخل أحياء البلدتين في حين بدأ عناصر الهندسة بتطهير وتمشيط الشوارع والأبنية وشبكة الأنفاق التي عثروا عليها حيث كان الإرهابيون يتحركون عبرها وينقلون الأسلحة والذخيرة إلى مجموعاتهم على خطوط الاشتباك.

وذكر المرصد أن قوات الجيش السوري سيطرت على بلدتين جديدتين مما تبقى تحت سيطرة الفصائل المعارضة من الغوطة الشرقية قرب دمشق، وقال مدير المرصد «تمكنت القوات النظامية من السيطرة على بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر معارك مع فصيل فيلق الرحمن» الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية، ولم يعد يتواجد سوى في بضع بلدات فقط.

وأعلنت مصادر القوات السورية دخولها بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية، وأشارت إلى أن بلدتي سقبا وكفربطنا تقعان في الجيب الجنوبي للغوطة الذي لم يبقى به سوى بضع بلدات خاضعة لسيطرة فصائل مسلحة، مشيرة إلى أن سقبا وكفربطنا كانت تخضعان لسيطرة «فيلق الرحمن»، الذي يخوض اشتباكات مع قوات الجيش السوري. وطال القصف الصاروخي مواقع الفصائل المسلحة في عين ترما بالغوطة الشرقية. وأكّد الإعلام الحربي بدوره أن الجيش السوري حرر مدرسة الفارابي شمال بلدة الريحان، وتل كردي، إضافة إلى مساحة واسعة من المزارع شمال شرق البلدة.

وقالت جماعة (فيلق الرحمن) إنها تتفاوض مع وفد من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة من الغوطة الشرقية.

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان، قوله: «نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم». وأضاف علون: «أهم النقاط التي يجري تأكيدها والتفاوض على إجراءاتها هي وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين لتلقي العلاج خارج الغوطة بضمانات أممية»، مشيرا إلى أن موضوع «الخروج» من الغوطة غير مطروح على الطاولة. وفيلق الرحمن هو فصيل رئيسي من عدة قوى معارضة رئيسية في الغوطة هي جيش الاسلام والنصرة وداعش.

وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، عن إيصال 30 طنا من المساعدات الإنسانية إلى دمشق، على أن توزع على النازحين من الغوطة الشرقية.